
هل يخشى الرجل المرأة القوية؟
✍️ منار السيد
كل مجتمع بحاجة إلى قوة المرأة وصبرها، لبناء مجتمعات سليمة، فالمرأة جزء لا يتجزأ من المجتمع، وتتباين الآراء حول تعريفات المرأة القوية، فكل حسب وجهة نظره الخاصة، وجوهر التعريف يُعد سر من أسرار المرأة نفسها، فكل إمرأة تعلم أين تكمن قوتها الخاصة حسب خبرتها، تجربتها، وظروف حياتها.
ولم يكن المقصود ابداً بالمرأة القوية المرأة المتمردة على طبيعتها المتسلطة العنيفة، ولكن المقصود المرأة الناجحة المحققة لأهدافها في الحياة بحماس وقوة محتفظة برقي ورقة الأنثى.
فالمرأة القوية تتميز بالذكاء والقدرة على تدبير شئونها، واضعة الحدود القوية بينها وبين الآخرين مما يجبر الآخرين على احترام مساحتها الخاصة، لا تخشى الوحدة فهى تستمتع برفقتها وهذا لا يعني أنها انطوائية لكنها تتمتع بعلاقة ذاتية صحية “تكتفي بذاتها”، شجاعة واثقة من قراراتها، لا تستسلم للخوف قادرة على المواجهة، تعتني بصحتها تمارس التمارين الرياضية، تتناول الغذاء الصحي، مهتمة بمظهرها، تمتلك شجاعة الاعتراف بالخطأ تعتذر للآخرين.
تناهض الظلم والعنف ضد المرأة وضد أي إنسان؛ لأنها تؤمن بأن لكل إنسان الحق في أن يُعامل بإحترام وعدل، تدعم الرفق بالحيوانات، دائمة السعي لتحقيق أهدافها في الحياة تحاول النجاح وتحقيق الذات دون الحاجة لإثبات شئ للآخرين أو للمجتمع، فهي تريد تحقيق النجاح حباً في النجاح والإعتزاز بنفسها، تدعم الآخرين وتشجعهم على النجاح فهي لاتستاء من نجاح الآخرين .
وبإستطلاع آراء المتابعين جاءت الإجابات على سؤالنا “هل يخشى الرجل المرأة القوية؟” كالتالي:
قال س.ا:
لا، بل يحترم الرجل المرأة القوية.
قال م.ع:
لم أفضل المرأة القوية، لكنني لا أخشاها، لأن الرجل يحب أن يشعر بإحتياج المرأة له دائماً وليس العكس .
قالت ن.ع:
هناك رجل يخشى المرأة القوية ولا يحبها، وهناك رجل آخر يحب المرأة القوية من الممكن أن يكون معجباً بشخصيتها أو يحب فكرة الاعتماد عليها، ولكن المرأة في نظري لا يصح أن تُصنف قوية أو ضعيفة لأن المرأة في طبيعتها رقيقة وضعيفة ولكن غالباً هناك ظروف تجعلها قوية وتستطيع التأقلم مع هذه الظروف .
قالت ب.ا:
نعم، أغلب الرجال يخشون المرأة القوية، لأنها تكون مستقله مادياً ونفسياً ولديها أهداف وطموحات وتستطيع الاعتماد علي نفسها دون الرجل وهذا ما يقلقه.
قالت م.أ:
القوة تختلف بإختلاف الناس ورؤيتهم، وبالنسبة لي المرأة الذكية هي التي لا تُظهر قوتها إلا عند الضرورة فقط، لأن المرأة القوية لم تكن قوتها في صالحها لأن الرجل يحب فكرة القوامة ويحب أن يكون هو القائد المسئول عنها لا العكس مهما بدا إعجابه بقوتها فهذا الإعجاب مؤقتاً، فمن الأفضل لهما أن يكون هو الاقوى وهو المسئول.
قالت ه.م:
لا، يحترم الرجل المرأة القوية.
قال م.أ:
أعتقد أنه ليس دائماً يخشى الرجل المرأة القوية، فأحياناً يكون ليس خوفاً ولكنه إحتراماً أو حباً لها، وأحياناً أخرى خوفاً منها .
قالت م.م:
نعم يخشى الرجل المرأة القوية، لأن الرجل دائماً يحب أن يكون هو الطرف الأقوى.
قال م.أ:
لا، لا يخشى الرجل المرأة القوية.
قالت م.ج:
من وجهة نظري، يرجع إلى نظرة الرجل لقوة المرأة، ويرجع لكيفية تصنيفه للقوة، ونظرته هل قوة المرأة تهدد مكانته في حياتها؟ ويرجع أيضاً للمرأة وأسلوبها في التعبير عن قوتها .
