مقالات

الصيام وتأثيره على الجوانب الروحية والاجتماعية

كتبت: إيمان قاسم

إن الصيام يشترك في معناه مع العبادات من حيث أنه تربية على الاستسلام والعبودية لله، وامتثال لأمر الله بالصوم في قوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام” وهو عبادة تربي النفس على التقوى والخوف من الله ومراقبته سرًا وعلانية والإخلاص له، والاقتداء بسنة نبيه، وإن الصوم له فوائد عظيمة نعرض منها في هذا المقال فوائد روحية وأخرى اجتماعية.

ويعتبر شهر رمضان هو القنطرة التي تقرب العبد من ربه واعتزامه على تجنب المعاصي والترفع عن اللغو والرفث وقول الزور قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون” وباستحضار ثواب الصيام يعين الإنسان على الصدق والإخلاص ومن ثم تحصيل التقوى.

وتعليم لضبط النفس وتهذيبها والسيطرة عليها والتحكم في قيادتها إلى فعل الخير، والتدرب على الحلم والأناة، والتعامل مع الأقارب وذوي الأرحام وفي العمل وفق المنهج النبوي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب”.

وفي قوله تعالى: “استعينوا بالصبر والصلاة” أمر بالصبر على ما تبغضه النفوس من طاعة الله، وترك المعاصي ومنع النفس عن الهوى، وإن شهر رمضان هو شهر الصبر ويتضح ذلك بترك الإنسان الطعام والشراب في نهاره، وامتناعه عما نهى الله من كف ل اللسان والجوارح، فلا يخرج المسلم من رمضان إلا وقد اكتسب صفة الصبر.

الصيام وتأثيره على الجوانب الروحية والاجتماعية
الصيام وتأثيره على الجوانب الروحية والاجتماعية

الآثار الاجتماعية

ومن الآثار الاجتماعية للصيام التأمل الذاتي وإعادة تقييم الحياة في نظر الفرد وتغيير سلوكه إلى الأفضل، وتذكيره بنعم الله عليه؛ فالنعم الكثيرة المألوفة لا يعرف مقدار قيمتها إلا حين تفقد، فإذا أمسك الإنسان طواعية عن الطعام والشراب حتى إذا جاء المغرب فأشبع جوعه وروي ظمأه وشعر بالنعمة وشكر الله وحمده عليها.

علاوة على أن الصيام يعزز من شعور الأفراد داخل المجتمع بالانتماء من خلال إشراكهم في هدف مشترك، بجانب توطيد أواصر العلاقات الاجتماعية وتجمع الأهل والأصدقاء في موعد واحد للإفطار، والتواصل الجسدي والبصري والجسدي ونبذ الشر والمسارعة إلى فعل الخيرات، وتجدد العقول بالعلم والمعرفة والقلوب بالإيمان والتقوى.

ويعد صيام مدرسة تعلم الإنسان التعاطف مع الغير، فعن طريق شعوره بالجوع، وإحساسه بالعطش يلين قلبه ويرق على الفقراء والمحتاجين فيبسط يده إليهم داعمًا لهم، لذلك سمي رمضان شهر المواساة والخير.

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى