مقالات

الشباب والمشاركة السياسية والتأثير على صنع القرار

كتبت: إيمان قاسم 

في خضم الأزمات المتتالية التي يتعرض لها الشباب في الوقت الحالي، أصبح من الضروري استغلال طاقاتهم في خدمة الوطن والعمل على نهضته، باعتباره عنصر فعال في المجتمع وقدرته على إحداث التأثير والتغيير في مختلف نواحي الحياة، لذا في هذا المقال سنلقي الضوء على المشاركة السياسية للشباب. 

الشباب والمشاركة السياسية والتأثير على صنع القرار
الشباب والمشاركة السياسية والتأثير على صنع القرار

التنشئة السياسية

تعتبر عملية اجتماعية تربوية يخضع لها الفرد طيلة حياته، وتمنحه هويته الشخصية وتمكنه من التعبير عن ذاته وتكسبه المعايير الاجتماعية ليكون عضوًا متعاونًا في المجتمع. 

وتعتبر الأسرة من أهم عوامل التنشئة السياسية الصحيحة وتأصيل المواطنة والانتماء إلى الوطن، وإن كانت بعض الأسر لا تولي اهتمامًا لتعليم أو تعريف الأبناء بدورهم السياسي، بينما تعطي الأولوية لاعدادهم لدورهم المهني داخل المجتمع، لذا حريٌ على الأسرة أن تشجع أبنائها على المشاركة السياسية وإشراكهم في اتخاذ وصنع القرار. 

كما تعد المدرسة والجامعة من المؤسسات المسئولة عن التنشئة السياسية عن طريق التثقيف السياسي من خلال مواد مثل التربية الوطنية والتاريخ، بغية تعريف الطلاب على النظام السياسي في بلاده وغرس قيم المواطنة والولاء للوطن. 

وفي الجامعة من خلال توعية الطلاب بأهمية دورهم في الحياة السياسية، وتحفيزهم على المشاركة السياسية، إضافة إلى إقامة أنشطة سياسية مع السماح للأحزاب السياسية بالعمل داخل الجامعة دون تضييق من الأمن على الأنشطة الطلابية.

الشباب والمشاركة السياسية والتأثير على صنع القرار
الشباب والمشاركة السياسية والتأثير على صنع القرار

أهمية المشاركة السياسية

تكمن أهمية المشاركة السياسية لدى الشباب في تعزيز شعور الانتماء، فالإنسان لا يستطيع الانخراط والتفاعل داخل المجتمع، إلا حينما يشعر أنه ينتمي لجماعة أو مجموعة ما، يستطيع من خلالها أن يعبر عن آرائه بحرية، فضلًا عن أنها تساهم في تنمية مهارات وخبرات الشباب السياسية، ومن ثم المساهمة في التغيير الإيجابي في المجتمع. 

تعتبر المشاركة السياسية جزء من عملية إحلال السلام والحد من نشوب صراع أو حروب في الأوطان، ويعتمد ذلك على مدى وعي الأفراد وإدراكهم المخاطر التي التي تحاوطهم، لذلك فإن مشاركة الأفراد في التصويت تحول دون فوز أحزاب تمتلك أيديولوجيا عدوانية. 

دور الشباب في الحياة السياسية

يسخر الشباب جل طاقته في توعية الرأي العام بالقضايا التي تحتاج إلى دعم أو مساندة والاصطفاف  خلف القيادة السياسية، ومن خلال المشاركة الفعالة للشباب في الأحزاب السياسية، بات بمقدورهم تلبية تطلعات الشعب سواء الحياة العامة أو السياسية، بالإضافة إلى مساهمتهم في إحداث التغيير والإصلاح في المجتمع، فضلًا عن إمكانية فتح قنوات اتصال بين عموم الشعب والمسؤولين. 

وأخيرًا، إن تمكين الشباب سياسيًا يعتبر جزءًا هامًا من تعزيز الديمقراطية وتمثيل جميع فئات المجتمع في عملية صنع القرار؛ فكيف سيتحقق ذلك؟ إذا كنا نضع العوائق والعراقيل أمام المشاركة السياسية الشباب، في ظل وضع اقتصادي متردي، ووقف نشاط الأسر الطلابية ذات التوجه السياسي في الجامعات، ويعد ذلك عائق أمام التوعية السياسية للشباب.

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى