التحديات والفرص في عصر الذكاء الاصطناعي
التحديات والفرص في عصر الذكاء الاصطناعي
كتبت: إيمان قاسم
أصبحنا نعيش في عصر التطورالتكنولوجي، والذي أضفى على الحياة نوعًا من السهولة، وذلل الصعاب، وعلى مر التاريخ يحاول العلماء اختراع روبوت يفكر ويتصرف كالإنسان ظنًا منهم أنه سيساهم في تغيير وتطوير العالم إلى التقدم والازدهار.
تعريف الذكاء الاصطناعي
يعد الذكاء الاصطناعي مصطلح شامل للتطبيقات التي تؤدي مهام معقدة، كانت تقوم في وقت سابق على التدخل البشر مثل التواصل مع العملاء على الانترنت وإنشاء صور ونصوص واتخاذ القرارات بناءً على مدخلات البيانات، ويندرج ضمن مجال علوم الكمبيوتر المخصص لحل المشكلات المعرفية المرتبطة بالذكاء البشري.
وتتعدد مزايا الذكاء الاصطناعي ففي العمل يمكنه من التخفيف من أعباء العمل على الموظفين القيام بالأعمال طوال الأيام دون انخفاض في معدلات الأداء وضمان القيام بالأعمال اليدوية بدون وجود أخطاء، على النقيض من العنصر البشري فإن العمل لساعات طويلة تؤثر بالسلب على صحته الجسمانية والعقلية.
ويستطيع الذكاء الاصطناعي حل المشكلات بمعدل ذكاء يشبه ذكاء البشر، بالإضافة إلى معالجة المعلومات على نطاق واسع بواسطة الأنماط وتحديد المعلومات، كما يساعد على كشف الاحتيال والتشخيص الطبي وتحليلات الأعمال.
كما يعمل على تحليل البيانات بصورة أسرع من العنصر البشري مما يساهم في اتخاذ قرارات أكثر ذكاء من البشر، فضلًا عن إمكانية تقديم مقترحات حول أفضل مسار للعمل في المستقبل.
فرص الذكاء الاصطناعي
لا ريب أن الثورة التكنولوجية التي نشهدها في الوقت الحالي أحدثت تغيرات جذرية في التدريب والتطوير المهني، فعندما ظهر الذكاء الاصطناعي اندثرت الأساليب التقليدية في التدريب، وباتت تعتمد على التعلم الآلي وتحليل البيانات، وقد اتضح دوره بصورة جلية في تحديد الفجوات المعرفية بدقة، وتقديم تدريب موجه وفقًا للمهارات الفردية، وتجلى تأثيره على التدريب في:
التخصيص: بإمكان الذكاء الاصطناعي تخصيص برامج تدريب لتناسب احتياجات كل متدرب، وذلك عن طريق تحليل البيانات المتعلقة بأدائهم، مما يترتب عليه تعزيز الفعالية وتقليل الوقت المطلوب للتدريب.
التعلم المستمر: أضفى الذكاء الاصطناعي على التعلم صفة الاستمرارية، وبات بإمكان المتدرب التعلم الذاتي في كل وقت ومكان، فضلًا عن تمكينه من تطوير مهاراته.
تقييم ومتابعة الأداء: تساعد أنظمة الذكاء الاصطناعي على تقييم أداء المتدربين بدقة، وذلك من خلال استخدام تقنيات التعرف على الأنماط وتحليل البيانات، مما يتيح للمتدربين متابعة التطور وتقديم تغذية مبنية على بيانات دقيقة.
توفير الوقت والموارد: عن طريق الذكاء الاصطناعي يمكن تنفيذ العديد من المهام بكفاءة؛ بالتالي يوفر الوقت والجهد وينصب جل اهتمام العنصر البشري على التوجيه الشخصي وتقديم الدعم العاطفي.
تحديات الذكاء الاصطناعي
فعلى الرغم من المزايا التي يقدمها الذكاء الاصطناعي إلا أنه يحمل في طياته تحديات ومخاطر نستعرض منها:
في مجال العمل تتوالى تأكيدات معارضون الذكاء الاصطناعي حول تسببه في اندثار الوظائف والاستثناء عن العنصر البشري، وقد اتجهت شركة OpenAl إلى الاستغناء عن بعض موظفيها بدعوى أن الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يحل محله.
بينما يرى مؤيدو الذكاء الاصطناعي أنه يمكن استخدامه في تسريع أداء العاملين وتطوير العمل، مؤكدين أن دوره في مجال العمل تعاونيًا حيث يستطيع خلق العديد من الوظائف، ولكن هذا يضع الموارد البشرية أمام تحدي وهو تأهيل الشباب من حيث التعليم والتدريب الالتحاق بفرص العمل في ظل التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي.
وفي المجال العام، فقد تجلى تأثير chatgpt حيث أصبح بإمكانه كتابة المقالات واتجه بعض الأدباء إلى الاستعانة به في كتابة القصص، منا ينذر بقتل الإبداع والتفرد لدى الإنسان، وفي مجال الصحة اتجه العديد من الأشخاص إلى أخذ المشورة الطبية من المعلومات المخزنة على chatgpt، وقد أثبتت التجارب أن العديد من الإجابات التي يقدمها إما غير كافية أو غير دقيقة وتتسبب في ضرر للإنسان.
وتتضح مخاطر الذكاء الاصطناعي على الأمن القومي حيث يمكن لأي خلل نتيجة لعملية صنع القرار المؤتمته أن يؤدي إلى أخطاء ذات كلفة عالية ووفيات، وقد تصل إلى حروب وذلك بسبب خلل في أنظمة الدفاع النووي المؤتمتة، فضلًا عن أنه يمكن أن يتسبب في هجوم إلكتروني في مجال المراقبة أو الأمن الإلكتروني في حالة ضعف البيانات المغذية، وقد يتيح للخصوم تعلم كيفية تغذية نظام المراقبة بمعلومات مضللة؛ فيخلقون عميل مزدوج بشكل سري بدون قصد.
ويعد الأمن الإلكتروني مجال خصب لمواطن ضعف الذكاء الاصطناعي حيث يمكن التلاعب بالمعلومات، لذا فإن الأدوات الاصطناعية تشكل تهديدًا ينجم عنه ما يسمى ب “حرب المعلومات”.