مقالات

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية والعلاقات الشخصية

كتبت: إيمان قاسم 

إن شبكات التواصل الإجتماعي أحدثت طفرة في أساليب الاتصال و العلاقات بين الأفراد في المجتمع، وساهمت في تمكينهم من المشاركة في الأنشطة الاجتماعية المختلفة من خلالها بدلًا من الحضور الجسدي؛ فضلًا عن كونها أداة فعالة لتبادل الآراء والأفكار ومشاركة المعلومات.

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية والعلاقات الشخصية
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية والعلاقات الشخصية

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية 

إن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي يؤدي إلى ازدياد أعراض الاكتئاب والقلق فضلًا عن الشعور بالعزلة، وبحسب دراسة أجريت أثبتت ارتباط منصات التواصل الاجتماعي بتفاقم أعراض الاكتئاب لدى المستخدم؛ فعلى الرغم من أنها أداة فعالة لتقريب الأصدقاء القدامى والعائلة، كما تتيح للشخص حرية التعبير عن ذاته وآرائه، لكنها تظل أداة تكميلية للعلاقات الواقعية وليست بديلًا عنها. 

وتعد منصات التواصل الاجتماعي بيئة خصبة التنمر، فعن طريق التخفي وراء الشاشات واستخدام خاصية التعليق في تلك المنصات يتم توجيه الكلمات المسيئة للآخرين، والتي تؤثر بالسلب على الحالة النفسية للمستخدمين، إضافة إلى نشر وترويج الشائعات والأخبار الزائفة. 

كما تساهم في تشكيل صورة زائفة حول حياة الرفاهية التي يتمتع بها الآخرين، على النقيض من حياتهم الطبيعية وأوضاعهم الحقيقية، مما يرسخ بداخلهم شعور باليأس وعدم الرضا عن أوضاعهم المعيشية جراء المقارنات، وقضاء معظم الوقت في متابعة ومشاهدة الصور المثالية، فإن ذلك يقلل من الثقة بالنفس لديهم ويعزز الشعور بالنقص. 

ويعتبر التنقل بين أكثر من منصة وعدم التمكن من ترك الهاتف لدقائق معدودة فإن ذلك علامة على تشتت الانتباه، والإدمان على استخدام وزيارتها بصورة دائمة ومتابعة جل التحديثات التي تطرأ عليها. 

على الرغم من أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت بصورة جلية في التقريب بين الأشخاص في العالم الافتراضي مقارنة بالتقارب والاندماج بينها واقعياً، وقد تجلى تأثيرها السلبي على التواصل الحقيقي بين الأفراد؛ فبات الوقت الذي تقضيه للتواصل المباشر قليل بالنسبة للوقت الذي تقضيه في التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي. 

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية والعلاقات الشخصية
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية والعلاقات الشخصية

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات الشخصية

يمكننا تعريف العلاقة بأنها إحدى صور التفاعل المتبادل بين طرفين والتي يتم من خلالها تكوين حكم إيجابي أو سلبي تجاه الأفراد في المجتمع سواء كانت تندرج تحت مسمى الصداقة أو معارف أو زمالة عمل. 

وقد تجلت فعالية شبكات التواصل الاجتماعي في تسهيل الحياة الاجتماعية وتوطيد العلاقات بين الأفراد، وأتاحت تكوين مجتمع افتراضي، كما ساهمت في تعزيز علاقات الصداقة القديمة، وساعدت الأفراد على التواصل بين الأقارب رغم بعد المسافة المكانية، وأزالت الحواجز والحدود الجغرافية بين البلدان المختلفة وتكوين علاقات اجتماعية جديدة.

فعلى الرغم من الأثار الإيجابية لشبكات التواصل والتدريب بين الأشخاص؛ إلا أنها أثرت بصورة سلبية على الشباب والتي ترتب عليها تحديهم لآلية الضبط الأسري والانجراف نحو التعرف على الغرباء على وسائل التواصل غير آبهين بالمخاطر المترتبة على ذلك، بالإضافة إلى تراجع التفاعل بين أفراد الأسرة وخلق حالة من العزلة والاغتراب بين الشباب والمجتمع. 

ومما لا شك فيه إن الاعتماد الزائد على شبكات التواصل الاجتماعي يؤدي إلى تآكل العلاقات الإجتماعية في الواقع، وإن التفاعل الافتراضي لايغني عن الحضور الجسدي والذي يعتبر ركيزة أساسية في العلاقات الإنسانية.

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى