كتبت: بسنت الغباري
فكر في آخر مرة سمعت فيها أحدهم يقول، لست بحاجة إلى التحدث إلى معالج، أنا لست مجنونًا، أو هل أنت مجنون؟ لماذا تفعل ذلك؟ كلاهما مثالان على وصمة العار المحيطة بالصحة العقلية.
بالرغم من التقبل الكبير والفهم الذي شهده ميدان الأمراض العقلية خلال السنوات الأخيرة إلا أن الشعور بالوصمة أثر الإصابة بمرض عقلي لا يزال مُلازماً للمريض نتيجة لقصور إدراك المجتمع فيما يتعلق بالأمراض العقلية، ويؤدي بالمريض إلى عدم الإعتراف بمرضه وتأخره في طلب العلاج وقد يدفع بمحيطه الإجتماعي إلى الانفضاض من حوله.
أنواع وصمة العار:
١- وصمة العار الإجتماعية: المواقف المتحيزة والسلوكيات التمييزية التي توجهها مجموعة من الناس نحو المرض النفسي.
٢- وصمة العار الذاتية: عندما يتفق الأشخاص المصابون بأمراض عقلية مع الصور النمطية المحيطة بالمرض العقلي ويطبقون تلك المعتقدات السلبية على أنفسهم.
خطوات يمكن إتباعها للتعامل مع الوصمة للأمراض العقلية:
١- تذكر المريض بأنه ليس الشخص الوحيد الذي يعاني من مرض عقلي.
٢- طلب المساعدة.
٣- التفاؤل والتذكر بأن العلاج مفيد دوماً.
٤- تقديم الدعم الأسري اللازم في حال سعي المريض للحصول على المساعدة.
٥- المشاركة الفعالة في تنفيذ خطة المعالجة.
٦- البقاء نشطاً والتواصل مع الأشخاص الذين يقدمون الدعم للمريض.
طرق فعالة لإحداث تغيير لدى شخص يعاني من مرض عقلي؟
١- الإطلاع على الحقائق المتعلقة بالصحة العقلية وتبادُلها مع الآخرين خاصة في حال سماع أو قراءة معلومة غير صحيحة.
٢- المساهمة بشكل فعال ضمن فريق المعالجة وإعلام الطبيب بحقيقة ما يشعر به المريض.
٣- البحث عن منظمات دعم الأشخاص المصابين بأمراض عقلية والمشاركة في الأنشطة الإجتماعية المحلية.
٤- التعامل مع الشخص المصاب بمرض عقلي باحترام والحفاظ على كرامته.
٥- احترام حقوق الشخص المصاب بمرض عقلي والتعامل معه دون أي تمييز.
ويُلفت الإنتباه للمريض إلى أن القرار يعود له في إخبار من يرغب حول ما يعاني منه أو ما يريد للأشخاص الآخرين معرفته، ومن المهم بالنسبة للمريض أن يتقبل التشخيص المرضي، فبهذه الطريقة يصبح المريض مستعدًا ليكون عضواً فاعلاً في قرارات علاجه، فالتكتم قد يزيد من عزلة المريض فيما قد يفتح الدعم الأسري والطبي عالماً من التغيير أمام عينيه، كما عليه أن يتذكر دوماً بأن هناك أملاً في تحقيق الشفاء وكما يفيد المريض أن تفهم أسرته المرض الذي يعاني منه، فكلما كانوا على دراية بحالته كلما زادت مقدرتهم على مساعدته، وإن الشعور بالوصمة الإجتماعية ينجم عن عدم فهم الأمراض العقلية، وإن توعية المجتمع بهذه الحقائق يمكن أن يكون أمراً مفيداً للغاية.