فهناك العديد من السيدات لم تنظر إلى علاقتها مع الرجل إلا أنهم في حلبة مصارعة، ولم يُطلب منها شئ سوى إثبات قوتها للخصم بل وأنها أقوى منه، وبالمنطق لا يوجد رجل يقبل وجود مرأة في حياته تمنحه هذا الشعور، شعور عدم الإحتياج لقوامته وإن وجوده مجرد تحصيل حاصل، لأنها قادرة على إثبات نفسها بدونه، وأنها حتى في المهام المكلفة له تستطيع القيام بها مثله تماماً وأفضل منه، ومن رأيي في هذه الحالة الرجل لا يخشى من المرأة التي تُناطحه بل ينفر منها بسبب الغباء التي تُعامله به في الكثير من الأمور وهذا يهدد ثقتها بنفسها وليس العكس .
على النقيض الآخر يوحد العديد من السيدات اللاتي يكمن مصدر قوتهن في رأيهن وحرية التعبير عن الرأي بأسلوبها هي، فهي مرأة بعيدة تماماً عن الأضواء، المقارنات، وبعيدة عن فكرة أنها بحاجة لإثبات الرجل والمجتمع شئ فهي لم تستفِد شئ إذا أثبتت، فهي لا تملك أهم من حريتها وتفكيرها، وفي هذه الحالة مع الأسف تخشى الكثير من الرجال هذا النموذج، فأغلب الرجال بطبعها تتوتر من المرأة التي تفهم وتعي أكثر من أن تتحدث.
ويرجع ذلك إلى أن ليس كل الرجال نشئوا على فكرة التعبير عن المشاعر أو عن أفكارهم بطريقة صحية، وبالتالي عندما يجدوا شريك حياتهم قادر على ذلك بكل أريحية وسلاسة، هناك من يُعجب بذلك إذا شعر أنه لم يُهدد وجوده، وهناك من يقلق إذا شعر أنه لم يستطع أن يوافقها في التفكير ومستوى الإدراك، الوعي، والحرية التي تملكها، فيبدأ بتقليل ثقتها بنفسها ويهدم حريتها عن طريق الكبت أو بألاعيب نفسية أخرى، وذلك لأن خوفه يُهيئ له أنها من الممكن استغلال هذا ضده في أي وقت من الأوقات ويظهر أمامها حقيقة الفراغ الذي بداخله، وفي هذه الحالة إما يقبل الرجل المرأة ويكون فخور بها ويحاول التعلم منها وهذا قليل جداً، إما أن الرجل يرى نفسه غير مؤهل نفسياً أنه يكفي إحتياجات شريكته، وهذا في حد ذاته يجعله مهزوزاً وشخصاً لا يعول عليه.
خلاصة القول الرجل الواثق من نفسه لا يخشى المرأة القوية بل يفتخر بها ويشجعها على النجاح واثقاً بها، فتسير في طريقها مستمده قوتها وحريتها منه، فهو يريدها ألا تفني كيانها في كيانه ولا في كيان أي إنسان بل يريد لها كيانها الخاص المستقل والثقة التي تنبعث من النفس لا من الآخرين، يريدها سعيدة حرة واثقة من نفسها قوية.
أما الرجل المهزوز هو من تخيفه المرأة القوية، لأنه لا يستطيع منحها المزيد، بل يغار من نجاحها ويبدأ في تقليل ثقتها بنفسها فبدلاً من أن يمنحها المساعدة والدعم يُهزمها ويُخذلها، فهو يريد من يفرض سيطرته عليها، وتكون تابعة له ويتفضل بوجوده عليها، وبذلك فقط يشعر برجولته، وهناك من يكتفي بالنظر إلى المرأة القوية بإعجاب واحترام للكيان المستقل، لكن لم تكن له شجاعة الإقتراب معتقداً أنها لست بحاجة إليه وأنه لم يمتلك شيئاً ليمنحه إليها .
كوني أنتِ، حرة بمبادئكِ وفكركِ تقبلي الأخطاء، تعلمي منها، تقبلي طبيعتكِ لا تتمردي عليها، ابتعدي عن الانسياق وراء الشعارات التي تُصاغ حسب الغايات والمنافع الشخصية، تحرري من القيود المفروضة على تعريف المرأة القوية الحرة.
اخلقي منكِ امرأة قوية ناجحة كما تحبين دون السعي للكمال، فطبيعتكِ مبهرة، فأنتِ تستحقين كل الحب، التقدير، والاحترام، أنتِ بطلة قصتكِ التي لا يعلمها غيركِ، وملكة كيانكِ الخاص.
إقرأ أيضاً:-
كيفية دفاع المرأة عن نفسها في الأوقات الصعبة