السياحة الغذائية.. كيف تتذوق الأطباق و المشروبات المحلية؟
السياحة الغذائية.. كيف تتذوق الأطباق و المشروبات المحلية؟
كتبت/ روان عبدالعزيز
مَن منا لا يعشق الطعام، بل أن البعض يعتبره هواية فيعشق تجربة المطاعم الجديدة والأكلات الجديدة والوصفات التي تميز كل دولة عن الأخرى، ونستفيد منها في كثير من الأوقات أو بدون مبالغة في كل الأوقات..
تخيل معي..
كل زيارة من أقارب أو أصدقاء أو زملاء أول شيء نفكر فيه ماذا سنقدم لهم من طعام ومشروبات؟
وفي أي عمل نحاول زيادة الوِد بين العملاء فيتم التعاقد بين الطرفين على غداء أو عشاء عمل، أو حتى احتساء القهوة أو أي مشروب.
وفي أي نزهة نذبها مع أي شخص تربطنا ببعض أي نوع من العلاقات نفكر في ماذا نأكل أو نشرب؟
ومن كثرة ترابطنا بالطعام فنعتبر أن الشخص الذي أكلنا معه أي طعام أصبح من المقربين -فالقدماء قالوا أكلنا معاً عيش وملح- وكأنهم يعرفون بعض منذ سنوات وكأن الأكلة أصبحت وعداً بين الطرفين.
ألهذه الدرجة يرتبط الطعام بالشعوب، بل أن كل شعب يميزه نوع من الأطباق الخاصة به، ويسعى السياح لزيارة البلدان مخصوص لأكل طعامها الذي لا تستطيع أي دولة أخرى تقليده مهما اتقنته.
أشهر أطباق دول العالم العربي:-
مصر:
تتميز مصرنا الحبيبة بالكثير من الأطلات الشعبية التي يحبها الجميع ومن أشهر أطباقها “الكشري” والذي لا يستطيع أي سائح نزول مصر إلا ويأكله من المطاعم المميزة التي تتميز بنكهاتها المختلفة ولكنه في الأصل يتكون من أرز ومكرونة وعدس وشعرية وحمص بالإضافة للدقة والصلصة والشطة والبصل المحمص كما يتميز برخص ثمنه مما يجعله في متناول الجميع.
تونس:
والتي تتميز بأكله توجد في كثير من الدول العربية وهو “طبق الكسكسي” والذي تحرص النساء على عمله بيديها بالرغم من وجوده في المحلات جاهزاً والذي يتم إعداده باللحم في الأفراح، ويتم تناوله بلحمة الرأس أو العصبان “الممبار” في عيد الأضحى، وأيضا بالحوت “السمك” أو الفراخ، مع البهارات والفلفل الأحمر والهريسة التي تعطيك طاقة وحرارة خصوصًا في فصل الشتاء.
السعودية:
والتي تشتهر بأشهر الوجبات الممتعة في الوطن العربي وخاصةً السعودي ” طبق الكبسة” والذي يُقدم في كل العزومات وعلى كل الموائد وفي كل الأوقات خاصةً في إفطار شهر رمضان الكريم والذي يتكون من شرائح اللحم، والأرز، وحب الحمص المسلوق،بالإضافة إلي البهارات والقرفة، ويزين بالزبيب واللوز.
لبنان وسوريا:
اشتهرتا بطبق مميز يوضع على كل سفرة في منزلهم وهو “طبق الكبة” والذي يتكون من برغل ولحم مطحون ويتم خلطهم مع بعضهما إلى أن يتحولوا إلى عجين، ثم يتم تكويره ويتم حشوه بلحم ضاني ومكسرات، والتي يوجد له أنواع كثيرة في مختلف البلدان.
فلسطين:
تميز أهل فلسطين وخاصةً الريفيين بصنع هذه الوجبة السريعة التي يستطيعون أكلها أثناء عملهم في الأرض أثناء حصاد الزيتون وهو “المسخن” و سُمى بهذا الاسم لأن أساس هذه الوجبة هو صُنعها بالخبز البايت الذي يتم تسخينه لعمل الوجبة والذي تتكون من صنوبر وزيت زيتون وسماق وفراخ وبصل، مع كثير من البصل، وخبز “الطابون البلدي” شبيه بالخبز المصنوع من “الردة” ويتم تحميصه في الفرن ثم نزينه بالصنوبر ويتم تسخين العيش أولا ثم وضع زيت الزيتون عليه حتى يطرى، ومن الممكن تناوله مع خيار بلبن أو طحينة.
الإمارات:
تقوم النساء بصنع هذه الأكله على كل سفرة وكل بيت على حسب ما يفضل وهي “المضروبة” والتي سُمست بهذا الاسم نظراً لوضع كل مكوناتها في طبق ويتم ضربها بمضرب أو بمعلقة مع بعض حتى تمتزج المكونات والتي تتكون من قمح ولحمة وخضروات وبهارات، والبعض يستطيع استبدال المكونات بالأرز أو الشوفان ولكن أهل الامارات لا يستغنوا عن مكوناتها الأساسية.
الأردن:
هذه الأكلة تميز أهل شمال الأردن وقد سُمست بهذا الاسم لأنها كانت تصنع في حفرة تحت الأرض وهي “المكمورة” والتي تتكون من زيتون مع عجين ودجاج مُتَبل وبصل وخضار، ويتم وضعهم بين طبقات العجين، ويتم تقديمها مع سلطة الجرجير والشمندر ، و يحبذ أكلها في فصل الشتاء لأنها تساعد على التدفئة نظراً لاحتوائها على سعرات حرارية كبيرة بالإضافة لموسم حصاد الزيتون لأنه مكون أساسي بها.
أشهر أطباق العالم الغربي:-
ايطاليا:
تشتهر ايطاليا بطبق “الباستا” وهي المكرونة التي تجهز بالعديد من الصوصات والتوابل التي تميزهم وأشخر طبق باستا عندهم هو طبق “باستا الأنجِل هير مع صوص الأماتريشانا” والذي يتكون من اللحم، والكوسة، والفول.
تركيا:
والتي تشتهر “بالشاورما التركية أو الدونر” العظيمة والتي تتكون من اللحم الأحمر أو قطع الدجاج المتبلة والموضوعة على سيخ و يتم شوائها وبعدها تقدم في وجبات أو خبز، ويرجع أصل هذه الوصفة إلى الإمبراطورية العثمانية، والتي انتشرت في جميع مطاعم العالم وتوجد في معظم مطاعم تركيا.
إنجلترا:
تتميز انجلترا بطبق” السمك القد والبطاطس المقلية” والذي يعتبر أشخر طبق فيها ولا يوجد مطعم لا يقدمه والذي يتم طهي وإضافة بعض الأشياء الأخرى عليه كالآتي يتم قلي السمك حتى يحصل على اللون الذهبي وبعدها تضاف البازلاء محمرة أو مهروسة إلى الطبق وعلى الأغلب قد تجد طبق من حلقات البصل المحمرة كطبق جانبي ولكن يجب عليك أن تطلبه بنفسك.
فرنسا:
تتميز فرنسا بطبق الفقراء كما كانوا يُطلقون عليه قديماً منذ عصر الرومان وهو “حساء البصل الفرنسي” والذي يتكون من البصل ومرقة اللحم، ويُقدم عادة مع الخبز المحمص والجبن الذائب على قمته، حيث يتم طهيه لينتج البصل المُشوح والمُكرمل والذي يتم طهوه ببطء، و يتم إضافة مرق اللحم أو الماء، كما يتم إضافة الحليب أو البيض أو الطحين لجعل قوام الحساء كثيف.
اليونان:
يتميز الطبق اليوناني بصنعه لطبق يحتوي على أكثر من مطبخ مثل الشرق الأوسط وإيطاليا ويضيف عليه لمساته الخاصة لينتج طبق يُسمى ” طبق الدولماس” وهو من الأطباق اليونانية الشهية جداً، فهو عبارة عن ورق عنب محشو بالتوابل مع الأرز ومغلي بالمرقة المشبعة بدهن الخروف، هذا لأنه يحبذ دائماً استخدام الخضروات وزيت الزيتون.
البرازيل:
يصنع المطبخ البرازيلي أكلته الشعبية المشهورة وهو ” طبق الأكراجيه” ويعتبر من أشهر الأطباق في البرازيل ودسم جداً، ويتكون من اللوبياء المحشوة بمعجون الجمبري الحار بإضافة معجون الكاجو وزيت النخيل والتي يتم قليها في زيت النخيل.
كوريا:
الطبق الكوري الذي لا تخلو منه مائدة مهما كان حالة الشخص المادية فهو يعتبر طبق الفقراء والأغنياء “طبق الكيمتشي” وهذا الطبق الذي يشبه المخلل عند الغرب فيوضع بجانب الأطباق كطبق ثانوي لكنه لازم عندهم وهو يتكون من مادة الملفوف والثوم الكثير والفلفل الأحمر الحار ويتم حفظه في مكان دافئ.
أمريكا:
وهي التي جمعت بين كل مطابخ العالم نظراً لتعدد الجنسيات الموجودة بها، ولكن ما تشتهر به فعلاً هي ” الوجبات السريعة كالبرجر والهوت دوج” والتي تعتبر الوجبات المميزة للأطفال والكبار بالإضافة للحلويات ” كالدونتس”.
نستطيع أن نتذوق كل الأطعمة من كل الدول ولكن لا يمكن أن نستغنى عن مطبخنا الأساسي وأطعمته الشهية،
فالطعام ثقافة..
والثقافة شعب..
والشعب وطن..
ونحن الوطن..