كتبت: بسنت الغباري
تكيسات المبايض من الحالات الشائعة، وفي الغالب لا تشعر المرأة إلا بقليل من الإنزعاج، ولا تسبب تلك التكيُّسات أي ضرر وتختفي معظمها دون علاج في غضون بضعة أشهر، لكن أحيانًا يمكن أن تعرض التكيسات للالتواء أو التمزُّق، ويمكن أن يُسبب ذلك حدوث أعراض خطيرة.
ما هو تكيس المبايض؟
هي أكياس مملوءة عادة بالسائل في أحد المبيضين أو على سطحه، وللمرأة مبيضان: واحد منهُما على كل جانب من جانبي الرحم، ويأخذ كل مبيض شكل ثمرة اللوزة وحجمها تقريبًا، وتنمو وتنضج البويضات في المبيض، وتُطلق في الدورات الشهرية خلال سنوات القابلية للإنجاب.
ويعد أكثر الاضطرابات شيوعاً بين النساء والفتيات في سن المراهقة والإنجاب، وتظهر عند الكشف عنها باستخدام الموجات فوق الصوتية على شكل تغير في طبيعة نمو البصيلات التي تتطور فيها البويضات، وتشكل جزءاً من الهيكل التشريحي والوظيفي للمبيض.
هل تكيس المبايض يمنع الحمل؟
لا يسبب في الغالب اضطراب في التبويض، وبالتالي لا يسبب صعوبات أو مشاكل في الحمل في معظم الحالات، ولكن يعتمد ذلك أيضاً على شدة تكيسات المبيض وحجمها.
هل يوجد اختلاف بين تكيس المبايض ومتلازمة تكيس المبايض؟
على الرغم من التشابه بين مسمى الحالتين إلا أن مخاطر ومضاعفات كل منهما تختلف في الأعراض وطرق العلاج.
تكيس المبايض:
أكثر شيوعاً، حيث تتنتشر بنسبة 33% لدى النساء في سن الإنجاب، وهو اضطراب في تطور بصيلات المبيض، وقد يعتبر في بعض الحالات أحد أشكال المبيض الطبيعية دون التسبب بأي مشاكل صحية، تكون أعراضه أقل حدة، كما يمكن أن لا تسبب أي أعراض مرضية.
متلازمة تكيس المبايض:
أقل شيوعاً، حيث تنتشر 12-18% لدى النساء في سن الإنجاب، وهو اضطراب هرموني يرتبط بخلل في عملية التمثيل الغذائي وعدم انتظام في مستويات الهرمونات الذكورية والأنثوية، مثل التستوستيرون والأستروجين، وتكون أعراضه أكثر شدة، ومنها تأخر الدورة الشهرية، وحب الشباب، وزيادة الشعر في الوجه والجسم، ومشاكل في الحمل.
أسباب تكيس المبايض:
تعد الأسباب غير واضحة تماماً، إلا أن هناك بعض العوامل التي يكون لها دور في زيادة احتمالية الإصابة بهذا الاضطراب، ومن هذه العوامل:
١-السمنة.
٢-التاريخ العائلي.
٣-مقاومة الأنسولين.
٤- الإلتهاب في الجسم، والذي قد يزيد من مقاومة الأنسولين.
أعراض تكيس المبايض:
يمكن أن لا يسبب أي أعراض، وفي حال ظهرت بعض الأعراض فإنها غالباً تبدأ في سن المراهقة أو في بداية عمر العشرين، وقد تختلف طبيعة الأعراض ما بين النساء، كما تختلف شدة الأعراض باختلاف درجات تكيس المبايض أو في حال تزامن التكيس مع وجود كيس على المبيض، إذ هناك حالات خفيفة من تكيس المبايض وهناك حالات شديدة، وقد تتشابه أعراض تكيسات المبيض الشديدة مع أعراض متلازمة المبيض المتعدد الكيسات.
تشمل الأعراض المحتملة ما يلي:
١- عدم انتظام الدورة الشهرية أو ندرة الطمث.
٢- زيادة الوزن.
٣- تساقط شعر الرأس.
٤- زيادة إفرازات دهون البشرة أو حب الشباب.
٥- نمو الشعر الزائد على الوجه، أو الصدر، أو الظهر، أو الأرداف، وهي حالة تسمى الشعرانية.
٦- صعوبة في الحمل أو عدم انتظام الإباضة.
