
كتبت: بسنت الغباري
تعتبر العلاقات الإنسانية أمراً حيوياً في حياة الفرد والمجتمع، وتؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية، لذلك يجب على الأفراد العمل على تعزيز العلاقات الإنسانية الإيجابية والتفاعل بشكل إيجابي مع الآخرين، وتقدير الاختلافات الفردية وتوفير الدعم والاحترام للآخرين والعمل على تحسين مهارات التواصل والتفاعل الإجتماعي والتعامل بشكل صحيح مع الصعوبات والتحديات في العلاقات الإنسانية، حيث تشير الدراسات إلى أن العلاقات الإنسانية الإيجابية تساعد على تقليل المستويات العالية من التوتر والقلق والإكتئاب، وتحسين الصحة النفسية والجسدية من خلال توفير الدعم النفسي والعاطفي والتشجيع على الإستقلالية والتفكير الإيجابي، وتتنوع العلاقات الإنسانية بحسب طبيعتها ومدى قربها بين الأفراد، وتشمل العلاقات بين أفراد الأسرة، مثل العلاقات بين الأب والأم والأخوة والأخوات، والعلاقات الإجتماعية مثل العلاقات بين الأصدقاء والمعارف والجيران، والعلاقات المهنية؛ مثل العلاقات بين زملاء العمل والمديرين والموظفين، والعلاقات الأكاديمية؛ مثل العلاقات بين الطلاب والمعلمين والأساتذة.
ويؤدي الشعور بالتقبل والإحترام والمودة إلى تقليل مستويات القلق والتوتر والإكتئاب، ولها علاقة بتحسين الصحة الجسدية، حيث إنها تحفز على ممارسة النشاط البدني والتحفيز على العناية بالصحة وتوفير الدعم العاطفي والمعنوي، وتعمل على تحسين جودة الحياة، حيث إنها تساعد على تحسين العلاقات الإجتماعية وزيادة الشعور بالإنتماء والمشاركة في الأنشطة الإجتماعية.
وتعمل العلاقات الإيجابية على تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض النفسية، مثل الإكتئاب والقلق والتوتر العصبي، حيث إنها تساعد على تحسين التفاعل الإجتماعي وتوفير الدعم النفسي والتحفيز على الإهتمام بالصحة النفسية، وتعمل على تحسين العلاقات العائلية والزوجية، حيث إنها تساعد على تحسين التفاهم والتعاطف والترابط العائلي وتوفير الدعم المتبادل والتفاعل الإيجابي، وهذا يؤدي إلى تحسين جودة الحياة الأسرية والحفاظ على استقرارها.
العلاقات الإنسانية السلبية
تعتبر عاملاً خطيراً يؤثر على الصحة النفسية والجسدية للفرد وتتميز بالتعامل السئ والعدائي والتصرفات السلبية مثل الإنتقام والاستفزاز والتنمر، وتسبب العديد من المشاكل الصحية كالاكتئاب والقلق، والإصابة بالأمراض النفسية مثل الاضطرابات النفسية والنمطية، حيث إنها تسبب الضغط النفسي والعاطفي الزائد، والإصابة بالأمراض الجسدية حيث ترفع من مستويات الإجهاد وتضغط على جهاز المناعة، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والسرطان، وتعمل على تدهور العلاقات الاجتماعية حيث إنها تزيد من مستويات التوتر والاضطراب وتؤثر على التواصل الفعال، مما يؤدي إلى تدهور العلاقات الإجتماعية.
طرق تعزيز الصحة النفسية
هناك الكثير من الطرق والأساليب لتعزيز الصحة النفسيّة في حياة الفرد لذاته ولمن حوله، مثل مايلي:
الإهتمام بتلبية الحاجات الأساسية من طعام وشراب.
المساعدة على تكوين الصورة الإيجابية نحو الذات عن طريق الإيحاءات الإيجابية للذات في جميع المواقف.
الإسترخاء قدر الإمكان في جميع المواقف الحياتيّة، والإبتعاد عن مصادر القلق والتوتر والخوف.
الإهتمام بالمظهر العام والمحافظة على النظافة الشخصية.
تحديد هدف واضح للحياة والسعي المستمر لتحقيقه.
التنشئة الأسرية الخالية من العنف تجاه الأطفال والمراهقين.
مظاهر الصحة النفسية
تظهر ثمراتها على الفرد في جميع جوانبه الشخصية والإجتماعية التفاعلية، وكانت كالآتي:
التوازن والنضج الإنفعالي: حيث يكون الفرد قادراً على الإتزان في الاستجابات والانفعالات تجاه المثيرات المختلفة، والقدرة على مواجهة الضغوط والتغلب عليها، بالإضافة إلى القدرة على التعبير عن الانفعالات بطريقة واضحة وناضجة بعيداً عن المبالغة.
الدافعية: المحفّز الداخليّ الذي يدفع الفرد إلى الإنجازات المختلفة لتوجيه القدرات والإمكانات لتحقيق الأهداف.
الشعور بالسعادة: تعد من أهم مظاهر الصحة النفسية نظراً للاستقرار النفسي والأمان والطمأنينة الداخلية.
التوافق النفسي: وهو عبارة عن التقبل الداخلي للذات والقدرة على الحصول على الدرجة اللازمة من الإشباع للحاجات في البيئة.
إذاً يجب على الأفراد العمل على تجنب العلاقات السلبية وتعزيز العلاقات الإيجابية، والتفاعل بشكل إيجابي مع الآخرين، وتقدير الاختلافات الفردية وتوفير الدعم والتشجيع والتعاطف والاحترام للآخرين، كما يجب عليهم العمل على تحسين مهارات التواصل والتفاعل الإجتماعي والبحث عن المساعدة النفسية والتدريب على التحكم بالضغوط النفسية والعاطفية، وبذلك يمكن تحسين الصحة النفسية والجسدية ورفاهية الأفراد والمجتمع بشكل عام.