طرق فعَّالة للتغلب على القلق والتوتر
كتبت/ روان عبدالعزيز
إن الشعور بالقلق أمر طبيعي في حياتنا، خاصةً إذا كنا ننتظر شيء بشدة كانتظار نتيجة امتحان، مقابلة عمل، نتيجة تجربة صنعتها، مقابلة الأحباء والأصدقاء، سفر قريب،… الخ.
فالقلق والتوتر لترقب شيء آتي أو جديد عليك أمر طبيعي حدوثه مادُمت متحكم به، ولكن المهم ألا تجعل هذا التوتر يتحكم بك وبحياتك فوقتها يبدأ القلب الحقيقي والذي يظل ينبش بك حتى يصل بك للممات.
لا تجعل للقلق والتوتر أن يتحكما بك وبحياتك و يجعلوك دمية يلهون بها طوال الوقت وأنت قليل الحيلة، فمع مرور الوقت تُحال حياتك لجحيم وقد تُصاب بمرض الاكتئاب الذي يصعب علاجه -تكاد تصل للاستحالة- وتصل للممات.
لا تُكتف يدك وتقف مُتفرج على العرض الذي سيقدمه قلقك، فتخيل معي القلق وحش مخيف وأنت طفل صغير ضعيف ويظل القلب يقترب..
ويقترب..
ويقترب…
حتى يحاوطك من كل اتجاه…
وفجأة.. ينقض عليك قاضماً جزء من جسدك ويظل يقضمه حتى يقضي عليك تماماً.
هذه هي الحياة وهذا هو القلق -ولم أبالغ حين قلت أنه وحشاً مُخيفاً فهو كذلك بالفعل- الذي إذا سيطر على إنسان لن تتمكن من استرداد نفسك مرة أخرى.
فكيف نتخلص من التوتر والقلق النفسي:-
من الأشياء المنتشرة بين الشباب هي ممارسة العادات الغير صحية كشرب القهوة والكافيين والتدخين، فهذه الأشياء مُضرة أكثر بالصحة وتجعلك طوال الوقت في حالة من الإرهاق والتعب مما يسبب توتر وقلق شديد معظم الوقت.
مارس الرياضات الهادئة التي تحسن الحالة المزاجية كالتأمل أو اليوجا، فهذه المشاكات تساعد على الراحة والاسترخاء بصورة كبيرة وتجعلك دائماً في حالة إيجابية ويحيط بك التفاؤل من كل جانب والبعد عن التفكير بسلبية، فالتأمل يساعدك على التوازن الذي تنشده في حياتك كلها سواء على الجانب النفسي أو العملي، كما أنه ليس له وقت ولا مكان ولا أي طقوس مُسبقة فيمكن ممارسة التأمل في كل وقت وأي مكان حتى أنك يمكنك ممارسته مع ذاتك.
اعرف من السعادة واشرب منها حتى الثمالة فالعمر واحد، أضحك كثيراً وكن دائم التبسم للآخرين – فالابتسامة صدقة- وانزع العبوس من على جبينك فلن تُجني منه شيء، فإذا كنت مريضاً لن يُشفيك الضحك وإنما يعطيك العشور بالجانب الإيجابي في الموضوع وأنك ستتحسن وتصبح أفضل ولا تتقنص دور الشهيد وتبكي على ماصار لك.
فهذا لن يفيدك في شيء وكل ما ستجنيه هو أنك ستشعر بالمرض أكثر، فحاول تخفيف الأمر عليك وألقي النكات حتى لا تُصاب بالاكتئاب.
تعلم الرفض، فليس صحياً أنه كلما كلب منك أحد شيئاً توافق عليه حتى لا تُزعجه، فأنت بذلك تأذي نفسك وتدمرها، فقد يبدو الأمر من الخارج أنك لا ترغب في إثارة الجدل والنقاشات الكثيرة رغبةً في الهدوء ولكنك بذلك تصنع لنفسك صراعات ليس لها آخر بداخلك، حينما تجد نفسك لست قادر على تنظيم وقتك لممارسة عشرات المهام في نفس الوقت.
وهذا لا يعني عدم مساعدة الآخرين بالعكس فإن مساعدة المحتاج تعطيك قدر كبير من الثقة بالنفس وأنك قادر على المنح ولا حتى تنتظر له مُقابل، المهم ألا يأتي ذلك عليك وعلى حياتك الهادئة حتى لا تُصاب بهيستريا القلق والتوتر.
حافظ على معدل كافِ للنوم بشكل منتظم، فالنوم يساعد على الاسترخاء والراحة والحد من الشعور بالتوتر، فإذا جعلت لنفسك مقدار نوم من 7- 9 ساعات يومياً، فهذا يجعلك مستيقظ بك نشاط وحيوية و رغبة في تسلق الجبال.
فالنوم الكافي يساعد الجسم على النشاط والمُخ والعقل على التركيز وتوسيع الأفق، فدائماً ما نجد الشخص الذي لم يأخذ كفايته في النوم يظل في حالة دوخة و إرهاق وعصبية وتوتر بعكس النائم بشكل جيد فيكون عنده طاقة لفعل الكثير ونشط أكثر.
لا تكبت ما بداخلك من مشاعر وعواطف وانفعالات وصرح بكل هذا واترك بمشاعرك العنان حتى تنطلق، فكبتها قد يدمرك، وحتى إذا كنت لا تملك الجرأة على التصريح بذلك للآخرين فيمكنك خروج هذه الانفعالات على ورقة، أكتب كل يدور بذهنك من خواطر في ورقة دوو مراعاة لأي شيء من القواعد في الحياة.
فتذكر أن لا أحد سيرى هذه الكتابات غيرك أنت فاكتب كل ماتشتهيه، وإذا أردت أن تحتفظ بها لمراجعتها مرة أخرى لا بئس، وإذا حبيت حرقها أيضاً لا بئس، المهم في الأمر أن تخرج كل يدور بداخلك من رأسك وتنتبه للقادم.