نماذج ناجحة من النساء في مجال الكتابة
✍️ رُميساء اسامه
استطاعت المرأة تحقيق النجاح في كافة المجالات التي طرقت أبوابها، ولم يقتصر النجاح الذي حققته المرأة على المجال التعليمي فقط بل في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافي، وتطرق المرأة حاليا أبواب النجاح في مجالات مختلفة أخرى لتثبت بذلك أنها ليست نصف المجتمع فحسب بل تستطيع أن تنجح في كافة مجالات المجتمع، إليكم نماذج من النساء حققن نجاح باهر في مجال الكتابة:
رجاء عالم:
أديبة وقاصة وكاتبة سعودية من مواليد مكة المكرمة عام 1963، درست الأدب الإنجليزي في جامعة الملك عبد العزيز في جدة وبدأت كتابتها الإبداعية عام 1980 وتعتبر رائدة الأدب التجريبي في السعودية، رواياتها تتميز برمزية صوفية وفق رؤية كونية مفتوحة، الفضل يعود إليها في توثيق البيئة المكية الحجازية، كتبت في القصة والمسرح والرواية والمقالة وبرعت في كل المجالات نظراً لموهبتها الأدبية ومعرفتها الواسعة ونظرتها الفلسفية العميقة، وهي من أهم الكاتبات في المشهد الثقافي السعودي على الإطلاق.
سعاد الصباح:
من أهم الشاعرات على مستوى الكويت، تنوعت موهبتها الأدبية، فهي شاعرة وكاتبة وناقدة كويتية حاصلة على درجة الدكتوراه في الاقتصاد والعلوم السياسية، وهي المؤسِسة لدار سعاد الصباح للنشر والتوزيع عام 1985 التي طبعت آلاف الكتب للمبدعين العرب والمواهب الشابة تجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية بالإضافة إلى العربية، كُرمت في أكثر من دولة لإصداراتها الشعرية وإنجازاتها الأدبية ومقالاتها الاقتصادية والسياسية.
حصلت على شهادة البكالوريوس عام 1973 في الاقتصاد والعلوم السياسية مع مرتبة الشرف من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة، كما حصلت على شهادة الماجستير من المملكة المتحدة وكان عنوان الرسالة هو «التنمية والتخطيط في دولة الكويت»، ومن بعدها في عام 1981 حصلت على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة ساري في المملكة المتحدة، وحملت رسالتها لشهادة الدكتوراه عنوان «التخطيط والتنمية في الاقتصاد الكويتي ودور المرأة» قدمتها باللغة الإنجليزية وترجمتها لاحقاً إلى اللغة العربية وكانت بذلك أول كويتية تنال شهادة الدكتوراه في الاقتصاد باللغة الإنجليزية.
وأكدت هذه الدراسة ضرورة اعتماد منهج تخطيط طويل المدى يتحقق فيه هدفين مترابطين، أولهما الدعوة إلى إعداد إطار عام للتخطيط الإنمائي في ظل اقتصاد يعتمد على النفط ويستند إلى ضرورة إقامة قاعدة اقتصادية وقوى عاملة متوازيين، وثانيهما تقديم تحليل إحصائي تسجيلي عن موضوع الالتزام بالعمل بالنسبة إلى المرأة العاملة وتحقيق الفرص والعدالة على المستوى المهني بينها وبين الرجل، كما أنها أسست دار للنشر والتوزيع عام 1985 بأسم سعاد الصباح وأعادت طبع مجلدات منها مجلة الرسالة الأدبية مكونة من 1020 نسخة صدرت بين عامي 1933 و 1952، والتي كان يرأس تحريرها الأديب أحمد حسن الزيات.
أسست أيضاً مسابقات عديدة لتشجيع الشباب العربي على الإبداع الأدبي والعلمي، وفي عام 1988 قامت بتأسيس جائزة سعاد الصباح للإبداع الفكري وجائزة باسم عبد الله المبارك الصباح نسبة لزوجها وهي خاصة بالإبداع العلمي، وجائزة خاصة بشباب الأرض المحتلة، كما قامت بتكريم المبدعين والأدباء والكُتاب العرب تقديراً لأعمالهم، وأثناء فترة الغزو العراقي للكويت قامت بالمشاركة في اللجنة العليا لتحرير الكويت عام 1990 من خلال إقناع عدة منظمات عربية ودولية على التحرك ضد العدوان وتحرير الكويت، وعقدت المؤتمرات دفاعا عن قضية وطنها وأصدرت النشرات والكتب في كل من واشنطن ولندن وجنيف وبراغ، كما استأجرت في لندن محطة إذاعية خاصة لذلك.
فاطمة المرنيسي:
باحثة مغربية لا تخشى أن تنبش في المحرمات الاجتماعية والكشف عن خباياها، تجاوزت عقبات مختلفة لتسليط الأضواء على الأشياء التي ترى أنها في حاجة إلى التعرية، وهي من الأشخاص الذي عاش الاستقلال وعرف أحلام واحباطات المغاربة، وأيضا هي من نساء الجيل الذي عانى من فرض الرقابه الصارمة على النساء، وقررت منذ البداية أن تفني حياتها في الدفاع عن المرأة لحقوقها وكرامتها وكل ما يخصها كما حفظها الإسلام.
