كتبت: بسنت الغباري
يعتبر حليب الأم الغذاء الأمثل للرضيع، حيث أنه يحتوي علي جميع العناصر الغذائية اللازمة والكافية لنموهم مع الأغذية التكميلية بداءً من الشهر السادس، لذلك توصي منظمة الصحة العالمية(WHO) بالإقتصار علي حليب الأم كمصدر رئيسي لتغذية الطفل الرضيع منذ ولادته وحتي الشهر السادس علي الأقل.
فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل
ما تمنحه الأم لطفلها عند إرضاعه رضاعة طبيعية لا يقدر بثمن ولا يستطيع أحد غيرها تقديمه، حيث يمثل حليب الأم احتياج الطفل الكامل من الطعام والشراب، وللرضاعة الطبيعية فوائد عدة منها مايلي:
النمو والتطور الصحي للطفل
يساعد حليب الأم على تعزيز النمو والتطور الصحي للطفل، وحمايته، وتعزيز بناء جهاز المناعة لديه، نظرًا لأنه غني بجميع أنواع الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الرضيع، إضافة إلى كونه سهل الهضم مقارنة بالحليب المُحضّر صناعيًا، مما يجعل منه غذاءًا مثاليًا مناسبًا للجهاز الهضمي للرضيع، فقد وُجد أن الجهاز الهضمي للرضيع يكون غير مكتمل النمو، وما يميز حليب الأم هو القدرة على تغيير مكوناته بين رضعة وأخرى حسب حاجة الطفل، ويحتوي أيضاً على اللاكتوز وبروتين مصل اللبن وبروتين الكازين والدهون التي تتميز بسهولة هضمها من قبل الرضيع، وهذا ما يفسر صعوبة الهضم وحالات الإسهال والإمساك التي يعاني منها الأطفال الذين يتناولون الحليب المُحضر صناعيًا، ولا زالت إدارة الغذاء والدواء تضع التعليمات المنظمة لعمل الشركات المعنية بتحضير حليب الأطفال الصناعي ليكون قريبًا من حليب الأم بشكل كبير، إلا أن الوصول إلى مرحلة التماثل أمر صعب لما يحتويه حليب الأم من مكونات معقدة يصعب تصنيعها مخبريًا وتراكيب لم تُعرف حتى الآن.
مكافحة العدوى والأمراض الأخرى
إن عدد الإصابات بالعدوى وحالات دخول المستشفى بين الرضع الذين يحصلون على الرضاعة الطبيعية أقل من عددها بين الرضع المعتمدين على الحليب الصناعي ويعود السبب في ذلك إلى أن العديد من عوامل مكافحة الجراثيم تنتقل من الأم إلى رضيعها أثناء الرضاعة الطبيعية، مما يعزز جهاز المناعة لديه، حيث أن الرضاعة الطبيعية مفيدة جدًا للرضع غير مكتملة النمو، كما أن الإعتماد على الرضاعة الطبيعية يقلل من احتمالية إصابة الرضيع بالعديد من أنواع العدوى والأمراض المختلفة، ومنها مايلي:
عدوى الأذن.
عدوى الجهاز التنفسي.
الإسهال.
التهاب السحايا .
عدوى الجهاز البولي.
الحساسية.
الربو .
متلازمة موت الرضيع الفجائي.
بعض أنواع سرطانات الطفولة.
داء السكري من النوعين الأول والثاني.
تعزيز الصحة النفسية
نظرًا لما توفره الرضاعة الطبيعية من تلامس بين جلد الأم وجلد رضيعها، فإن لها دورًا في تعزيز الترابط العاطفي بين الأم ورضيعها، وذلك لما تتمتع به الرضاعة الطبيعية من خصائص عدة، ومنها ما يلي:
مساعدة الرضيع على التحكم بشهيته خلال مرحلة مبكرة، حيث يستطيع الأطفال التحكم بكمية الحليب الذي يرضعونه وتحديد وقت إنهاء جلسة الرضاعة باقتناع من قِبل الطفل، ومع ذلك فإنّ الطفل عندما يكبر فإنّ شهيته ورضاه عن كمية الطعام التي يحصل عليها سوف تتأثر في عوامل أخرى مثل: نمط الحياة والتغذية.
