هل صمتكِ قوة أم ضعف؟
✍️ روان عبدالعزيز
أحياناً كثيرة تكون الثرثرة مريحة للروح والعقل والنفسية، وأحياناً يكون أعظم الردود هو الصمت، وكما يقولون لكل فعل رد فعل، وأنتِ من تقررين كيف يكون رد فِعلك على الذي حدث.
ولكن الأهم لماذا نصمت؟ هل لأننا غير قادرين على الرد؟ أم تجاهل للآخرين؟ أم أن الصمت لغة العظماء -كما يقولون- ؟ أم أن الموقف أكبر من طاقة استيعابنا لنرد على الغير؟ أم ماذا؟
إذا استطعنا تحديد السؤال سنجد الإيجابة، وعندما نجدها سنحدد شخصيتنا وهل الصمت فعلاً مُريح أم مُتعب.
الحقيقة أن الصمت له أسباب كثيرة أو يعتبر نتيجة للعديد من المُسببات، فممكن أن يكون ضعف، أو تجاهل، أو صدمة؛ فكثير ما نجد حالات تدخل في حالة من الصمت لفترة طويلة لتعرضها لصدمة نفسية أو موقف غير محتمل، أو خوف، أو احترام للآخرين، حتى إذا خلقوا بداخلنا جرحاً لا يندمل، وأخيراً قد يكون هروب!
قد تكون الثرثرة رغم أنها مزعجة وقد تكون في العصبية تجعلك تقعين في أخطاء، لكنها مُريحة فيما بعد فتجعلك أخف وتجعلك تنفسين عن غضبك حتى لا يتكاثر بداخلك مثل البكتريا المُميتة بجسم الإنسان.
كما أن الحديث دائماً ما يجعلك تُخرجي طاقة سلبية من جسمك، فبعض الناس يلجأون لأطباء واستشاريين نفسيين للحديث وتنفيس كل ما يدور بروحهم ناشدين الشعور بالراحة والطفو فوق السحاب.
فالصمت أحياناً ما يُولد حالة اكتئابية قد تعيش فيها فترة طويلة من عمرك، وتوجد بعض الحالات التي تستمر فيها العمر كله، وهذا من الأمراض النفسية التي تتكاثر وتظل تنتشر بكل خبايا جسم الانسان كالورم الخبيث – أعاذنا الله- حتى يُصبح كشيء أساسي في حياتِك.
وأحياناً قد نحتاج للصمت لكي نهرب من جميع ضغوطات الحياة ونشحن طاقتنا مرة أُخرى حتى نستطيع الاستمرار في الحياة ومواكبة الأحداث الضاغطة القادمة؛ فالحياة ضاغطة بما فيه الكفاية وكلٍ منا عنده من الهموم ما يُثمله؛ فنلجأ للصمت حتى نخرج من عُنق الزجاجة ونتعايش مع الحياة بقوة.
القوة والشجاعة في ردود الفعل تكاد تغلب الفعل نفسه، فأحياناً ما تأخذنا الصدمة من الموقف خاصة إذا كانت من شخص قريب مِنا ولا نستطيع الرد بشكل صحيح، فتخرج الردود معطوبة وليست في محلها، أو نسكت تماماً ولا نجد ردود مناسبة على الموقف أو نأخذ وضعية الهجوم على الطرف الآخر، أو نرد ردود مصطنعة باردة ليست حقيقية، وكلٍ على حسب شخصيته.
أوقات كثيرة يكون التحلي بالصمت قوة، فليست كل الأفعال تحتاج ردود، فتكون بعض التصرفات من الأشخاص من التفاهة ما تجعل الرد عليهم يعطيهم أكبر من قيمتهم، فنصمت ونترفع ولا نُلقي لهم بالاً.
لكن المهم الآن هل تجدين الصمت مُريح بالنسبة لكِ أم بسبب سكوتك تشعرين بالتعب؟
وأنتِ تفعلين أي موقف في حياتك أو تتخذين أي فعل أو رد فعل احسبي خطواتك جيداً حتى لا تندمين على اتخاذ قرار أو حتى يوقعك في مشكلة، أو حتى تندمي فقط على ردك في هذا الموقف حتى إذا كان الموقف صغير لا يستحق فكوني حذرة في هذا.
وإذا قررتِ الصمت فاحترسي ألا يكون ظاهر للطرف الآخر أن سكوتك هذا ضعف أو خوف أو عدم طاقة، لا بل اتبعي أسلوب العفو عند المقدرة فأنتِ تستطيعين الرد ولكنك لن تفعلي ذلك لأنكِ لا تريدي.
اهتمي بما يريحك أنتِ قبل الآخرين، فلن يشعر بكِ أحد حينما تقعين وتحتاجين المساندة، فلا تعطي الفرصة لأحد أن يهزمك ويعتبرك ضعيفة، فأنتِ أقوى وأشجع من أعتى الرجال في العالم، وإذا قررتِ اتباع الصمت فاثبتي للكل أنه لغتك لغة العظماء..
كوني قوية.
إقرأ أيضاً:-
إرشادات لتحافظي على هدوئكِ النفسي مدى الحياة