سرعة بكاء المرأة ضعف أم رقة مشاعر؟
✍🏻 بسنت الغباري
إن البكاء هو أحد التعبيرات التي تظهر على المرأة في موقف انفعالي ما، وهو يصاحبه سيلان الدموع، والبكاء عند علماء الطب من وسائل تحسين الحالة الصحية، وليس دليلاً على الضعف أو عدم النضج، حيث ينتج عنه إزالة المواد الضارة من جسمكِ التي يفرزها عندما تكونين منفعلة انفعالاً زائداً، بسبب القلق أو الحزن أو حتى الإجهاد الزائد.
إذ يتسبب البكاء في زيادة عدد ضربات القلب، وهو ما يعتبر منشطاً للحجاب الحاجز وعضلات الصدر، ثم بعد الانتهاء من البكاء تعود سرعة ضربات القلب إلى معدلها الطبيعي وتسترخي العضلات مرة أخرى، وتحدث حالة شعور بالراحة والاسترخاء، فتكون نظرتكِ إلى المشاكل التي تؤرقكِ وتقلقكِ أكثر وضوحاً، بعكس كبت البكاء والدموع الذي يؤدي إلى الإحساس بالضغط والتوتر المؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض.
تمايز وأنواع:
كما قالوا عن سبب ظاهرة دموع المرأة الأسرع من دموع الرجل، يرجع إلى طبيعة المرأة الفيزيولوجية والنفسية، بسبب هرمون يسمى «البرولاكتين» وهو هرمون الأنوثة وهام لإدرار لبن صدر الأم لرضيعها، لكنه يفرز أيضاً بنسبة أقل في غير أوقات الرضاعة، ويزيد الهرمون كرد فعل للتوتر والأحزان ومشاعر الاكتئاب التي تنتاب المرأة.
بينما رجال الدين فسروا البكاء بشكل آخر، نأخذ منه ما قال الإمام «ابن القيم»، البكاء عشرة أنواع، هي: بكاء الخوف وخشية الله، بكاء الرحمة والرقة، بكاء المحبة والشوق، بكاء الفرح والسرور، بكاء الجزع من ورود الألم وعدم احتماله، بكاء الضعف، بكاء النفاق أن تدمع العين والقلب قاس، البكاء المستعار والمستأجر عليه مثل بكاء النائحة، بكاء الموافقة أن يرى الرجل الناس يبكون لأمر فيبكي معهم، بكاء الحزن وفرقه عن بكاء الخوف، هو أن الحزن يكون على ما مضى من مكروه والخوف يكون على ما يتوقع في المستقبل، دمعة أو بكاء السرور تكون باردة والقلب فرحان.
وعلى عكس عرفت بعض المجتمعات بكاء الرجل شيئا مشيناً أو دليلاً على الضعف، يرى خبراء ومتخصصو علم الاجتماع أن للرجل الحق في أن يبكي، وينتقدون تنشئة الصغار من الذكور على هذه المفاهيم، ومن ثم يوافقون علماء الطب في أن سبب عمر المرأة أطول من عمر الرجل، لأن المرأة لا تتردد في ترك العنان لدموعها، ولا ترى في ذلك حرجاً، وبالتالي يسهم في راحتها النفسية والجسدية، أما الرجل فهو يخجل من البكاء، مع تعرضه للضغوط، لذلك يحذر العلماء الرجال بقولهم: لا تدع المرأة تفوز عليك بالعمر الطويل بسبب البكاء.
وختاماً، فإن الذي تبكي هي التي تُمزق كل الأقنعة والاعتبارات وكل الأدوار الاجتماعية، لذلك يقولون: إن من لا تعرف الدموع لا تعرف الرحمة والتي لا تبكي عندما تتألم ،فإنها تتألم أكثر، لأنها تشعر بالألم مرتين.