مقالات

الضوابط الدينية الواجب احترامها بمرحلة الزواج

الضوابط الدينية الواجب احترامها بمرحلة الزواج

كتبت-كريمة عبد الوهاب

يعد أهم شئ يجب أن يهتم به المسلم لإقامة التوازن المنشود داخل كيان المجتمع هو الاهتمام ببناء الأسرة، وذلك باعتبارها الخلية الأساسية لكيان الأمة، يقوى بقوتها يصلح بصلاحها، فما هي ضوابط بناء الأسرة المسلمة؟ وماهي أهمية بناء الأسرة من الأساس ووظائفها وكيف تكون معايير ومقاييس هذا البناء؟ لا يختلف اثنان أن الأسرة تتكون عادة من أب وأم وأبناء، فما هي الشروط التي يجب أن يلتزم بها كلاً الزوجين حين يبحث عن شريك لحياته يكون معه أسرة، تقوم في سداها ولحمتها على مبادئ الإسلام وقيمه، ومما لاشك فيه أن لكل مجتمع طريقة مختلفة في بناء الأسرة، حيث تختلف باختلاف الثقافة والعادات والتقاليد والدين، إلا أننا نجد أن الإسلام أولى تكوين وبناء الأسرة أهمية بالغة؛ لأنها أهمُّ مكوِّنات المجتمع وعليها تُبنى الأُمَّة.

ولقد منّ الله عز وجل علينا بنعمة حيث أن خلق لنا من أنفسنا أزواجا، لنسكن إليها، ولن تكتمل سعادة الإنسان، ولن يختفي قَلَقُه حتى يجد شريك حياته الذي يُناسبه، ويتوافق معه، ويُقاسمه لحظات حياته بما فيها من سعادة أو صعوبات؛ قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾،وهي ضوابط لا بد منها لبناء الأسرة في الإسلام فلقد وضع الإسلام عدة ضوابط لبناء الأسرة ، وقد كتب العديد من الفقهاء والأئمة وذوي الاختصاص في مجال الأسرة والمجتمع عن ضوابط بناء الأسرة، وعن أهمية الأسرة ووظائفها ودورها ورسالتها الإنسانية، ولعل هذه النقاط الثلاث التي سنأتي على شرحها وفقاً لكتابات العديد من المختصين، هي أهم الضوابط لبناء الأسرة في الإسلام: أهم شئ يجب أن يهتم به المسلم لإقامة التوازن المنشود داخل كيان المجتمع هو الاهتمام ببناء الأسرة، وذلك باعتبارها الخلية الأساسية لكيان الأمة، يقوى بقوتها يصلح بصلاحها، فما هي ضوابط بناء الأسرة المسلمة؟ وماهي أهمية بناء الأسرة من الأساس ووظائفها وكيف تكون معايير ومقاييس هذا البناء؟ لا يختلف اثنان أن الأسرة تتكون عادة من أب وأم وأبناء، فما هي الشروط التي يجب أن يلتزم بها كلاً الزوجين حين يبحث عن شريك لحياته يكون معه أسرة، تقوم في سداها ولحمتها على مبادئ الإسلام وقيمه.

ولقد منّ الله عز وجل علينا بنعمة حيث أن خلق لنا من أنفسنا أزواجا، لنسكن إليها، ولن تكتمل سعادة الإنسان، ولن يختفي قَلَقُه حتى يجد شريك حياته الذي يُناسبه، ويتوافق معه، ويُقاسمه لحظات حياته بما فيها من سعادة أو صعوبات؛ قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾،وهي ضوابط لا بد منها لبناء الأسرة في الإسلام فلقد وضع الإسلام عدة ضوابط لبناء الأسرة ، وقد كتب العديد من الفقهاء والأئمة وذوي الاختصاص في مجال الأسرة والمجتمع عن ضوابط بناء الأسرة، وعن أهمية الأسرة ووظائفها ودورها ورسالتها الإنسانية، ولعل هذه النقاط الثلاث التي سنأتي على شرحها وفقاً لكتابات العديد من المختصين، هي أهم الضوابط لبناء الأسرة في الإسلام:

١- الاختيار الصحيح لكل من الزوجين، فالاختيار الصحيح من أهم أسباب نجاح الأسر، وسوء الاختيار يكون سببا لعدم الاستقرار.

 

٢-المعاشرة بالمعروف، قال تعالي: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾، قال بعض المفسرين في تفسير قولِه تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾، قالوا: ليست المعاشرة بالمعروف أن تمنع إيقاع الأذى بها، بل أن تحتمل الأذى عنها.

