التاريخ والآثار

عصر ما قبل التاريخ

✍️بقلم: ياسمين حسين مصطفى عبد الرحمن

انقسم عصر ما قبل التاريخ إلى العصر الحجري القديم والعصر الحجرى الحديث ويمكن القول إن كلا من العصرين له اكتشافات مختلفة عن الآخر وحياة خاصة بكل عصر .

عصر ما قبل التاريخ
عصر ما قبل التاريخ

العصر الحجري القديم: 

كان الإنسان فى ذلك العصر ينزل الصحارى المحيطة بوادي النيل وعلى الهضاب التى تجف جانبيها وكلما ازداد جفاف مواطن تجواله كان يقترب من مجرى النهر تدريجياً وينزل على المدرجات التى تحف جانبيها حيث ترك لنا كثيراً من الالته التى تدل صناعتها على درجه مختلفه من المهارة والتقدم وكان الإنسان فى هذا العصر يحترف الصيد الأمر الذي كان يدعوه إلى الانتقال من مكان إلى آخر وقد وضع أدواته فى هذا العصر من الحجر ومن أشهر أدواته التى صنعها الظران وهي آلة تشبه قبضة اليد وقد عثر على آثار هذا العصر فى مصر فى منطقة العباسية والجبل الأحمر وجبل المقطم ودهشور وسقارة وسفوح ومرتفعات الأقصر وقرب أسوان وحول عيون حلوان وفى الجيزة وفى الفيوم وكوم أمبو والسبيل والواحه الخارجية وفى أواخر هذا العصر اهتدى الإنسان المصرى القديم إلى معرفة الحبوب بأنواعها الغذائية كالشعير البرى والحنطة البرية وطرق جرشها والانتفاع بها بدليل وجود من اجل حصاد الحبوب ومراحل جرشها فى مثل منطقة عيون حلوان وكوم أمبو.

العصر الحجري الحديث: 

أخذ المصريون فى بداية فجر تاريخهم بما أخذ به غيرهم من أصحاب المجتمعات الزراعية فيما يختص بعلاقتهم المكانية ووسائلهم الاقتصادية فظلت جماعاتهم تحيا لفترة طويلة فى وحدات صغيره متفرقه يتصل البعض منها بالبعض الآخر وكانت هذه الوحدات متنوعة وأصبح التنوع داخله وحده كبيره أطلق عليه وحده الجنس ووحدة البيئة ووحدة المطالب المحدودة والكماليات وعلى هذا الأساس نجد عدة من التسميات الحضارية ومنها حضارة مرمدة بنى سلامة فى جنوب غرب الدلتا وحضارة الفيوم فى مصر الوسطى ثم حضارة دير تاسا فى اسيوط ولا تعنى هذه التسميات أن النشاط الحضارى فى مصر قد اقتصر على هذه القر وإنما تم الكشف على آثارها كشفا منظماً.

ويمكن القول إن كل حضارة تنوعت بتنوع حرفها من حيث الزراعة وتربية الحيوان والصيد وصقل الأدوات الحجرية وصناعة الفخار وصناعة الحصير والسلال، غزل الكتان ولكن تميزت كلا منها فى أساليب صناعتها وفى طرق البناء وأساليب الزينة والزخارف وسنعرض ذلك تفصيلاً.

حضارة مرمدة بنى سلامة: 

تقع قرية مرمدة بنى سلامة ٥١ كيلو شمال غرب القاهرة وكشف بعض أجزائها العالم هرمان يونكر وكشف الحفائر بها ومقابرها ومن مظاهرها.

المساكن حيث انقسمت المساكن إلى قسمين: 

مساكن بنيت على هيئة حفر بيضاوية نزلوا بها تحت مستوى سطح الأرض حماية جوانبها في أغلب الأمر ثم بنيت جدرانها من جواليص الطين وارتفعت ربما إلى أكثر من المتر من سطح الارض وكانت بلا فتحات للدخول أو الخروج واستخدم اهلها لهذا الغرض قطعه من ساق الفرس أو جذع الشجره للدخول والخروج ولم يكن له سقف واستخدام الجلود أو حصر من البوص.

مساكن شيدت من البوص الكبير وفروع الشجر وهى أشبه أن تكون بالدوره فى الحقول وكان يلجأ أصحابها إليها في أوقات الراحة من النهار كما يبيتون فيها فى ليالى الصيف وموسم الحصاد وقد عثر يونكر على مطامير للغلال فى منطقة المساكن وهى عبارة عن زنابيل كبيرة من البوص و القش المجدول وفى بعض الاحيان اتخذوها على شكل قدور كبيره كبيره فقد عثر على أجران لتذرية الغلال .

المقابر: 
وقد دفن مرمدة بنى سلامة موتاهم بين مساكنهم وليس في أماكن بعيدة عنهم.

وقد كانت طرق الدفن غريبه عجيبه ويوجد طقوس الدفن فقد كانوا يرقدون موتاهم على الجانب الأيمن ناحية الشرق ناحية بيوتهم دون أن يزودهم بقربان خاص فيما عدا حفنة من الحبوب كانت توضع أحيانا قرب أفواههم فقد كانوا يعتقدون أن دفن امواتهم بالقرب منهم يغنيهم عن القربان ويهيئ لهم بأن ارواحهم تشارك أهلها فيما يطعمونه ويشربونه فى دنياهم كما أن قرية العمرى كانت كذلك.

فقد كشفت أن بعض مساكنها التزمت صفين شبه مستقيمين يفصل بينهما طريق ضيق وهذا وهذا هو أقدم تخطيط عرف للقرى المصرية حتى الآن وأقدم دليل على نشأة نوع من التنظيم الاجتماعى.

كما أنهم برعوا في مجالات اخرى منها الفخار والأحجار فقد عثر على فقد عثر على جزء من آنية صغيرة الشكل قاعدتها على هيئه قدم بشريه وقطعه تمثال من الصلصال المحروق مثلث الجذع الأعلى وعثر على نموذج من الفخار لقارب ويعتبر من أقدم الشواهد في هذه الفترة وعثر على كأس صغير نحتها صاحبها من حجر البازلت وتعتبر من أقدم الأواني الحجرية المعروفة.

رأي الكاتبة: 
ان الحياه ما قبل التاريخ على الرغم من أنها بدائية إلا أنها تتمتع بالرقي في جميع المجالات كما أن الإنسان كان فى هذه الحياه يتمتع بالاستقرار ويسعى على التطور فقد كانت حياتهم بسيطة إلا أنهم كانوا سعداء ويسعون إلى الأفضل
كما أن مرمدة بنى سلامة كانت تتمتع بالحضارة فى جميع المجالات.

كما أن ما أخذ عليهم دفنهم لموتاهم بجانب بيوتهم وعلى ما أظن أن ذلك كان تخليداً لذكرى موتاهم ويأنس بهم ويكونوا بجوارهم.

اقرا ايضا:-

طرق تأريخ حضارات ماقبل التاريخ

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى