الطاقة الشمسية ودورها في تحقيق التنمية المستدامة في الدول العربية
الطاقة الشمسية ودورها في تحقيق التنمية المستدامة في الدول العربية
كتبت : نورا اشرف
تواجه البلدان العربية العديد من المشكلات في مجال الطاقة , والذي تعد هي عصب التنمية الاجتماعية والاقتصادية في الحاضر و المستقبل , لذلك تسعى البلدان في توفير احتياجاتها من مصادر الطاقة , لذا يجب وجود خطة استراتيجية تضمن الاستغلال الاحسن لموارد الطاقة , والتقليل من استخدام الطاقة التقليدية ( البترول – غاز الطبيعي ) لإنتاج الطاقة , ونظراً الى ارتفاع اسعارها المتزايد والذي لم يكون المواطن قادر علي تكلفتها , لذلك بدأت البلدان في التركيز على الطاقة المتجددة و النظيفة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة المائية .
استهلاك العالم للطاقة الشمسية
يسجل العالم ارتفاع مستمر في معدل استهلاك الفرد للطاقة النظيفة ( الطاقة الشمسية ) في عدة البلدان , وكانت الإمارات العربية من أبرز البلدان في استهلاكها للطاقة الشمسية , حيث يصل استهلاك الفرد فيها إلى 1921 كيلو واط ساعة في عام 2022 , بالمقارنة بعام 2012 لم تكن الامارات تملك سوي 12 ميغاواط من إجمالي طاقة الشمسية والذي تزايد بنسبة 25 الفاً بالمئة , كما جاء في معهد الطاقة . وكما اعلنت وكالة الطاقة الدولية لتوليد الطاقة الشمسية أكبر ارتفاع بين جميع التقنيات المتجددة يتجاوز طاقة الرياح للمرة الأولى في 2022 .
أهمية الانتقال إلى الطاقة النظيفة
صرح الشريك المؤسس لشركة (هايديل )محطب أنه ( على الرغم من أن الطاقة الشمسية عنصر مهم , فإنها ليست العنصر الرئيسي للدول لتحقيق الانتقال ) اضافه محطب ( أنه في العام الماضي كانت الطاقة الشمسية و الرياح مسؤولتين عن 20 % من إجمالي الكهرباء المولدة , وأكمل بأن تنوع المصادر هو الامر الاهم لتحقيق الانتقال , ومن المهم التعامل مع الحد من التغير المناخي والتكيف في وقت واحد , وبالأخص في البلدان النامية التي ليس لديها رأس المال الكافي للتكيف ) .
الطاقة الشمسية أهمية في أهداف التنمية المستدامة
الطاقة الشمسية تظل على أي حال مكوناً رئيسا من مكونات تحقيق التنمية المستدامة , وهي من ضمن الخطة التي وضعتها الأمم المتحدة لمواجهة تحديات المناخ مثل شح المياه و تدهور البيئة و غيرهم كثير , واهم تلك الخطط هو تحقيق زيادة كبيرة في إنتاج الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة بحلول عام 2030 .
تشهد الطاقة الشمسية اهتمام متزايد علي الصعيد المحلي والعالمي ؛لأنه يعد احد الحلول الأكثر فعالية لتحقيق الاستدامة على المدى الطويل , وما تقدمه هذه الطاقة من فوائد كبيرة ليس فقط للبيئة بل للاقتصاد .
