
كتب: إسلام عبد الفتاح
ومن ينظر إلى الوضع الراهن للدول الإسلامية يرى أن كل جانب من جوانب الحياة في حالة فشل محدودون، غير قادرين على التعرف على أسباب القصور والنظر فيها والإعتراف بها، ويتوقفون عن تحقيق مهمة الشهادة للناس وقيادة الناس، وموقعهم للأسف يقع على عاتق التاريخ ، لقد أصبح أكثر من مجرد نوع، والواقع المشهود، و المستقبل المتوقع ،ولا شك أن تخلف البلاد في مختلف المجالات جعلها ضحية ما يسمى بالغزو الفكري والثقافي، إن هذه التحديات التي تواجه تنظيم الدولة الإسلامية تتطلب منا بذل كل جهد ممكن لاستعادته تحت قيادتنا، بما في ذلك تجديد خطابنا الديني.
مفتاح تجديد الخطاب الديني الإسلامي:
وذلك للتعرف على الإسلام وفهمه من مصادره النقية، بعيداً عن تحريفات المتطرفين وتشخيص الأكاذيب وتأويلات الجاهلين، وفهمه بعقلانية ودون شوائب.
إننا بحاجة ماسة إلى من يستطيع تقديم الفكر الإسلامي بشكل جيد، وصياغته بشكل جيد، وتنقية الفكر من الخرافة، والإيمان من الشرك، والعبادة من البدع والأهواء، والأخلاق من الفساد والانحلال ،رجل يحتضن كل الابتكارات المشروعة، ويجمع بين القديم والخير والجديد، ويشجع على الإنفتاح على العالم دون الدفن فيه، منهجهم هو اتساق الأهداف، ومرونة الوسائل، والإبتكار في فهم المبادئ، وسهولة الصناعة.
إن أمتنا الإسلامية اليوم بحاجة إلى من يجدد إيمانها، ويحدد شخصيتها، ويعمل بجد لإنتاج جيل إسلامي يفعل في عالم اليوم ما فعله الجيل الأول في صدر الإسلام.
الفكر الإسلامي:
إنه الفكر الوحيد الذي يمتلك القدرة الإبداعية على الإحياء والنشاط والتجديد، وتتناسب هذه الفكرة بشكل مباشر مع قوة الدولة الإسلامية وسيادتها، وعندما تنتصر الأمة وتحت سيطرتها يكون الفكر الإسلامي أصيلاً لا يقبل الباطل أو الركود أو الإختلاط بغيره، فعندما تضعف الدولة وتهزم، يصبح الفكر الإسلامي تارة جرداء وركوداً، وتارة يصبح تابعاً متفككاً.
ولابد أن يتصف المجدد ببعض الصفات منها مثل أن يكون عالمًا مجتهدًا، وأن يكون قدوة حسنة، وأن يكون عادلًا وحسن التصرف، وألا يكون مبتدعاً في دين الله، وأن يكون له تأثير واضح على الناس، وأن يكون ذا خبرة في ظروف عصره.
وأهم أسباب ضرورة تجديد الخطاب الديني الإسلامي :
1- التطور المستمر في الحياة.
2- تلبية احتياجات الإنسان.
3- حل المشكلات وإيجاد البدائل.
4- الضعف العام للدولة الإسلامية.
5- مواجهة خطر العولمة.
أهم مجالات تجديد الخطاب الديني الإسلامي :
1- تجديد منهج العقيدة الإسلامية، وتنقيتها من كل الإضافات الإنسانية المتراكمة، والاعتماد في إثباتها منهج القرآن الكريم والسنة النبوية، وربط قضاياها بأفعال الإنسان، مع مراعاة ما يلي: وأوضح آثارها على النفس، ودحض الشكوك التي أثيرت حوله، ودحضها علميا بلغة العصر.
2- تجديد علوم الشريعة الإسلامية ،ويشمل ذلك فتح أبواب الإجتهاد لإيجاد حلول إسلامية للمشكلات الجديدة والناشئة التي أحدثتها الثورة الصناعية وتطور العلوم في مختلف مجالات الحياة، حتى لا تكون هناك خلافات أو صراعات مطلوبة ، كما أن تجديد الفقه الإسلامي يتطلب التحرر من التعصب الطائفي. والتوجه إلى الاستفادة من آراء جميع المذاهب، دون التعصب لمذهب معين، واختيار ما يتوافق مع روح الشريعة ومصالح الشعب والوطن.
3- تجديد التفسير بالقضاء على النزعات الطائفية وآراءها الخاطئة المنحرفة عن التفاسير القرآنية والتركيز على هدي القرآن ومنهجه الإصلاحي الذي يخرج الإنسانية من الظلمات إلى النور، إن تجديد علم التفسير يتطلب جمع الآيات المتعلقة بموضوع واحد حسب ترتيب الوحي، بجانب السنن أو الروايات التي تناولت ذلك الموضوع بهدف استخراج المعنى المقصود من الكتاب المقدس.
4- لتجديد علم التصوف الإسلامي لا بد من خلال البحث التخلي عن الخرافات والأساطير التي تحتل مكانة كبيرة في كتب الصوفية، وتطالب بغياب العقل، وتتعارض مع قوانين سببية الكون، وسيقوم بمراجعة الكتب الصوفية المنتشرة والمتداولة في العديد من دول العالم الإسلامي، والقضاء على الأحاديث الوهمية والتركيز على الجوانب الأخلاقية والتربوية.