نصائح لتتغلبي علي ألم الجرح العاطفي
✍🏻 بسنت الغباري
لا يتقبل الكثير من النساء مشاعرهن عمدًا ويقمعونها لفترة طويلة من الزمن، وغالبًا ما يُصوّر الحب لهن كحالة رومانسية مليئة بالبهجة والسعادة، وممّا لا يُتنبّه إليه أنّ الحبّ يأتي وتأتي آلامه وجراحه معه أيضًا، هل يمكن التفكير بالحبّ بدون آلام؟ آلام الشوق والحنين؟ أو جراح الأذى وسوء الفهم وعدم الاهتمام؟ الحبّ ثقة وإفصاح عفوي عن الذات وهذه الثقة تتضمّن أن تكشفين للآخر نقاط ضعفكِ وأن تكوني على عفويتك وطباعك وأن تشاركين الآخر مخاوفك وآمالك، هواجسك وتتطلّعاتك.
ولذا فإنّ الحبّ سيكون قصّة سعيدة فقط إذا وُفّقنا بشريك وزوج يحمل صفات الطيبة والخير والإخلاص، لكن هل بإمكانكِ أن تتخيّلين ماذا سيحدث لو كان الشخص الذي تورّطتِ بحبّه أو بزواجه شخص سيّء بالأساس، مُتلاعب عاطفيًا وبهذا القرب ولديه كلّ هذه المعلومات عنكِ وعن مخاوفكِ وضعفكِ؟
نصائح لتتغلبي علي ألم الجرح العاطفي:
اسمحي لنفسكِ بأن تشعرين بالحزن:
أفضل ما يمكنكِ تقديمه لنفسكِ هو أن تدعيها تشعر بكل أحاسيسكِ، حزنًا كان أو غضبًا أو شعورًا بالوحدة أو الذنب، دون محاولة لكتم أيّ من تلك المشاعر، ففي بعض الأحيان ومن خلال القيام بذلك، فإنكِ تجعلين الآخرين من حولك يشعرون بحزنهم أيضًا دون قصد منكِ، حينها لن تشعرين بأنكِ تُقاسين هذه الأمور وحدكِ، فكل الناس معرضون لها، ولربما هذا سيهون من وطأة الألم لديكِ، ويخفف عنكِ، ويتيح لكِ فكرة التعامل مع هذه المشاعر الطارئة، وإمكانية التخلص من آثارها مع الوقت.
تنفسي بعمق ومارسي التأمل:
يمكن أن يكون التنفس العميق والتأمل والتمارين الروحية طرقًا رائعةً للحفاظ على طاقتكِ، لكن لا تضغطين على نفسك بسبب ذلك أيضًا، عليكِ أن تأخذي الأمور بروية، وأن تعطي نفسكِ وقتًا كافيًا، وأن تتصرفي مع الموضوع ببطء، خطوة بخطوة، يومًا بعد يوم، فهذه الاستراتيجية تقودكِ إلى الطريق الذي سيساعدكِ في إرشاد نفسكِ لمعرفة ما تحتاجيه.
كوني واضحة في مشاعركِ، ولا تترددين في طلب الدعم من الآخرين:
تقول عالمة النفس كريستين كاربنتر: “الجميع يتأقلم مع الخسارة بطريقته الخاصة”، وتنصح بأن تكوني واضحة بشأن حالتكِ العاطفية والنفسية، وأن توضحي للآخرين ما إذا كنتِ تفضلين الحزن على انفراد، أو تحتاجين إلى دعم من الأصدقاء المقربين، أو أنكِ تحتاجين إلى مرافقة مجموعة من الأشخاص لا تعرفيهم جيدًا ممن يمكنكِ الوصول إليهم من خلال وسائل أو شبكات التواصل الاجتماعي.
اعتني بجسدكِ وانخرطي في النشاطات الاجتماعية:
فبدلًا من التقوقع على الذات، وصرف طاقاتكِ سلبيًا في اتجاه الماضي، عليكِ أن تتجاهلين ما حدث لكِ من ألم، وأن تتجهين لمصالحة نفسكِ عن طريق إشغالها في نشاطات وأعمال لها وقع إيجابي في النفس، كالمشاركة، والتطوع في الأعمال الخيرية، والاهتمام بصحة جسدكِ عن طريق تنميته رياضيًا بممارسة ألعاب رياضية ترفه عن النفس، وتكسب جسدكِ قوة وصلابة، وتعزز ثقتكِ بنفسكِ، كما أن قراءة الكتب والتعلم تساعدكِ على تخطي هذه المحنة بسلاسة لأنها من أهم عوامل تصفية الذهن.
امنحي نفسكِ وقتًا كافيًا للحزن:
في حالة حزنكِ العميق، عليكِ أن تخبرين نفسكِ بأنه لا بأس أن تحزني، وعليكِ أخذ قسط كافٍ من الراحة والتأمل في كل شيء أوصلكِ إلى هذا الحد، والاستفادة من جميع الأخطاء التي مررتي بها، وإياكِ الحكم على مشاعركِ بالفشل، مع عدم تجربة علاقة عاطفية أخرى للتعويض عن النقص الذي تشعريه، فهذا سيكون أكثر ضررًا عليكِ.
ابحثي عن مصدر جديد للفرح:
عليكِ الخروج من قوقعتكِ، وتجربة أشياء جديدة تجلب لكِ السعادة والفرح حتى وإن لم تكوني ترغبين بذلك، عليكِ أن تخصصي وقتًا لذاتكِ وطموحاتكِ، وهذا يشجعكِ تنشغلين بنفسكِ أكثر من قبل، مما يعطيكِ شعورًا بالفرح والسلام.
إن كنتِ لا تستطيعين التعامل مع الألم النفسي الذي تعانين منه فإن الحل الأمثل هو الحصول على العلاج النفسي المناسب، حيث أثبتت الدراسات أن نسبة 75% من الأشخاص يتخلصون من الأعراض التي يعانون منها حين يلجئون إلى العلاج النفسي.
إقرأ أيضاً:-
نقاط قوة المرأة.. تحديات وإنجازات