رذاذ يكتشف بصمات الأصابع في 10 ثوانٍ
كتبت:- سلمى محمد
بصمات الأصابع هي عبارة عن شكل من أشكال البيولوجيا الإحصائية، وهي علم يستخدم خصائص الأفراد الجسدية والبيولوجية وذلك لتحديد هويتهم، فلا يوجد شخصان لديهما بصمات الأصابع نفسها، حتى ولو كانا اخوات أو حتى توأمين متماثلين. إن بصمات الأصابع لا تتغير حتى عندما يتقدم بنا العمر، إلا في حال دُمرت الطبقة العميقة لهذه البصمات أو غُيِّرت عن قصد بعملية جراحية تجميلية.
وللبصمات ثلاثة أنماط أساسية تدعى الأقواس، والحلقات، والدوامات. وما يجعل كل بصمة فريدة من نوعها هو شكل التفاصيل الصغيرة الموجودة في هذه الأنماط، وحجمها وعددها وكذلك ترتيبها.
في جامعة كولومبيا استخدم المهندسون الذكاء الاصطناعي (AI) لتحطيم أحد المعتقدات الأساسية والراسخة في الطب الشرعي، وإثبات أن جميع بصمات الأصابع فريدة من نوعها.
قال الباحثون أن التكنولوجيا يمكنها التعرف بدقة تتراوح بين 75 و90 في المائة . ويتم استخدام طريقة جديدة لمطابقة البصمات وهي طريقة توضيحية تعتمد على اتجاه النتوءات في وسط الإصبع. وتلك النتوءات هي عبارة عن التلال والوديان الصغيرة التي تشكل نمط البصمة.
استخدام الذكاء الاصطناعي في التحاليل الجنائية
على الرغم من أن كل إصبع لديه نمط فريد خاص به من الدوامات والحلقات، إلا أن هناك هبات واضحة داخلها تطابق بصمة بأخرى في نفس اليد، وهو تقدم جديد يمكن أن يساعد في حل القضايا الصعبة وحتى إثبات البراءة في قضايا الصعبة.
إن الباحثون يعتقدوا بأن أداة الذكاء الاصطناعي كانت تحلل بصمات الأصابع بطريقة مختلفة تماماً عن الطرق التقليدية القديمة، بالإضافة إلي التركيز على اتجاه النتوءات في وسط الإصبع بدلاً من الطريقة التي تنتهي بها النتوءات الفردية. وقد ذكر أن الذكاء الاصطناعي لا يستخدم العلامات التقليدية التي استخدمها الطب الشرعي منذ وقتٍ كبير ، ويبدو أنه يستخدم شيئاً مثل الانحناء، وزاوية الدوامات في المركز.
استخدام الذكاء الاصطناعي في مسرح الجريمة
يمكن أن تكون لنتائج دراسة جامعة كولومبيا القدرة على التأثير القوي في كل من القياسات الحيوية وذلك باستخدام إصبع واحد معين لفتح جهاز أو توفير الهوية. على سبيل المثال في الطب الشرعي إذا تم العثور على بصمة إبهام مجهولة الهوية في مسرح الجريمة «أ»، وبصمة سبابة مجهولة الهوية في مسرح الجريمة «ب»، فلا يمكن أن تكون الاثنتان متصلتين حالياً من الناحية الجنائية بالشخص نفسه – ولكن يمكن لأداة الذكاء الاصطناعي أن تكون قادرة على تحديد ذلك بكل سهولة.
وقد تمكن العلماء من جامعتي شنغهاي الصينية وباث البريطانية تطوير «رذاذ فلورسنت»، غير سام، يجعل بصمات الأصابع مرئية في 10 ثوانٍ، مما يجعل تحقيقات الطب الشرعي آمنه وأكثر سرعة في تحليلها.
وبصمات الأصابع الكامنة غير المرئية تتكون من العرق أو الزيت المتبقي على الجسم بعد لمس أي شيء، وفي هذه الحالة تستخدم طرق الطب الشرعي التقليدية، للكشف عن بصمات الأصابع، إما مساحيق سامة يمكن أن تضر بأدلة الحمض النووي، أو المذيبات البتروكيماوية الضارة بالبيئة.
وابتكروا مادتين كيميائيتين تسميان «LFP-Yellow» و«LFP-Red» وعما يرتبطان بشكل انتقائي مع الجزيئات سالبة الشحنة الموجودة في بصمات الأصابع، وينبعث منها توهج فلورسنت يمكن رؤيته تحت الضوء الأزرق بشكل واضح.
إن الأصباغ تعتمد على بروتين فلوري موجود في قناديل البحر وهو يسمى بروتين الفلورسنت الأخضر، والذي يستخدم على نطاق واسع من قبل علماء الأبحاث، وذلك لتصور العمليات البيولوجية.
إن المادة الجديدة رذاذ الماء تمنع تلف المطبوعات، وهو أقل فوضى من المسحوق، ويعمل بسرعة كبيرة حتى على الأسطح الخشنة حيث يصعب التقاط بصمات الأصابع مثل الطوب.
وقال البروفيسور توني جيمس، من قسم الكيمياء بجامعة باث: «هذا النظام أكثر أماناً واستدامة، ويعمل بشكل أسرع من التقنيات الحالية ويمكن استخدامه حتى على بصمات الأصابع التي مضى عليها أسبوع».