المرأة والحياة

كيف تتحكمين في أعصابك أثناء تعاملك مع أطفالكِ؟

 

 

✍🏻 بسنت الغباري


 

الأمهات يصرخن على أطفالهن ويقمن بمعاقبتهم، وقد يكون خارجاً عن إرادتهن، فعادة تلجأ الأمهات للصراخ عند توجيه الكلام للأبناء، والذي يحمل في طياته التهديد والوعيد وردة الفعل الغاضبة، وبعد قيام الأم بذلك تبدأ بمراجعة نفسها وما أشعرت به طفلها من خوف وإهانة بسبب صراخها عليه.

كيف تُداوين طفلك بعد صراخك عليه؟

 

ثقافة الاعتذار:

 

يجب عليكِ تطبيق تلك الثقافة، وأن تكوني قدوة لأبنائكِ بأن تتقدمي بالاعتذار لهم، فهو يزيد من قدركِ لديهم، على عكس ما يعتقده البعض أنه قد يكسر هيبتكِ، فذلك يعلم الطفل أهمية التسامح والاعتذار عند الخطأ، ويشعر الطفل كذلك بأهميته لديكِ.

 

عدم التراجع عن أخطائهم:

 

بالتأكيد لم تصرخين إلا بسبب خطأ أقدم عليه طفلكِ، ومن أكبر الأخطاء أن تسامحي طفلكِ على الخطأ؛ لأنكِ عاملتيه بقسوة، ومن الهام أن لا تتراجعي عن خطأ الطفل، بل توضحي له الخطأ الذي ارتكبه، وتحرصي على تنبيهه بعدم تكراره بعد أن تعتذر له.

 

إبراز حبك له:

 

العنف يجعل طفلكِ يشعر بأنكِ تكرهينه، لذا اتبعي أسلوب الحوار معه بعد موقفكِ الحاد، واجعلي حديثكِ قائماً على الود والمحبة له، مبينة حبك له، وأن صراخك عليه كان بسبب الضغط الذي حل عليكِ.

 

المشاركة الممتعة:

 

لا تقاطعي طفلكِ بعد الصراخ عليه من منطلق العقاب، وحاولي أن تجذبي انتباه طفلكِ إذا قاطعكِ لإعادة حلقة الوصل بينكم من خلال عرضك أن يشارككِ القيام بأحد الأمور المحببة لديه كالرسم أو إعداد وجبة لذيذة أو مشاهدة التلفاز والتحدث معاً.

 

الشرح والفهم:

 

قومي بشرح سبب غضبك الذي جعلكِ تصرخين موضحة الأسباب بعد أن يهدأ الأمر في جلسة صفاء بينك وبين الأبناء، واجعليها محطة تعلم لكِ ولهم وكيفية تجنب الأخطاء التي قد تغضبك، وقدمي لهم وعداً بعدم تكرار الصراخ عليهم عند الغضب والتعامل بهدوء.

 

وضع حدود لتصرفات للأطفال:

 

يُنصح بوضعكِ حدود لتصرفات الأطفال والتوضيح لهم عن طبيعة السلوكيات غير المرغوب بها بأسلوب هادىء وبعيداً عن الصراخ، فقد تصدر عن الأطفال سلوكيات مزعجة بالنسبة لكِ دون وعي منهم؛ إذ يكون نشاط الأطفال وحيويتهم مصدر تلك السلوكيات، لذا لا بدّ من تنبيههم وتوجيههم عند وقوع الخطأ، مع ضرورة حفاظكِ على هدوئهما والتأكّد من أنّ الطفل مدرك للحدود التي وضعتيها وأنّه سوف يتعرّض للعقاب في حال تجاوزه تلك الحدود.

 

التأني والحفاظ على الهدوء:

 

يُعدّ ابتعادكِ عن الأطفال وعدم التواصل معهم بشكل مباشر أثناء الغضب أهم ما يُمكن التصرّف به لتجنّب إيذائهم، إذ يُفضّل أخذ بعض الوقت والتأنّي وتهدئة نفسكِ، ومن الممكن أن يُساهم غسل الوجه واليدين بالماء في التخفيف من التوتّر والسيطرة على الغضب، ويجب ضرورة تركيزكِ على الأفكار الإيجابية، وتذكير نفسكِ بأنّ حاجة أطفالكِ للحُب أكثر ما تكون عند ارتكابهم للأخطاء، على عكس ما يعتقده البعض بأنّهم لا يستحقّون مشاعر الحب والعطف في هذه اللحظات، كما من الممكن أن يكون تصرّف الأطفال المزعج تعبيراً غير مباشر لكِ عن حاجتهم للمساعدة النفسية والعاطفية.

 

معرفة آثار التعبير عن مشاعر الغضب:

 

أكّدت الدراسات أنّ التعبير عن مشاعر الغضب بشكل خاطئ يُعدّ هجوماً على الطفل وليس تفريغاً لمشاعركِ أو وسيلةً لتخفيف التوتر كما يعتقد البعض؛ حيث يجب عليكِ تهدئة نفسكِ والتحكّم بمشاعركِ وانفعالاتكِ للسيطرة على الغضب، وتجدُر الإشارة إلى أنّ التعبير عن الغضب يولّد الاضطراب لدى الأهل، ويتسبّب في إشعار الطفل بالخوف والأذى ممّا يقوده إلى الغضب، وبالتالي تتعمّق الخلافات وتضعف العلاقات الودّية.

 

أخذ نفس عميق:

 

ننصحكِ بأخذ نفس عميق عند بدء الشعور بالغضب؛ وذلك بهدف منح نفسكِ الوقت الكافي للتفكير بالتصرّف الصحيح قبل التسرّع بإظهار رد الفعل غير المناسب، حيث يُساهم ذلك في اتخاذ الإجراء السليم والاستجابة بعناية لتصرّفات الأطفال بدلاً من الانفعال ورد الفعل المتهوّر الذي قد يؤذيهم.

 

عدم التخوف من المستقبل:

 

يُعد تفكيركِ المبالغ به في مستقبل أطفالكِ والتخوّف من استمرار سلوكياتهم الخاطئة على المدى البعيد أمراً غير صحيح، كما أنّ القلق الناتج عن محاولة معرفة طريقة السيطرة على الطفل والتفكير المُفرط في المستقبل يولّد لديكِ مشاعر الخوف؛ لذا نُنصحكِ بالاكتفاء في التفكير بما يُمكنكِ فعله من أجلهم في الوقت الحاضر، وإفساح المجال لأطفالكِ لتحديد مستقبلهم بأنفسهم.

 

عدم اللجوء إلى الضرب:

 

تعتقد بعض الأمهات أنّ ضرب الأطفال عند الغضب منهم وممارسة العنف ضدّهم أسلوباً تأديبياً، ولكن هذا الاعتقاد خاطىء تماماً ومُخالف للمبادئ ومن الجدير بالذكر أنّ اللجوء إلى الضرب يؤثّر بشكلٍ سلبيّ على شخصيّات الأطفال وثقتهم بأنفسهم وعلاقتهم بكِ.

 

احتضان الأطفال:

 

يُمكن التعامل مع أطفالكِ عند الغضب منهم بأسلوب أكثر فاعلية من استخدام الألفاظ السيئة عند الغضب؛ وذلك من خلال احتضانهم مهما كان الخطأ، الأمر الذي ينتج عنه زيادة المحبّة بينكِ وبين أطفالكِ، بالإضافة إلى دفعهم للتفكير بخطئهم ومحاولة تصحيحه، فعلى الرغم من إمكانية التعرّض لمواقف تحتاج في بعض الأحيان للتعبير عن الغضب، إلّا أنّه نُنصحكِ بمحاولة التحكّم بالنفس وضبطه للحصول على نتائج أفضل عند التعامل مع أطفالكِ.

 

وآخيراً، شجعي أطفالكِ على قضاء وقت مع أصدقائهم الذين لهم تأثير إيجابي عليهم واحرصي على إشراكهم في الأنشطة والألعاب والرياضة وأي نشاط يمكن لهم أن يبني القوة والصداقة واستمعي جيدًا لكل ما يقوله أطفالكِ مع ضرورة سؤالهم عن الأشياء الإيجابية التي تحدث في يومهم والاستماع بنفس الاهتمام لهذا الجزء.

 

أظهري الثقة بأطفالكِ وبقدرتهم على التصدي للموقف، وأنكِ في نفس الوقت ستبذلين كل ما تستطيعي لوقف أي تنمر يحدث لهم في المستقبل، وعلى الآباء وليس الأمهات فقط أن يراعوا سلوكهم في تعاملهم مع الأبناء، فأصغر ما يقدمون عليه من نظرة سخرية أو صراخ عنيف له تأثير كبير على نفسية الطفل، فلا تكونوا الأداة الجارحة لهم، لذلك من الأفضل أن يختار الآباء السلوك التربوي المبني على التفاهم وضبط النفس حتى لا يتعرض الطفل لأزمات نفسية واجتماعية هو في غنى عنها.

 

إقرأ أيضاً:- 

 

الدور الاجتماعي والمجتمعي للمرأة في المنزل

كيف تتقني فن الاستقبال والضيافة

قضايا معاصرة تتعلق بالمرأة في الإسلام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى