مقالات

ذكرى الإسراء والمعراج.. رحلة إيمانية خالدة

كتبت: آيات مصطفى

{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}

(سورة الإسراء، الآية 1).

تُطل علينا ذكرى الإسراء والمعراج، تلك الرحلة الإيمانية الخالدة التي عرج فيها رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم صعد إلى السموات العلا، ليكشف الله تعالى عن عظمته وجبروته.

أحداث الرحلة:

في ليلة مباركة، أسرى الله تعالى بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس الشريف، على ظهر البراق، و معه جبريل عليه السلام.

وفي بيت المقدس، صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأنبياء والمرسلين. ثم عرج به إلى السموات العلا، حيث لقي ربه، وفرضت عليه الصلوات الخمس.

الإسراء:

بدأ الإسراء من الحطيم عند زمزم، حيث انشقّ صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم وغُسل بماء زمزم، ثم عرج به إلى السماء.

المعراج:

صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت المقدس إلى السموات العلا، حيث لقي ربه، وفرضت عليه الصلوات الخمس.

مراحل المعراج:

مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بِسِدرة المنتهى، ورأى الجنة والنار، ولقى الأنبياء والمرسلين .

موقف قريش:

عندما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قريش بما حدث، كذبوه و استهزءوا به، إلا من آمن به.

رحلة الإسراء والمعراج
رحلة الإسراء والمعراج

أهمية ذكرى الإسراء والمعراج:

تُعد ذكرى الإسراء والمعراج مناسبة إيمانية عظيمة للتأمل في عظمة الله تعالى، وفضله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ولتعزيز إيماننا بالله تعالى، و التزامنا بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.

وتعد رحلة الإسراء والمعراج معجزة عظيمة من معجزات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، التي أنعم الله بها عليه في ليلة مباركة، ليشهد من آيات ربه الكبرى، ويتلقى منه شرف الصلاة والسلام. وهي رحلة مقسمة إلى قسمين: الإسراء، وهو الانتقال السريع من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى في القدس، والمعراج، وهو الصعود من الأرض إلى السماء، والمرور بالسموات السبع، والوصول إلى سدرة المنتهى، والملأ الأعلى، والرؤية المباركة.

و تحتفل الأمة الإسلامية بذكرى هذه الرحلة الإيمانية في كل عام، في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب، وتعد هذه الليلة من الليالي المباركة على المسلمين، ففيها تجلى الله لنبيه بما تجلى، و أكرمه بما أكرمه، وأوصاه بما أوصاه. وتستحب في هذه الليلة الصلاة والذكر والدعاء والتسبيح والتهليل والتحميد والاستغفار والتوبة والصدقة والتعظيم و التحية والسلام على النبي الأمين.

وتعلمنا هذه الرحلة الكثير من العبر والدروس والحكم والفوائد، منها: إظهار قدرة الله وعظمته سبحانه وتعالى على كل شيء، وأن لا شيء مستحيل عنده، وأنه يفعل ما يشاء بمن يشاء. وإبراز شأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومكانته ومنزلته عند الله، وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين، وأشرف الخلق والمخلوقين، وأنه أولى الناس بالله وأقربهم إليه. وتوطيد العلاقة بين النبي وأمته، وبين الأمة وربها، بفرض الصلاة، وهي عماد الدين ومعراج المؤمن، وهي أفضل العبادات وأحبها إلى الله، وهي رابط بين العبد وربه، وسبب للمغفرة والرحمة والنجاة. وتقوية الإيمان والتوكل واليقين بالله وبما جاء به النبي من الهدى والنور والثبات على الحق والصبر على البلاء والمحنة والشدة والضيقة. وتعريف الأمة بمكانة المسجد الأقصى وفضله وشرفه وحقه وحرمته، وأنه ثالث الحرمين الشريفين، وأولى القبلتين، ومسرى الأنبياء والمرسلين، وأنه ملك للمسلمين وحدهم، وواجب عليهم الدفاع عنه والنصرة له والجهاد في سبيله. وتذكير الأمة بالآخرة والبعث والنشور والحساب والجزاء، والجنة والنار والشفاعة .

دروس وعبر من الرحلة:

رحلة الإسراء والمعراج معجزة إلهية تدل على قدرة الله تعالى وعظمته.
تكريم الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ورفعة مكانة عظيمة.
تأكيد على أهمية المسجد الأقصى وقدسيته.
فرض الصلوات الخمس، وهي عماد الدين.
رحلة إيمانية تُعلمنا الصبر والثبات في وجه التحديات.
الإسراء والمعراج حدث تاريخي وقع في السنة الحادية عشرة من البعثة النبوية.
اختلف العلماء في تحديد تاريخ ليلة الإسراء والمعراج.

ختاماً:

رحلة الإسراء والمعراج رحلة إيمانية خالدة، مليئة بالعبر والدروس، يجب علينا أن نتعلم منها ونُحِيي ذكراها بالذكر والدعاء وقراءة القرآن الكريم.

اللهم اجعلنا من عبادك المخلصين، واجعلنا على نهج نبيك محمد صلى الله عليه وسلم.

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى