في ظل ما نشهده اليوم من ثورة تكنولوجية، وغزوها شتى مناحي الحياة، وباتت لا غنى عنها في كل المجالات، وتكمن أهميتها في تسهيل الحياة وتوفير سبل الراحة والرفاهية للإنسان.
تجلى تأثير التكنولوجيا على جودة حياة البشر وإزالة العوائق التي تجعل الحياة معقدة، ففي مجال العمل ساعدت على زيادة الإنتاجية والعمل براحة ويسر دون بذل مجهود مقارنة بالعمل بالطرق التقليدية، وفي عملية التواصل والتعقيدات التي يجابهها ربالأفراد، فمع ظهور الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي تلاشت العوائق وساعدت في التقريب بين الأشخاص وإمكانية تكوين علاقات اجتماعية جديدة من خلالها.
وتعتبر وسيلة فعالة لاكتساب المعرفة حيث تمكن الفرد من الوصول إلى المعلومة بسهولة؛ علاوة على تمكين الطلاب من الاستفادة من البرامج التعليمية التفاعلية، وإتاحة التعليم الذاتي دون التقيد بمكان عوضًا عن الحضور الجسدي.
التأثير السلبي للتكنولوجيا
لا يمكن أن ننكر إسهام التكنولوجيا في سهولة التواصل والتقريب بين الأفراد، لكنها كانت سببًا في الانطوائية والعزلة لدى الشباب، وضعف في مهارات التواصل داخل الأسرة والمجتمع، وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي بيئة خصبة للتنمر الإلكتروني بالتخفي وراء الشاشات وترك تعليقات تضر بالحالة النفسية والمزاجية للمستخدمين.
بالإضافة إلى ذلك، تساهم التكنولوجيا في ترويج الأخبار الزائفة ونشر محتوى سيئ، كما تعد نافذة للانفتاح على الثقافات الأخرى، ومع عدم القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ والاغتراف من ثقافات وقيم مجتمعات غربية لا تتماشى مع قيم الدين الإسلامي والمجتمعات العربية.
علاوة على ذلك، فإن الدراسات أثبتت أن التكنولوجيا تؤثر بصورة سلبية على الصحة النفسية والشعور بالاكتئاب والقلق، فضلًا عن التشتت وعدم القدرة على التركيز والتفكير، بالإضافة إلى انعدام الخصوصية على الإنترنتومنصات التواصل الاجتماعي، وجعل الحياة الشخصية مشاع بإمكان أي شخص معرفة تفاصيلها.
تأثير التكنولوجيا على البيئة
انتقلت المجتمعات من الاعتماد على الزراعة إلى التصنيع وتطويع البيئة لتلبية الاحتياجات، وعلى الرغم من إيجابيات تلك الخطوة إلا أنها كان لها مردود سلبي على البيئة، وتسبب في حدوث تلوث بيئي جراء انبعاثات الغازات الدفيئة والكربونية، والاحتباس الحراري، والذي تجلى تأثيره على المناخ، إضافة إلى تلوث الماء والغذاء جراء عدم التخلص من النفايات بطريقة صحيحة مما تسبب في تغير في خصائص التربة، وتسرب المشتقات النفطية للمياه واستهلاك كميات كبيرة منها مما ترتب عليه استنزاف الموارد المائية.
ومع تجلي التأثير السلبي للتكنولوجيا على البيئة، اتجه العالم إلى التقليل من مخاطرها على البيئة، والاعتماد على الطاقة المتجددة وتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، التي تعتبر بديل آمن عن المصادر الملوثة، إضافة إلى فرز المخلفات الصلبة والعمل على إعادة تدويرها والتخلص منها بطريقة صحيحة.