مقالات

البرامج التي تقدمها الأمم المتحدة للشباب

البرامج التي تقدمها الأمم المتحدة للشباب

كتبت / سلمي محمد

إن الأمم المتحدة أدركت منذ فترة طويلة أن طموح الشباب وطاقتهم الحيوية تمثل وقوداً لاستمرار تطور المجتمعات التي يعيشون فيها. واعترفت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بهذا في عام 1965 عندما أقرت إعلان تعزيز المثل العليا للسلام بين الشباب والاحترام المتبادل والتفاهم بين الشعوب.

إن الأمم المتحدة تجد نفسها في وضع فريد يمكنهّا من العمل لتوفير الحماية والدعم اللازم للشباب واعطائهم منصة للمطالبة بتلبية احتياجاتهم.

ويعمل برنامج الأمم المتحدة للشباب، التابع لإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية (DESA)، كجهة محورية لإعلاء صوت الشباب في الأمم المتحدة وزيادة الوعي بالوضع العالمي للشباب؛ وذلك لتعزز حقوقهم ودعم تطلعاتهم من خلال زيادة مشاركتهم في صنع القرار.

وتقوم إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بتنسيق مشاركة مندوبي الشباب في فعاليات الجمعية العامة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي، حيث تعمل مع الحكومات على إشراك الشباب بانتظام من ضمن الوفود الرسمية.

ويركز برنامج الشباب على العمل المشترك لمنظومة الأمم المتحدة بشأن قضايا التوظيف وريادة الأعمال والإدماج السياسي والمشاركة المدنية وحماية الحقوق والتعليم والصحة.

الشباب وأهداف التنمية المستدامة

يتمثل أحد المبادئ الأساسية لخطة عام 2030 في التأكيد على أنه “لن يتخلف أحد عن تحقيق أهداف التنمية”، وأن هذه الأهداف وُضعت لجميع الشعوب في كل الدول ومن كل الفئات العمرية وللمجتمعات قاطبة.

تستلزم الصبغة العالمية لهذه الخطة لعام 2030 مراعاة دور الشباب في جميع الأهداف والغايات. وقد أتى ذكر الشباب بالتحديد في أربعة مجالات هي:

توظيف الشباب للقضاء على البطالة ، وحالة الفتيات المراهقات والتعليم والرياضة من أجل السلام. وبالإضافة إلى ذلك يتم التطرق إلى الشباب كونهم وكلاء للتغيير مكلفين بتسخير إمكاناتهم لضمان عالم يتناسب مع تطلعات الأجيال القادمة.

كما يوجد العديد من الأهداف للتنمية المستدامة للشباب ومنها:

جودة التعليم

التعليم حق أساسي للشباب في كل مكان. ويدعو هذا الهدف إلى توفير فرص التعليم الشامل والجيد، وتعزيز فرص التعلم للجميع. ولتحقيق ذلك، هناك حاجة لبذل جهود متضافرة لضمان حصول الشابات والشبان على تعليم مجاني وجيد وكذلك الوصول لفرص التدريب المهني بشكل منصف وعادل. وتشير أحدث الإحصائيات إلى وجود تباينات عالمية عميقة في مجال التعليم، مما يجعل فرص تحقيق التعليم الثانوي الشامل ضعيفًا بالنسبة للكثيرين، خاصة في الدول الفقيرة.

يعتبر ضمان الوصول إلى تعليم جيد وشامل وعادل أمرًا ضروريًا لإحداث نقلة ناجحة في القوى العاملة وتحقيق هدف الوصول لفرص العمل اللائق لجميع الشباب، ذلك لأن توفير فرص العمل أمر أساسي في مسيرة تحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة. ويجب أن يستكمل هذا الهدف توفير التعليم الابتدائي والثانوي بالإضافة إلي إتاحة فرص التعليم التقني والمهني الميسور التكلفة والذي يوفر للشباب المهارات اللازمة للعمل ولريادة الأعمال.

العمل اللائق والنمو الاقتصادي

يراعي هذا الهدف الدعوة إلى توفير العمل اللائق للشباب. فقد أثبت أن انتشار البطالة ونقص العمالة وضعف جودة العمل أنها قضايا مرهقة للاقتصادات. ومن المرجح وصول اعداد العاطلين عن العمل من الشباب الى ثلاث أضعاف اعداد العاطلين من فئة البالغين، حيث بلغ معدل بطالة الشباب العالمي 13 في المائة في عام 2017. وينخرط العديد من الشباب في أعمال منخفضة الأجر أو اشغال غير مستقرة أو مهنٍ غير رسمية

إن الشباب في الأمم المتحدة بطلق عليهم مسمى “حاملي راية 2030″، لأنهم يلعبون دورًا مهماً ومحوريًا ليس فقط كمستفيدين من إجراءات وسياسات جدول أعمال التنمية، بل أيضاً كشركاء في تنفيذه. يقوم الشباب بتطوير خطة عام 2030 وهم مشاركون في العمليات التي تدعم تنفيذها ومتابعتها ومراجعتها. كما أنه يمثل اعتماد خطة عام 2030 تتويجاً لعملية نقاش مكثفة استمرت ثلاث سنوات لوضع أهداف وغايات محددة.

إن خطة عام 2030 تمثل تتويجًا لعملية مكثفة مدتها ثلاث سنوات وتضم الدول الأعضاء والمجتمع المدني، بما في ذلك منظمات الشباب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى