كتب: محمد أحمد
أكدت الخبيرة التربوية نفسية زكريا، أن الحياة المتوازنة الناجحة للفرد لا تدرك إلا بالعقل الصحيح وإمارة صحة العقل إختيار الأمور بالبصر والبصيرة والتدقيق والتمحيص، وتربية النشء مثلها مثل الحبة المدفونة في الأرض لا تشق الأرض بزهرتها و نضارتها إلا بمعونة الماء الذي ينفذ إليها فلابد لازدهار العقول و تنمية النشأ تنمية سليمة من التعلم بأساليبه المختلفة والمتناسبة من الطفولة إلى النضج و لا سيما إن كان التعلم يتم وسط أسرة متماسكة صالحة.
وأضافت نفيسة زكريا، ولإحياء العقل وسائل نحرص عليها، أولها الطاعة و الإستماع إلى النصح الذي يجب أن يكون هينًا لينا حتى يكون سهل التقبل من جهة المتلقي، و أيضًا القدوة الحسنة في الأقوال و الأفعال من جهة الوالدين و المحيطين بهم، و بث الإعتماد على النفس و الإستفادة من التجارب اليومية التي يمر بها الطفل و التواصل المستمر للاجابة المناسبة على أسئلة النشء في كل المراحل العمرية، على أن تكون هذه الإجابات عن علم و معرفة و توصيلها بطريقة تتناسب مع شخصية كل طفل.
تجنب العادات السيئة و الكذب المقصود و غير المقصود، فعلى أطفالنا فهو جيل ذكي وواعي البعد و يجب على الوالدين البعد عن التجهم و العبوس في وجوه الأطفال فليست الحياة كلها غضبًا و سخطًا، فيجب استبدال ذلك بالحنان و العناية و الابتسامات الحانية المتفائلة، فالطفل كالكاميرا يلتقط الصور و يخزنها فتنعكس على تصرفاته في حياته العمرية، كذلك يجب الإهتمام بانفتاح الأطفال على الطبيعة و التعلم من خلالها فهذا يأتي بنتائج إيجابية جميلة ثم ننتقل إلى تلقين الطفل من خلال الأسرة و المدرسة القيم الأخلاقية العليا مع التكرار و ضرب الأمثال التوضيحية خاصة صفة الصدق، و تعليم الطفل مصارحة الآباء بأي حدث يقلقه سواء كان متعلقاً بالدراسة أو الصداقة و مساعدته على اجتياز مثل هذه المواقف حتى يكتسب الخبرة اللازمة، و أن يحب لغيره ما يحب لنفسه مع المحافظة على ممتلكات الغير و الأدب في الحديث مع الكبار و مساعدة الصغار والعطف عليهم و ملاحظ في هذا الجيل أن عددًا كبيرًا من الأسر، وخاصة التي أوسع الله لها في الرزق تطلب العنان لأولادها في صرف مبالغ كبيرة و متتالية في هذا الزمن الذي نسميه زمن الغلاء، و هذه الأمور دقيقة جدًا فالمنع ليس القصد و لكن المقصود هو العقلانية في التصرف فالحياة تتقلب و تتغير من حال إلى حال، وإذا وصل هذا المفهوم إلى أبنائنا و تجملوا بالرزانة و حسن التقدير فإنهم يستطيعون التكيف مع مجتمعهم و البعد تمامًا عن الكبر و الغرور و الألفاظ النابية التي انتشرت في هذا المجتمع ووصلت إلى مدارسنا بكافة أنواعها تشجيع النشء على ممارسة الرياضة في أماكن موثوقه بسمعتها و مدربين محترفين، و للطفل حرية اختيار نوع الرياضة التي يفضلها فالعقل السليم في الجسم السليم و على الوالدين تعليم الطفل آداب الحديث و آداب الطعام و أن لا ينكب على الوجبات المدمرة للصحة مثل الوجبات السريعة لأن المقصود منها إضعاف صحة النشأ لانها تحتوي على كميات كبيرة من المواد المسرطنة و الزيوت المهدرجة، تشجيع الأطفال على القراءة و زيارة معارض الكتاب و اختيار الكتب بنفسهم و الاطلاع عليها بانفسهم أو بمشاركة الآباء.