مضاعفات تكيس المبيض:
ليست من الحالات الشائعة، ولكنها تتسبب في حدوث مضاعفات لدى المصابات بها، تشمل المضاعفات ما يلي:
١- التواء المبيض:
قد يتحرك المبيض من مكانه بسبب التكيُّسات الكبيرة، ويؤدي ذلك إلى زيادة احتمال التعرّض لالتواء المبيض المصحوب بألم، وفي حالة حدوث ذلك، قد تعانين من ألم مفاجئ وشديد في الحوض وغثيان وقيء، كما يمكن أن يؤدي إلى تقليل تدفق الدم إلى المبيض أو توقفه تمامًا.
٢-تمزُّق التكيُّسات:
يمكن أن يسبب انفجار التكيُّس ألمًا شديدًا ونزيفًا داخل الحوض، وكلما ازداد حجم التكيُّس، أزداد احتمال تمزُّقه، ويزيد النشاط القوي الذي يؤثر على الحوض من خطر التعرض لتمزُّق التكيُّس أيضًا، مثل الجنس المهبلي.
عوامل الخطر الإصابة بالمرض:
١- المشكلات الهرمونية، تشمل هذه المشكلات أدوية الخصوبة التي تساعد على التبويض، مثل الكلوميفين أو الليتروزول.
٢- الحمل، يظل الجريب الذي تكوَّن أثناء التبويض موجودًا أحيانًا في المِبيَض خلال فترة الحمل، وقد يزداد حجمه في بعض الحالات.
٣- انتباذ بطانة الرحم، يمكن أن تلتصق بعض الأنسجة بالمبيض وتكوِّن كيسًا.
٤- العدوى الشديدة في الحوض في حال انتشار العدوى ووصولها إلى الـمبيضين، يمكن أن تُسبب تكوُّن التكيسات.
٥- تكيسات المبيض السابقة، إذا كان تكوَّن لديكِ كيس على المبيض من قبل، فسيزداد احتمال تكوُّن المزيد من الأكياس.
علاج تكيس المبايض:
يعتمد العلاج على الأعراض والمشاكل الصحية التي نتجت بسببه، وتشمل مايلي:
١- الحمية الغذائية، وذلك للسيطرة على الوزن ومؤشر كتلة جسم صحي وعلاج مشكلة السمنة في حال وجودها.
٢- الأدوية الهرمونية في حالات عدم التوازن الهرموني.
٣- الأدوية التي تقلل من مقاومة الأنسولين.
٤- التدخل الجراحي للتخلص من التكيسات الجريبية في جدار المبيض والتي قد تؤثر على عملية الإباضة، ويمكن التخلص منها أحياناً باستخدام الليزر.
من الأدوية التي تستخدم في علاج كل من تكيسات المبيض ومتلازمة تكيس المبايض، لكن لابد من استشارة طبيب وعدم تناول أي أدوية من تلقاء نفسك دون إشراف:
Metformin.
Clomiphene Citrate.
Spironolactone.
Eflornithine.
العلاج بالأعشاب:
تميل العديد من النساء إلى استخدام الأعشاب في علاج تكيسات المبايض، ولكن لم تثبت الدراسات وجود أعشاب معينة تحقق العلاج والشفاء، ولكن قد تساعد بعض الأعشاب في السيطرة على بعض الأعراض.
من الأعشاب التي اشتهر استخدامها في العلاج عشبة البردقوش، حيث تشمل الآثار المفيدة لنبات البردقوش ما يلي:
١-تحسين حساسية الأنسولين.
٢-المساهمة في استعادة توازن الهرمونات.
٣-تحفيز تدفق الدورة الشهرية، وبالتالي يساعد في تنظيم الطمث.
٤-تقليل الالتهاب وتحسين صحة الجهاز الهضمي.
يوصى قبل التوجه إلى العلاج بالبردقوش استشارة الطبيب أو الصيدلاني.
نصائح للتعايش مع تكيس المبايض:
توصى المصابات بتكيسات المبيض باتباع بعض الإرشادات التالية:
١- ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.
٢- اتباع نظام غذائي صحي غني بالخضراوات، والفاكهة، والحبوب الكاملة.
٣- التوقف عن التدخين.
لحماية صحتكِ، يجب إجراء فحوص الحوض بانتظام ومعرفة الأعراض التي يمكن أن تشير إلى وجود مشكلات خطيرة محتملة.