توفير كميات قليلة من النكهة المرتبطة بالسائل الأمينوسي المحيط بالجنين داخل الرحم وحليب الأم، مما قد يؤثر في اختيارات الطفل الغذائية من المواد الصلبة بعد الفطام.
فوائد الرضاعة الطبيعية للأم
لها فوائد عدة تؤثر إيجابيًا في الأم، ومن أبرزها ما يلي:
حرق 500 سعر حراري إضافي في اليوم، والمساعدة على العودة إلى وزن ما قبل الحمل.
تقوية عظام الأم على المدى البعيد.
تقوية الترابط العاطفي بين الأم وأطفالها، الإسترخاء الذي تحصل عليه الأم بعد جلسة الرضاعة، ويحدث هذا الإسترخاء نتيجة زيادة إفراز هرمون الأوكسيتوسين الذي يمنح شعورًا بالهدوء والراحة بعد كل جلسة رضاعة.
تقليل خطر الإصابة بداء السكري، وسرطان بطانة الرحم وسرطان الثدي، وسرطان المبيض في المراحل اللاحقة من العمر.
تأخير الدورة الشهرية.
الحصول على نوع من الحماية الطبيعية لمنع حدوث الحمل.
توفير المال والوقت، فحليب الأم دائمًا يكون جاهزًا ، أما الحليب الصناعي فيحتاج من الأم تحضيره وهذا يستهلك بعض الوقت، عدا عن أنّه مكلف للأهل.
إرشادات لتخزين حليب الأم بطريقة آمنة
يجب وضع الحليب في علبة معقمة محكمة الغلق مصنوعة من الزجاج أو البلاستيك أو في أكياس تجميد خاصة لتخزين حليب الأم حيث أن الهيئة العامة للغذاء والدواء ألزمت المصانع بمواصفات محددة منها.
يفضل تخزين حليب الأم بكميات صغيرة لمنع هدر الحليب.
في حال التجميد لابد من كتابة تاريخ التخزين على العلبة.
لا تخزن حليب الأم في باب الثلاجة أو الفريزر لأن ذلك سيعرضه لتغيرات درجة الحرارة الناتجة من فتح الباب وإغلاقه، فمن الأفضل وضعه في الجزء الخلفي من الثلاجة أو الفريزر (المنطقة الأعلي برودة).
إذاً توفر الرضاعة الطبيعية فوائد صحيةً لا مثيل لها للطفل والأم؛ فحليب الثدي مصمم بشكل فريد لتلبية الاحتياجات الصحية للطفل في مرحلة النمو، وهو الغذاء المثالي للرضع؛ حيث أنه يعزز جهاز المناعة لدى الرضع؛ مما يُسهِم في حمايته من العديد من أمراض الطفولة الشائعة، كما يوفر كلَّ الطاقة التي يحتاجها الرضيع في الأشهر الأولى من حياته، ويستمر في توفير ما يصل إلى نصف أو أكثر من احتياجات الطفل الغذائية بين عمر 6 أشهر و12 شهرًا، وثلث احتياجات الطاقة بين 12 و24 شهرًا؛ لذا توصي منظمة الصحة العالمية واليونيسيف بالبدء المبكر بالرضاعة الطبيعية خلال ساعة واحدة من الولادة، والرضاعة الطبيعية الحصرية خلال الأشهر الستة الأولى من الحياة، وإدخال أغذية تكميلية كافية وآمنة في عمر 6 أشهر، مع استمرار الرضاعة الطبيعية حتى عمر سنتين أو أكثر.