 

٣-المودة والرحمة، تقوم الأسرة على تحقيق المودة والرحمة لإقامة المجتمع والأفراد المتماسكين ذوي الفضل.

 

اللبنة الأولى في البناء

تعتبر الزوجة هي أهم ركن من أركان الأسرة، فهي المنجبة للأولاد، وعنها يرثون كثيرا من المزايا والصفات، وفي أحضانها تتكون عواطف الطفل وتتربى ملكاته، ويتلقى لغته، ويكتسب كثيرا من تقاليده وعاداته، ويؤمن بدينه، ويتعود السلوك الاجتماعي، لذلك كان التوفيق في اختيار الزوجة أهم عطاء للرجل بعد الإيمان بالله، ولقد وردت كثير من الأحاديث توضح للرجل كيف يختار زوجته، في أهم شركة وهي إعداد الحياة المستقبلة، فحين يقدم الرجل على الزواج بعد أن استوفى شروطه ليعف نفسه، ويبتغي الولد الصالح، يجب ألا يكون هدفه من الزوجة المال وحده، ولا الحسب وحده،ولا الجمال وحده، وإنما ينبغي أن يكون هدفه أولا ذات الدين، فلا يضحي بالدين من أجل شيء آخر، وإنما يضحى بشيء أو بأشياء من أجل الدين.

 

اختيار الزوجة..فاظفر بذات الدين

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك، وتربت يداك معناها: التصقت بالتراب، وهو دعاء بالفقر على من لم يكن الدين من أهدافه، فمع الدين تجمل الحياة وتسعد، لأنها تعيش برضوان الله، متعرضة لنفحاته، طالبة الهداية إلى الصراط المستقيم، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: “فاظفر بذات الدين تَرِبَتْ يداك”.

 

وإذا كان كثير من شبابنا الذين يقدمون على تكوين وبناء الأسر يدفعهم في كثير من الأحيان مال المرأة أو حسبها أو جمالها صارفين النظر عن الدين، فإن ذلك يوضح لنا سبب ما نحن فيه من اضطراب وقلق وعناء وتمزق، وليس بالعسير على من يرقب الظواهر الاجتماعية أن يرصد أن من يتخير امرأة لأجل حسبها فقط فإن الله يجعل ذله على يديها، وأن من يتخير امرأة لأجل مالها فقط فإن الله يجعل فقره على يديها، وأن من يتخير امرأة لأجل نسبها فقط فإن الله يجعل ذله على يدي أهلها، أما الحرص على الجمال وحده، فإنه طريق التردي والانحدار، ومن أجل ذلك يحذرنا رسول الله صلى الله من الجمال الخادع الذي لا تحوطه ولا ترعاه قيم الخلق ووازع الدين.

 

حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أن خير النساء هي “من إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أمرتها أطاعتك، وإذا أقسمت عليها أبرتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك”، لكن مع الأسف فشبابنا قد أصابتهم ظاهرة غريبة وهي بعيدة عن ديننا وأخلاقنا ألا وهي الزواج بالمرأة الأجنبية (غير المسلمة)، وهي التي لا يوجهها في الحياة دين سماوي كريم، ولا أعراف ولا تقاليد وبذلك يحكم المسلم على نفسه وعلى ذريته وعلى دينه ووطنه، فالأبناء لن يكون لهم دين ولا انتماء ولا ولاء والتجربة تثبت أن مثل هذا الزواج ينتج مخلوقات شائهة الفكر، زائفة العقيدة، ومضطربة السلوك.

اختيار الزوج..من ترضون دينه وخلقه

من ناحية أخرى، يجب على ولي المرأة أن يحسن اختيار الزوج، لأن الزوج هو رب الأسرة، وهو الممسك بدفة سفينة الأسرة، فإذا كان ذو خلق ودين طبع الأسرة بطابعه، ووقي نفسه وأهله النار: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا)

والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “من زوج كريمته من فاسق فقد قطع رحمها”،وقال عليه الصلاة والسلام: “إذا خطب أحدكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكون فتنة في الأرض وفساد كبير”.

 

لكننا للأسف نطلق العنان لبناتنا هذه الأيام كي يحسن اختيار أزواجهن مؤملين السعادة ودوام العشرة بعد هذا الاختيار، وهو ما يفسر سبب كثرة قضايا النفقة بالمحاكم وانهيار بناء كثير من الأسر وتشرد العديد من الأطفال الأبرياء، ذلك أن الفتاة إذا لم ترب في بيت مسلم، فقد يجذبها في الشاب قوامه وحسن هندامه و انغماسه في مجون العصر وتُجَنُّ هيامًا بمن عق أبويه، ظنا منها أنها بذلك تضمن حياة سعيدة بعيدة عن تكدير الحموات وأقارب الزوج فيهرب الزوج وتنحرف الزوجة ويعرف الأبناء الطريق إلى الضياع.

 

معايير بناء الأسرة في الإسلام

١-المودة: فالمودة تعني المحبة، والمحبة تؤدي إلى إشباع حاجات ومشاعر صاحبها.

٢- الرحمة: فالرحمة بمعنى الشفقة والرأفة،وهي تؤدي إلى إشباع حاجات الطرف الآخر، وهذا المعنى يؤدي إلى اكتمال البناء النفسي والاجتماعي للأسرة بشكل متوازن.

 

فلماذا يعتني الإسلام بدين المخطوبة؟ ولماذا يؤكد على دين وأخلاق الخاطب؟ والسبب أن صاحبة الدين وصاحب الدين، رقابتهما ذاتية، وهي مراقبة الله عز وجل، وبسبب هذه الرقابة يستشعران ضرورة حُسْن العمل، لأن صاحبه محاسبٌ عليه، وأقوى أنواع الرقابة هي الرقابة الذاتية، وهي أقوى وازع للسلوك الإنساني لعمل الخير؛ كما أنها أقوى رادع له عن مسالك الشر، والمقصود بالدين في مواصفات المخطوبة أو الخاطب هو الدين الصحيح الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم في سُنَّته الصحيحة، وليست تلك المفاهيم الشخصية للأفراد أو تلك العادات الخاطئة التي ينسبها البعض إلى الإسلام.

 

والمقصود بالخُلُق في تلك الوصية النبوية هو كل ما يتخلَّق به الإنسان في تعامُله مع الآخرين طوال حياته في جميع جوانبها، وليس ما يتظاهر به أمام الآخرين، فما هي أهمية بناء الأسرة ؟ الأسرة هي اللبِنة الأساسية في تكوين المجتمع، فمن مجموع الأسرِ يتكون المجتمع، وبالتالِي فإن صلاحها صلاح له، وفسادها إفساد للمجتمع وقد اعتنى الشرع الشريف بالأسرة عناية خاصة، فهى نواة أصلية لهذه الحياة، وصورة مصغرة من مجتمعاتها التى بدونها تنقرض السلالة البشرية وتنتهى الحياة الإنسانية.

 

فما هي المظاهر التي جعلت للأسرة في الإسلام كل هذه الأهمية: تلبية الأسرة لحاجتها الفِطرية، وضرورتها البشرية، والتي تكون موافقة لطبيعةِ الحياةِ الإنسانيةِ، مثلَ: إشباع الحاجاتِ الجسميةِ والمطالب النفسية، والروحية والعاطفية، وتحقيق معان اجتماعية لا يمكن أن تتحقق إلا مِن خلالِ الأسرة، مثل: حفظ الأنساب، والمحافظة على المجتمعِ سليما من الآفات والأمراض النفسية والجسمية وتحقيق معنى التكافل الاجتماعي.

 

ويغرس الإسلام الفضائل الخُلقية والخلال الحميدة في الفرد والمجتمعِ، لذا أسّس القرآن الكريم الأسرة على أسسٍ ثابتة أهمها: أن أصل الخَلق واحد، وأن الرجل والمرأة من منشأ واحد، قال اللهُ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ وتقوم الأسرة على العدالة والمساواة لكل فرد من أفرادها بما له من حقوق، وما عليهِ مِن واجباتٍ، قال اللهُ تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ وتتنوع تلك الوظائف تنوعًا يشمل جوانب الإنسان، فمن الناحية البيولوجية تعتبر الأسرة الملاذ المباشر لتوفير الرعاية البدنية والصحية والمسكن والغذاء لأفرادها، وتبرز أهمية الأسرة من قيامها بوظيفة ذات أهمية كبرى وهى الوظيفة التربوية، سواء كان ذلك دينيًّا، أو علميًّا، أو جسميًّا، أو خُلُقيًّا، ويكون ذلك من خلال التنشئة على القيم الصحيحة، والأخلاق الرفيعة، والعادات والتقاليد النافعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى