مقالات

استصغار الشباب للذنوب وإدمان المقامرة

حسام دومة

 

من الأمور التي تدفع بالمسلم إلى الهاوية قضية استصغار الذنوب والتي لاحظتها بكثرة بين الشباب تحديدًا، فضلا عن اختلاق المبررات التي لا قيمة لها لكل ذنب فنجدهم دائما ما يرددون عبارات “ما كله بيعمل كدا هي جت علينا، ربنا غفور رحيم، ساعة لقلبك وساعة لربك، هطلّع صدقة من فلوس القمار لتطهيرها، أنا لسه صغير هبقى أتوب لما أكبر” وغيرها من المبررات الواهية التي لا يتسع المقال لذكرها، فرغم اليقين الراسخ لديهم بأن تلك الأفعال التي يقدمون عليها محرمة ولا تُرضي الله تعالى إلا أن استصغار الذنب في أعينهم سول إليهم فعله.

ومن هذه الأشياء التي أدمنها الشباب ألعاب القمار بمختلف مسمياتها والتي أصبحت تغزو هواتف شبابنا اليوم ولا نجد لهم رادعًا لا من دينهم ولا من أسرهم، فهل طُبع على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم فلم ينتبهوا إلى قول الله تعالى ” يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”، وقول النبي ﷺ ” كلُّ جَسَدٍ نبتَ مِنْ سُحْتٍ فالنارُ أولَى بِهِ”

فهذه الألعاب بالإضافة إلى الحرمة القاطعة لها فإنها تؤدي إلى طريقين لا أجد لهما ثالثًا إما السجن بعد الاستدانة للعب أو الانتحار بعد الخسارة فاختر أي الطرق تريد أن تسلك، فهل أصبحنا بهذه البلاهة نشتري هلاكنا في الدنيا والآخرة بثمن بخس؟ هل أصبحنا نُؤْثر الحياة الدنيا ولا نريد سواها؟، هل أصبحنا لا نخاف وعيد الله؟.

وأخيرًا أدعو أولياء الأمور لمراقبة أولادهم وأداء حق الله فيهم عملًا بقول النبي ﷺ ” كُلُّكُمْ راعٍ، وكُلُّكُمْ مسئولٌ عنْ رعِيَّتِهِ”، والشباب لمراجعة أنفسهم والعودة إلى الطريق الصحيح قبل فوات الأوان فإن الله تعالى يقول ” إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ” فسارعوا وسابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض جعلنا الله وإياكم من أهلها.

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى