المرأة والحياة

معاناة المرأة الفلسطينية في ظل الحروب

معاناة المرأة الفلسطينية في ظل الحروب

كتبت : منار السيد

الحروب دائماً ما تؤثر على الرجال ، النساء ، الأطفال ، والشيوخ ولكن النساء والأطفال أكثر ضعفاً من تحمل ويلات الحرب من قتل ، أسر ، فقد ، ضياع ، تشريد ، وفقر ، فالحروب تؤثر على المرأة الفلسطينية بصورة مباشرة أو غير مباشرة من خلال الآثار السلبية التي تتركها في ذهن المرأة بسبب صعوبة المشاهد التي تتعرض لها ، فتجد صعوبة في الصمود وهي التي تقدم الدعم الدائم لمن حولها ، وفيما يلي سنعرض بعض من معاناة المرأة الفلسطينية في ظل الحروب :

تعاني المرأة الفلسطينية من العنف والانتهاكات على يد الإحتلال ، فقد تعرضت المرأة الفلسطينية للكثير من أشكال العنف على يد الإحتلال الإسرائيلي ، فقد تم أسر 17000 إمرأة فلسطينية في عام 1967 ، وأثناء الانتفاضة الأولى تم اعتقال 3000 امرأة فلسطينية ، وفي الانتفاضة الثانية 1000 امرأة ، وفي عام 2019 تم اعتقال 230 طفلة و 40 إمرأة ، وفي عام 2021 تم اعتقال 35 امرأة ، وفي عام 2023 بلغ عدد الشهيدات 4300 ومازالت الإبادة مستمرة .
الأسيرات يتعرضن للعنف بمختلف أنواعه ، الاحتلال الإسرائيلي يعرض حياتهن للخطر بسبب الإهمال الطبي والعزل الإنفرادي والتعذيب والعديد من العقوبات التي يتعرضن إليها .
مُنعت من التعليم لعدم توفر الاستقرار الأمني تجد المرأة صعوبة في الخروج من البيت بسبب الشعور بعدم الأمان في فلسطين بسبب بطش قوات الاحتلال الإسرائيلي والحزن على استشهاد أطفالهن .
تعاني أيضاً المرأة الفلسطينية من نقص في الخدمات الصحية ، ومع استمرار الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة أكثر من شهرين وقطع الكهرباء ومنع وصول الإمدادات إلى المستشفيات وتعطيل المعدات الطبية وانهيار النظام الصحي مما يشكل خطراً على أكثر من 150 ألف إمرأة حامل ، وتعرض البعض للإجهاض ووفاة أثناء الولادة ، هُدمت الكثير من البيوت أصبحت النساء بلا مأوى ، بالإضافة إلى كارثة إنهيار البنية التحتية .

للمرأة الفلسطينية دور لا يُنكر في النضال الوطني ضد الإحتلال الإسرائيلي حتى في ظل الحروب والمعاناة التي فُرضت عليها ، فلم يمنعها العنف من المقاومة ضد الإحتلال ، فقد قامت المرأة الفلسطينية بالمشاركة في الاحتجاج لإدانة زيارة وزير الخارجية البريطاني أرتر بلفور إلى المسجد الأقصى عام 1925 وكان هذا التحرك مؤثر ، فقد ازدهر النشاط السياسي للمرأة الفلسطينية بعد هذا الحدث وعُقد الكثير من المؤتمرات النسائية منها مؤتمر نسائي فلسطيني في القدس ( أول مؤتمر ) وتم من خلال هذا المؤتمر إنشاء اللجنة التنفيذية لجمعية السيدات العربية في عام 1929 ، وأيضاً تم إنشاء الإتحاد النسائي العربي ، وفي عام 1964 تم إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية ، وفي عام 1965 تم إنشاء الإتحاد العام للمرأة الفلسطينية ، وقد ساعدت هذه المؤسسات في فتح الباب للمرأة الفلسطينية في المساهمة والمشاركة في النضال ضد الإحتلال الإسرائيلي . ساعدت أيضاً المرأة الفلسطينية العديد من الأبطال على الهروب من جنود الاحتلال وحمايتهم من الإعتقال حيث قامت بتوفير كمائن لهم داخل البيوت أثناء الانتفاضة .
كما قامت المرأة الفلسطينية أيضاً بالتصدي لهجمات الشرطة الاسرائيلية على المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح ، وقامت بالمشاركة في المظاهرات ، واتخذت وسائل التواصل الاجتماعي أداة لمشاركة معاناة المدنيين في تلك الفترة ، فهي تحاول دائماً منع العنف ليس ضد المرأة فقط ولكن العنف ضد المجتمع بأكمله ، فمازالت المرأة الفلسطينية تقدم الكثير من التضحيات دفاعاً عن قضية وطنها ، لذا فمن الضروري أن يلتزم المجتمع الدولي بالاتفاقيات والالتزامات ومحاكمة المسئولين عن الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي خاصة اتفاقية جنيف الرابعة واتخاذ قرارات لحماية المرأة من العنف حتى في أوقات الحرب ، وفضح الجرائم الإسرائيلية .

بالرغم من مشاهد العنف وحالات الفقد إلا أن المرأة في فلسطين مازالت صامدة قوية ، لن يتمكن الاحتلال من قهرها ، تحتضن ما تبقى من الأطفال وتتمسك ببقايا الأحلام واهبة عمرها للأمل .

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى