
الفن المعاصر..حوار مفتوح مع الواقع
الفن المعاصر..حوار مفتوح مع الواقع
كتبت-كريمة عبد الوهاب
خلال العقد الماضي، تزايد اهتمام النقّاد من مجالاتٍ عدّة بمفهوم المعاصر، ويُلحَظ هذا الاهتمام بشكلٍ خاص في مجال الفنون تزامنًا مع إقدام العديد من المؤسسات والدوريات والنقّاد والمؤرّخين والفنيين على طرح سؤال ما هو الفن المعاصر والسؤال هنا مربك لا سيما أن أصحابه لا يكتفون بمحاولة تعريف نوع الفن الذي يتمّ إنتاجه في الوقت الراهن، وفي الواقع فقد راكم مفهوم الفن المعاصر العديد من المدلولات المختلفة والمتنوعة فأصبح تعبيرًا فضفاضًا يحمل الكثير من المعاني المختلفة وذلك حسب السياق الذي يرد فيه فقد يكون المقصود به نمطًا معيّنًا من الإنتاج الفني أو حساسية جمالية خاصة أو حقبة محددة من تاريخ الفن أو أسلوب عرض أو قسمًا خاصًا في أحد المتاحف الفنية أو حتى بعض العادات والأذواق والأسعار المتداولة في الدوائر النخبوية من أوساط السوق الفنية ولكن بالنسبة لدوائر النقد الفني، فقد بدا الاهتمام بالمعاصر متقاطعًا مع تراجع الاكتراث بـما بعد الحداثي وذلك كمفهوم ساد السجالات النقدية على مدار عقود عديدة، وقد تزامن مع استبدال تدريجي للمصطلحات المُستخدمة في التحقيب الفني، والذي إن دلّ على شيء فيدل على حدوث تغير ما في منظومة النقد الفنى.
ويُعرَّف الفنّ التشكيليّ المعاصر أنّه مجموعة الفنون التي أنتجَها فنَّانون أحياء منذ بدايةِ القرنِ الواحدِ والعشرين حتّى الوقتِ الحاضر، تعكسُ هذه الفنونُ القضايا المعقَّدة للعالَم السّريع والمتغيّر الذي نعيشُه، والرّؤى الذاتيّة الشخصيّة للفنّان نفسِه، حيثُ يُحاول الفنّان المعاصر أن ينتقد البُنى الاجتماعيّة العامّة.
كذلك يسعى إلى أن يقوم بإعادة صياغة مفهوم الفن وذلك من خلال النماذج التي يقدمها؛ كونها مثيرة للأسئلة والفضول والتّفكير، وغالبًا ما تتّسم تلك النماذج بالصعوبة والتّعقيد، لذا فإنّها بحاجة إلى مشاهد مُعاصر لديه القدرة على امتلاك مهارة التّفكير النّاقد والحوار والعقل المتفتّح والنّقاش المنطقيّ
خصائص الفن التشكيلي المعاصر
يتّسم الفنّ التشكيليّ المعاصر بمجموعةٍ من المظاهر المتنوعة والمميزة، أبرزها ما يأتي:
١-قائمٌ على الابتكار والإبداع والتّجريب.
٢-رفض القيم والأعراف التقليديّة الفنيّة وتحدّيها.
٣-التطرّق إلى موضوعاتٍ اجتماعيّة وسياسيّة مختلفة.
٤-الفنّ المعاصر تجريديّ بطبيعتِه.
٥-الاعتماد على التقنيات الفنيّة الجديدة، مثل الصّور والفيديوهات المتنوعة.
٦-الأعمال المعاصرة ذات طابع ساخر وغالبًا ما تكون مثيرة للجدل.
٧-الاهتمام بالمظهر الخارجيّ للعمل الفنيّ.
٨-توظيف مختلف الموادّ الجاهزة أو الطبيعيّة في الفنون المعاصرة المختلفة.