الامن السيبراني … حرب خفية تهدد الأمن العالمي
الامن السيبراني … حرب خفية تهدد الأمن العالمي
كتبت : إيمان حامد
يعد الأمن السيبراني سلاحا استراتيجيا بيد الحكومات والأفراد وقد أصبحت الحرب السيبرانية جزءا لا يتجزأ من التكتيكات الحديثة للحروب والهجمات بين الدول وبعضها البعض ويتضمن الأمن السيبراني أمن المعلومات على الاجهزة وشبكات الكمبيوتر بجانب العمليات والآليات وحماية معدات الحاسوب الآلي والمعلومات والخدمات من تدخل غير مقصود أو غير مصرح به أو تغيير أو إتلاف.
وتسعى التهديدات السيبرانية لإتلاف أو تعطيل أنظمة المعلومات واختراق المعلومات المهمّة باستخدام وسائل مختلفة، مثل برامج التجسس والبرمجيات الخبيثة والتصيد الاحتيالي والمرفقات الضارة العام الماضي أيضاً محاولات اختراق شركات بارزة مثل مايكروسوفت Microsoft و نفيديا Nvidia وشركة Grand Theft Auto Maker Rockstar Games [6 .
ويعتبر تحدي الأمن السيبراني أعلى تحديات الأمن القومي نظرا لكونه لا يقتصر فقط على الجوانب العسكرية بل يواكب كل التهديدات والتحديات التي یمكن أن تشكل عائقا أمام الاقتصاد الرقمي وتدفق المعرفة فقد أسقطت تكنولوجیا المعلومات والاتصالات مفهوم الحدود الجغرافية، السیاسیة والثقافية بین الدول وهو ما یضع السیادة الوطنیة على حافة الهاوية خاصة مع اختراق المواقع الحكومية الرسمية و التجسس على المعلومات الأمنية والعسكرية للدول .
وقد كشفت الدراسة التي جاءت بعنوان: “الأمن السيبراني في 2023 ” تحولات وتحديات عصر الذكاء الاصطناعي” عن تحليل البيئة الأمنية الدولية أن هناك اتجاهاً خطيّاً تصاعدياً في جهود وأستخدام أدوات تحقيق الأمن السيبراني ويحاول كل الفاعلين، سواء كانوا على الدول أو المؤسسات والشركات أو الأفراد الوصول إلى أفضل الطرق لتحقيق الأهداف والغايات المرجوة في مجال أمن الفضاء السيبراني.
وأوضحت الدراسة أن هناك اختبار لأهم التحولات والتهديدات السيبرانية التي قد يشهدها العالم انطلاقاً من رصد وتتبع التطورات الرئيسة في مجال الأمن السيبراني كما تسعى لاستكشاف سبل ومتطلبات مكافحة التهديدات السيبرانية المتصاعدة حيث أن العديد من الدول والمؤسسات أدركت أن القدرات السيبرانية باتت مجالاً مهماً لممارسة النفوذ وتحقيق التفوق والتنافس ولم تعد الأسلحة التقليدية هي أداة الحروب الآن .
وتعاني جميع الشركات والمستشفيات والمدارس والوكالات الحكومية المعتادة في دول مثل كوستاريكا والجبل الأسود وألبانيا من هجمات فدية مدمرة منها تزايد مخاطر عوالم الميتافيرس وقد حذر خبراء تريند مايكرو Trend Micro للأمن السيبراني مع تزايد استخدام الميتافيرس والوصول إلى الكون المظلم Darkeverse، والتي تتيح للقراصنة استهداف الرموز غير القابلة للاستبدال NFTs أو Non Fongable Token المُستخدمة لتحديد الهوية الرقمية في الميتافيرس، للقيام بعمليات التصيد الاحتيالي ونشر برامج الفدية والاحتيال وغيرها من الهجمات.
بالإضافة إلى تصاعد مخاطر الاعتداءات الشخصية في عالم الميتافيرس والتي تمثيل الأفراد بوساطة صورة رمزية مستعارة في البيئات الافتراضية لميتافيرس يمهد الطريق لعصر جديد من التجسس وذلك لوجود بيئة رقمية تشمل جميع جوانب الحياة .
وهناك بعض التوقعات أنه قد يحدث عدد من الهجمات التي تشن ببرمجيات الفدية، بكافة أنواعها سواء أكانت برامج الفدية الشائعة أو نظيراتها المستهدفة أو برامج فدية الثغرات المجهولة وقد تكون من بين أكبر التهديدات التي تواجه العديد من الدول والمؤسسات العامة والخاصة وكذلك الافراد .
وقد يقع الضرر أيضا على التطبيقات والمواقع الضارة وبرامج الفدية عبر الهاتف المحمول، والتصيد الاحتيالي، وهجمات Man-in-the-Middle MitM وتقنيات كسر السجن والتأصيل المتقدمة، ومآثر الأجهزة ونظام التشغيل، كلها تشكّل تهديدات رئيسية متعلقة بأجهزة الهاتف المحمولة كما أن العالم سيشهد اتجاهاً تصاعدياً في الهجمات على الأجهزة المحمولة عالمياً