“شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان” ونحن على أعتاب استقبال شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هداية للناس، شهر العتق من النار الغفران وإجابة الدعوات، ينبغي على الإنسان أن يتهيأ ويستعد لاستغلاله نظرًا لما له من فوائد وفضائل عظيمة، كما يعتبر القنطرة التي تقرب العبد، ويعزز من قدراته الروحية والعقلية، تطوير ذاته إلى الأفضل.
وإن التغيير يأتي من الداخل أولًا ثم الخارج قال تعالى: “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”، فلابد أن يمتلك الإنسان الإرادة والعزيمة اللتان تعيناه على الوصول إلى التغيير المنشود.
ويعتبر شهر رمضان فرصة عظيمة لحدوث التغيير ولابد من استغلاله بالصورة المثلى بالمهمة والنشاط والانجاز، ومحو الصورة الذهنية عنه أو التعامل خلاله مثل باقي الشهور بالكسل. النوم طوال نهاره والسهر في ليله، ويعد مدرسة تربوية يتم فيها تدريب الإنسان على قوة الإرداة لتساعده على التخلص من العادات السيئة التي لصقت به واعتاد عليها رغم علمه بمدى ضررها.
يعتبر شهر رمضان باب للتوبة المغفرة إلى الله سبحانه وتعالى، ويعد دعوة إلى الرجوع إلى الله والندم والتوبة على ما اقترفه من الذنوب والتي صنعت حجابًا بين العبد وربه.
قال تعالى “إنا أنزلناه في ليلة القدر” أنزل القرآن في شهر رمضان؛ فينبغي على الإنسان أن يستثمر أوقاته في قراءته وتدبر معانيه لما يدر به على المرء من شفاء للأمراض الحسية والمعنوية وتلبية لحاجاته الدنيوية، واشتماله على أبعاد فكرية، واجتماعية، وسياسية، وأخلاقية.
ويعد مدرسة عملية للشعور بالرحمة والقضاء على الأنانية والبخل وفقدان الشعور بالجسد الواحد، فحريٌ على المؤمن أن يسعى لدعم الفقراء وتغيير حالهم إلى الأفضل والجود عليهم.
وتعليم الإنسان الصبر والتأني لمن كان سريع الغضب، وتعويده على الصبر على تصرفات الناس وأخلاقهم وتجاهلهم في بعض الأحيان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب” إضافة إلى الصبر على الجوع والعطش لساعات طويلة.