ولفاطمة مؤلفات عديدة، منها «سلطانات منسيات و«شهرزاد ليست مغربية» و«هل أنتم محصنون ضد الحريم»؟ و«الجنس والإيديولوجيا والإسلام» «نساء على أجنحة الحلم» «الحب في الدول الإسلامية»، وغيرها.
لقد كان عام 2003 مميز ومليء بالتكريمات بالنسبة إلى المرنيسي، فقد حصلت على جائزة أستورياس الإسبانية مناصفة مع الكاتبة الأميركية سوزان سونتاغ، واختارها رئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي لعضوية فريق الحكماء للحوار بين الشعوب والثقافات، إلى جانب كل من أومبيرتو إيكو و خوان دييث نيكولاس وأحمد كمال وآخرين، وذلك من أجل درس مستقبل العلاقات -الأوروبية المتوسطية.
لم تكن الجائزة الإسبانية إلا إيذانا بانطلاق موسم الاعتراف العالمي، ففي السنة التالية نالت جائزة إيراسموس الهولندية مناصفة مع عبد الكريم سوروش و وصادق جلال العظم، اختارت فاطمة الانتصار للمرأة بعيدا عن المقاربات المتشنجة التي تجعل من الرجل عدوا بالدرجة الأولى، لكن فاطمة لن تكتفي بالسوربون، بل ستطلب العلم في ديار العم سام التي قاطعت زيارتها من صار الكوبوي الأميركي لا يتورع عن استعمار الشعوب العربية، وحصلت على الدكتوراه في العلوم الاجتماعية وعادت إلى المغرب، لتلتحق أستاذة باحثة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط.
وفي عام 1991 تم تداول كتابها المغرب عبر نسائه والذي كان يتحدث عن حاصل عملها، فالسوسيولوجيا مغربياً تعاني مشكلة عدم التداول، فقليلة هي الأعمال التي تجد طريقها إلى النشر، وحتى وإن نشرت، فإن النقاش حولها يبقى محدوداً ومحصوراً في أضيق الحدود، لكن بعض أعمال المرنيسي لم تعانٍ فقط من محدودية التداول، حسب الباحث عبد الرحيم العطري بل تعرضت أيضا لمنع بالمباشر وغير المباشر، حدث ذلك مع كتابها عن «الحريم السياسي:النبي والنساء»، وتكرر نفس الأمر مع «الحجاب والنخبة الذكورية»، فضلا عن اطروحتها «الجنس كهندسة اجتماعية».
ومع ذلك واصلت المرنيسي إشاعة فكرها، بإهداء قرائها من حين إلى آخر متوناً مثيرة تجعل الكثيرين يطلقون النار عليها، كليشيهات جاهزة، قد تصل إلى درجة التكفير وهدر الدم، لكنها لا تلقي بالاً لما يدبجون وتستمر في الكتابة بالفرنسية.
سنية صالح:
“في طفولتي لم أكن أحلم إلا بالموت و بأشياء مخيفة”، ووصفت الشاعرة سنية صالح طفولتها النابعة عن التفكك الأسري قائلة “طفولتي حلم يغني ويبكي”، “كل طفولة لها جهة جميلة إلا طفولتي”، وهذا جعلها تكتب بقساوة وبصراحة تواجه بهما الأشياء الصغيرة التي لا يتنبه إليها أحد؛ فقصصها حية، يعيش القارئ بين أزقتها المظلمة وبيوتها البائسة.
تعرفت على زوجها محمد الماغوط عن طريق اختها خالدة سعيد وزوجها أدونيس في بيروت، تشاركا الهموم نفسها، وقال الماغوط يصفها: “سنية شاعرة كبيرة في وطن صغير وبين نقاد صغار، وديوانها الأخير “ذكر الورد” الذي كتبته وهي على سرير الاحتضار بين باريس والشام من أجمل وأعمق ما كتب عن الإنسان العربي في هذا العصر”.
نوال السعداوي:
ولدت نوال السعداوي في القاهرة في 27 أكتوبر عام 1930 وكانت طبيبة، ناقدة وكاتبة وروائية مصرية وكانت تدافع عن حقوق الإنسان وبالأخص حقوق المرأة، عملت طبيبة امتياز في القصر العيني عام 1955، ثم فصلت بسبب آراءها وكتاباتها، تعرضت نوال للسجن و النفي بسبب آرائها ومؤلفاتها الجريئة، وفي عام 1982 أسست جمعية تهتم بشؤون المرأة في العالم العربي وهي جمعية تضامن المرأة العربية.
صدر لها ٤٠ كتابا من مؤلفاتها: «مذكرات طبيبة»، «مذكراتي في سجن النساء»، «موت الرجل الوحيد على الأرض» و«سقوط الإمام» و «الحب في زمن النفط»، والعديد من الروايات والمسرحيات الأخرى التي تعكس شخصية نوال، ترجمت مؤلفاتها إلى 14 لغة كالإنجليزية والألمانية والفرنسية والسويدية والإندونيسية.
ليلى بعلبكي:
مؤسسة الرواية النسائية الحديثة، أصدرت عام 1958 روايتها «أنا أحيا»، شغلت النقاد إذ اعتبرت مغايرة ومفاجئة على صعيد اللغة والبناء السردي والشخصيات، تعد روايتها من أهم الروايات التي أنتجها الأدب العربي خلال القرن الماضي زمن أكثر الأعمال التي أثرت في روايات تلك الفترة.
غادة السمان:
ولدت الأديبة السورية غادة السمان عام 1942 في كنف أسرة عريقة، وهي ابنة الدكتور أحمد السمان الذي كان وزير التعليم السورى لفترة معينة وقد حصل على الدكتوراة في الاقتصاد السياسي من جامعة السوربون ورئيس الجامعة السورية، وفي عام 1962 أصدرت مجموعتها القصصية الأولى عيناك قدري»، وحصل الكتاب على نجاحاً كبيراً فأنها كانت من أهم الكتب التي صدرت هذه الفترة، وسرعان ما أصبحت علماً من أعلام الأدب السوري والعربي.
قدمت الكثير من الأعمال المتميزة التي حققت انتشاراً كبيراً ونالت رضا الجمهور والنقاد على حد سواء، وترجمت أعمالها إلى الكثير من اللغات، كما أنها أسست دار نشر بإسمها والشعار الذي اشتهرت به وهو «البومة»، كما أحدثت غادة ضجة كبرى في ستينات القرن الماضي وتحديدا عام 1993 في الأوساط الأدبية والسياسية عندما نشرت رسائلها الغرامية من وإلى غسان كنفاني وكانت تجمعها علاقة عاطفية.
تعيش اليوم في باريس ومازالت تكتب مقالاً أسبوعياً في مجلة «الحوادث»، وهي من الثمانينات ترفض الظهور في أي مقابلة أو حوار في أي وسيلة إعلامية بعدما اكتشفت أن مذيعة حاورتها في القاهرة لم تقرأ أي عمل من أعمالها لكنها استثنت «لها» التي نشرت حوارين شاملين مع السمان عن مجمل أعماله الأدبية.
كوليت خوري:
«لم تكن الكتابة هوايتي لكنها ولدت معي، حيث كانت الكتب والصحف من أهم مفروشات بيتنا»، نشأت كوليت في أسرة وطنية مشهورة في مجالات إعلامية وأدبية وسياسية، كانت تحب الغناء والموسيقى ولكن بسبب أسرتها وميولهم جعلها تبدع في مجال الأدب والفكر.
أصدرت أول أعمالها في السادسة عشرة من عمرها حين نشرت الكثير من المقالات في الصحف والمجلات، وأصدرت اول كتاب لها في عامها العشرين ، وهو ديوان شعر بالفرنسية بعنوان «عشرون عاماً»، تجولت ما بين الشعر والرواية والقصة القصيرة والمقالة والمسرح والدراسة التاريخية، ولها أكثر من ثلاثين مؤلفاً في الأدب والتاريخ، عملت في قسم اللغة الفرنسية في جامعة دمشق، وتعمل حالياً مستشارة أدبية في رئاسه الجمهورية السورية.
ليلى العثمان:
ليلى العثمان هي الكاتبة والأديبة الكويتية الرائدة، ولدت ليلى في الكويت وهي تنتمي لعائلة كبيرة وهي عائلة العثمان ووالدها أحد الرجال المعروفين واسمه عبدالله العثمان، كبرت في بيت يهتم بالأدب بكل أصنافه، فوالدها كان شاعرا وكان له منتدى أدبي كبير أشبه بالصالون الأدبي يجمع المفكرين والشعراء ورجال الدين.
بدأت كتابتها الأدبية وهي طالبة، في عام 1965 بدأت النشر في الصحف المحلية في القضايا الأدبية والاجتماعية، ومنذ ذلك الوقت التزمت في كتابة زوايا أسبوعية ويومية في الصحافة المحلية والعربية ولا تزال لها العديد من القصص والروايات التي ترجم بعضها إلى لغات عدة.
تولت مهمة أمين سر رابطة الأدباء الكويتية لدورتين لمدة أربع سنوات، تواصل حتى الآن كتابة القصة القصيرة والرواية والنشاطات الثقافية داخل الكويت وخارجها، اختيرت روايتها «وسمية تخرج من البحر» ضمن أفضل ١٠٠ رواية عربية، وتحولت هذه الرواية إلى عمل تلفزيوني شاركت به دولة الكويت في مهرجان الإذاعة والتلفزيون – القاهرة.
وقدمت على المسرح ضمن مهرجان أعدت وقدمت عددا من البرامج الأدبية والاجتماعية في إذاعة وتلفزيون الكويت، وتولت المسرح للشباب عام 2007، زخصصت الكاتبة جائزة أدبية عام 2004 تحت اسم «جائزة ليلى العثمان لإبداع الشباب في القصة والرواية»، تقدم للمبدعين من الشباب الكويتيين كل سنتين.
إقرأ أيضاً:-