مقالات

التعليم وسيلة استثمار أم استهلاك ؟

كتبت: إيمان حامد

يعتبر التعليم مشروع من أخطر المشاريع الاجتماعية فخطورة المشروع تأتي من الادخار والاستثمار في مدخلات ومخرجات الإنسان نظرا لكون التعليم يشكل سباقاً بين العصور والأزمان ليشكيل الحضارة التي تعد صالحة لكل زمان ومكان الآن وفي المستقبل .

•هل تعتقد أن الشخص الذي يستثمر في تعليمه يمكن أن يحقق مكاسب اقتصادية أكبر في المستقبل؟

•هل ترى أن التعليم يمكن أن يكون وسيلة لتطوير المهارات وزيادة الإنتاجية؟

• أم أن التعليم يمكن أن يشكل بسبب التكاليف مثل الرسوم الدراسية وتكاليف الكتب سببًا في الخسارة اقتصادية؟

•هل ترى أن تحصيل درجات علمية عالية أو الحصول على شهادات تعليمية قد تعتبر خسارة اقتصادية إذا لم تترجم إلى فرص عمل أو دخل مرتفع؟

•مفهوم التعليم :-

هو عملية مستمرة من أجل إعداد الأفراد للحياة والتنمية البشرية والوجدانية معرفيًا وجسديًا وانفعاليًا فالتعليم والتعلم يمثلان نظامين فرعيين من العملية التربوية وأحد الأدوات الرئيسية في تطوير الأفراد وتعزيز مكانتهم الاجتماعية كما أنه العملية التي يكتسب فيها الفرد المعرفة الأساسية أو ينقلها إلى شخص آخر ليكون قادرًا على تحقيق مايلي :-

1/ يمكن التعليم الفرد من تمييز الصواب من الخطأ.

2/ يعمل التعليم على يطور الحكم والتفكير والمهارات الخاصة بالمهنة والحرفة التي يسعى لامتلاكها والعمل بها.

3/ يساعد التعليم على الاستثمار في أساليب تمكنك من تحويل المشاريع إلى واقع.

4/ يجعلك على دراية بالأعراف الاجتماعية والعادات والتقاليد الخاصة بطبيعة المجتمع والمكان.

5/ كما ينمي المهارات الأساسية للحياة اليومية.

6/ ويساعد الفرد على التنقل في الحياة والمساهمة في المجتمع .

• التعليم أداة للاستثمار بالأفراد :-

يعتبر التعليم استثماراً للأفراد داخل المجتمعات بشكل عام والتعليم المستمر والمباشر يمكنه أن يحقق العديد من المكاسب
هي :-

1/ أداة رئيسية ومهمة من أجل تحقيق الارتقاء الاجتماعي والتطور المهني في جميع الدول والمجتمعات.

2/ يمكن أن يساهم فى الكشف عن المواهب لدى الأفراد، ويتعهد بتوفير الرعاية والصقل مما يؤثر بالإيجاب على الاقتصاد.

3/ كما يساعد التعليم الأفراد على زيادة القدرة على التكيف مع ظروف العمل، و إعداد القوى العاملة المؤهلة للظروف المختلفة والصعبة .

4/ يعمل على زيادة القدرة الإنتاجية للفرد، وقدرته على توليد ورفع الدخل الخاص به.

•هل يعتبر التعليم سلعة اقتصادية؟

يشكل الأفراد المتعلمون أداة أكثر ربحًا للاستثمار الاقتصادي، إذا توفر لديهم العوامل التي تؤدي إلى زيادة الإنتاج والنمو الاقتصادي حيث يسهم التعليم في رفع الإنتاجية والإبداع لدى الأفراد، بالإضافة إلى قدرته على تحفيز ريادة الأعمال والاختراقات التكنولوجية بين العاملين.

تعمل العديد من الدول بشكل أكبر على تطوير نظام تعليمي، قادر على إنتاج عمالة قادرة على العمل في الصناعات الجديدة، مثل العلوم والتكنولوجيا حيث أن المعرفة والمهارات التي يمتلكها العمال بسبب التعليم والتدريب عوامل رئيسية في تحديد النمو التجاري والاقتصادي وازدهاره .

في الاقتصادات التي تتمتع بأعداد كبيرة من العمالة الماهرة المتعلمة والمدربة تكون قادرة على تطوير المزيد من الصناعات ذات القيمة المضافة للشركة، مما يدعم ويرفع من العائد الاقتصادي على الشركات، والأفراد والدولة.

•أختلاف الآراء.. التعليم أم الاقتصاد؟

هناك الكثير من الأراء التى تؤكد أن التعليم هو نوع من الاستثمار فى العنصر البشري يولد عائداً طويل الأجل على امتداد حياة الفرد المتعلم سواء هذا العائد اقتصادياً أواجتماعياً حيث أن العنصر البشري أحد أهم عناصر الإنتاج الرئيسية التي تقوم عليها التنمية الاقتصادية بجانب رأس المال المادي هذا بجانب ما يقدمه التعليم لرفع وتحسين معدل النمو الاقتصادي والاجتماعي .

وهناك آراء أخرى تصف التعليم كأداة استهلاك للأفراد بطريقة مباشرة حيث يمكن أن يشبع حاجة الأفراد الراغبين في الحصول على المعرفة وذلك من خلال ميزانية ينفقها مجموعة من الأفراد أو الدولة والتي تشهد ارتفاعاً في مقدار النفقات التعليمية السنوية مقارنة مع ارتفاع منسوب البطالة بين الخريجين والمتعلمين والمثقفين وهذا الأمر الذي يرجح بين العامة فكرة أن يكون التعليم أداة للاستهلاك الاقتصادي دون نتيجة أو عائد ربحي.

أخيرا أن التعليم والتطور الاقتصادي هما جزءا واحدا يكمل كلاً منها الأخر فيجب أن يكون التعليم جزءاً من برنامج التنمية الاقتصادية الشامل لذلك ينبغي على المجتمعات التى تسعى للبناء ألا تغفل عن المساهمة التى يمكن أن تقدمها المدرسة للمجتمع وأن المشاركة الحقيقة بين المدرسة والمجتمع فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية تنطوي على تبادل للموارد وإحداث تنمية اقتصادية لابد من تطوير رأس المال الاجتماعى لكل فرد فى المجتمع.

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى