
كتب: إسلام عبد الفتاح
الأخوة هي رباط التكاتف والمودة، ويقولون: بينهما علاقة أخوية، وهي رابطة بين الإخوة الأكبر والأصغر، وعلاقة تضامن وصداقة مبنية على المحبة والتعاون بين أفراد المجموعة، ومن الناحية الفنية، يتم تعريف ذلك على أنه: التبادلية القوية المبنية على تقوى الله (سبحانه) والإيمان بالله، وهي بالإضافة إلى المحبة والإخلاص الولاء والثقة والصدق بعيدة كل البعد عن السعي لتحقيق الأهداف والغايات الدنيوية.
فرابطة الأخوة الإسلامية رابطة غير مسبوقة عميقة الأثر، لا تشبه أي صلة أو علاقة أخرى، وسبحان الله فهو بالنسبة له رابطة الإخوة الإسلامية بين شعوب الأمة كافة، لقد تجاوز كل الروابط الأخرى وأذاب المتعصبين الآخرين في بوتقته وقال النبي (صلى الله عليه الصلاة وسلم) أيضاً: (المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ ولا يَخْذُلُهُ، ولا يَحْقِرُهُ) لذلك تعتبر أخوة الإسلامية من أجل مظاهر قوة المسلم وعزته ومناعته.
مشروعيتها الأخوة في الإسلام:
وتعتبر الأخوة الإسلامية شرعاً إلهياً ومبدأ بفضل نعمة الإسلام فقد أصبحتم إخواناً في الدين، وعلى ضوء هذا الفهم، ليسوا تقليداً أعمى، أو عادة موروثة، أو كتلة مرتبطة بحالة مؤقتة أو طارئة، بل عقد ضروري، الأخوة الإسلامية رابطة دائمة بين أهل الإيمان، إسلامياً انطلاقاً من معنى قوله تعالى (فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا).
ويعتقد العلماء أن روابط الدين أقوى من روابط النسب، ولذلك عندما أسس الدولة في المدينة المنورة بعد الهجرة، سعى النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الأخوة الإسلامية كرابطة إيمانية وثيقة وأن يجتمع المسلمون على اختلاف جنسياتهم وأصولهم تحت ظل خصبة أشجار خضراء، وقد تجلى ذلك بوضوح في الأخوة بين المهاجرين والأنصار، واستمرت التوجيهات الشرعية في تعزيز هذا التفاهم في كثير من المواقف والمناسبات.
حقوق الأُخوة في الإسلام
الحقوق العامة في الإسلام :
ومن الحقوق المشتركة: السلام ورد السلام، وعيادة المرضى، وحضور الجنائز، وإجابة الدعوات، والوفاء بالنذور، وتشميت العاطس، ونصرة المظلوم وذو الحاجة، ومن ذلك مساعدة الآخرين، وعدم إفشاء الأسرار، أخطاء الآخرين، لتسهيل الحياة، للمحتاجين وغيرهم دون ظلم أو إذلال.
الحقوق الخاصة في الإسلام:
وتشمل الحقوق الخاصة عدم الهجر لأكثر من ثلاثة أيام لأسباب شخصية، ومحاولة مساعدة الآخرين تحت أي ظرف من الظروف، والاطمئنان على أحوالهم، والقيام بما يلزم، وتجنب غياب الآخرين وتجنب الخطأ، وقبول النصيحة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ونحو ذلك، ولا بد من الإشارة إلى أن الحقوق الخاصة أكثر أهمية ولها الأولوية على الحقوق العامة.
مظاهر الأُخوة في الإسلام:
التراحُم :
فالمجتمع المسلم يجب أن يكون مجتمعًا موحدًا متصالحًا، قوياً كجسد واحد، قوامة المحبة والرحمة، بعيد عن الخداع والشر.
التناصُر:
ولا ينبغي للمسلمين أن يضطهدوا إخوانهم المسلمين، بل يجب عليهم أن يبتعدوا عن كل ما يمكن أن يضرهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم (أنصر أخاك ظالماً أو مظلومًا، قال الرجل: يا رسول الله، إذا كان مظلوماً فانصره، أرأيت كيف يفعل؟) قال: “إنه ظالم، فكيف أنصره؟”، قال: “اؤخره أو كف عن الظلم، فإن هذا ظفره”