بعض الاستفادة من الطاقة الشمسية
يمكن ان تنتج الطاقة الشمسية في المناطق النائية والتي لا تصل إليها شبكات الكهرباء التقليدية , والذي يعمل علي تقليل فجوة التنمية و تعزيز من النمو المحلي , وتعمل الدول جاهده علي استبدال والتقليل من الاعتماد على الوقود الاحفوري والذي يبعث الكربونية و انتشار التلوث الهواء , واستبدال هذا بمصادر الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية . وهذا ما عملت جاهدة علية الجزائر و الدول العربية في مجال الزراعة بغاية الوصول إلى تنمية زراعية مستدامة , وهذه الطاقة جمعت بين البعد الاقتصادي والاجتماعي والبيئي حيث استخدمت في الزراعة عن طريق حفر الآبار و ضخ المياه الجوفية من باطن الارض الى الاراضي الزراعية المجاورة , بسببها تم ادخال المياه الى منازل الارياف , وتقلل من استخدام الوقود الاحفوري وتقلبات اسعاره و تقليل من اضراره والانبعاثات الغازية الذي تبعث منه, وكان لمصر نصيب من تلك الأعمال واستخدام الطاقة الشمسية في مجالات عدة من ضمنها الزراعة , في المناطق النائمة التي لا تصل إليها شبكات الكهرباء والمياه واعتماد تلك المناطق على الطاقة الشمسية منطقة الوادي الجديد وانتشار المزارع فيها .
تكلفة الطاقة الشمسية
يعد الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة مجالا فعالا من حيث التكلفة , خاصة وان مصادرها متوفره في كل البلدان وكل ما تحتاجه هو توفير الإمكانيات لاستغلال تلك الطاقة , وهذا ما أظهرت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة في تقرير لها كما انه يوفر النمو الاقتصادي والوظائف وأهداف التنمية المستدامة ؛ لذلك يتسابق العالم في أن تشهد صناعة الطاقة تغير جذريا مع تسارع التحول التدريجي نحو مصادر الطاقة المتجددة كبديل للطاقة التقليدية المكلفة والملوثة , واضافة التقرير الوكالة أن الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والشمس هي كهرباء اقل تكلفه خلال الأعوام الماضية .
الكهرباء في العالم المقبل
كما اشارت تقارير الى ان الوكالة ترى أن خلال العقود المقبلة ينبغي أن تولد 90% من كهرباء العالم من الطاقة المتجددة وهذا بحلول عام 2050 , واشارت دراسة اميركية ان تكون الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة في أميركا هي الأرخص في العالم بحلول عام 2029 .كما اشاره حسين باصي المشارك في هندسة الطاقة للمملكة السعودية أن بحلول عام 2030 ستعتمد المملكة على الطاقة المتجددة بنسبة 50%.
أكد العلم : ان اسباب تغير المناخ من حولنا يرجع إلى الانبعاثات الغازية التي يسببها الوقود الأحفوري مثل (الفحم – البترول – الغاز الطبيعي) بنسبة 75% من انبعاثات غازية و نسبة 90% من انبعاثات ثاني اكسيد الكربون ؛ ولهذا السبب تسعي البلدان جاهد ان تقلل من استخدام تلك المصادر واستبدالها بمصادر أخرى بحلول عام 2030 تصل نسبة تلك الانبعاثات الغازية الى 50% و مع حلول عام 2050 تصل إلى الصفر .
جهود الدول العربية
تظهر لنا في السنوات الأخيرة جهود الدول العربية لتحول إلى الطاقة المتجددة وخاصة الطاقة الشمسية , وبرغم ان السعودية من دول المصدر الاكبر الي البترول إلا أنها استثمارة أكثر من 266 مليار دولار في قطاع الطاقة النظيفة , و يعد هذا أكبر استثمار معلن حتى الآن في المنطقة العربية .
تعمل المملكة على مخطط لبناء واحدة من أكبر محطات توليد الهيدروجين الاخضر في العالم والذي تعمل بسعة تزيد على 4 غيغا واتات من الطاقة الشمسية والرياح والذي من المتوقع أن بحلول عام 2025 أن تبدأ في تشغيل تلك المحطة .مؤكدة في أحد تصريحاتها كما عرضه من قبل انها بحلول عام 2030 سوف تعتمد بنسبة 50% على الطاقة المتجددة .
كما احتلت مصر المرتبة الرابعة علي مستوي العالم في توليد الطاقة الشمسية وذلك بعد الانتهاء وتشغيل محطة ( بنبان ) الشمسية بقدرة 2000 ميجاوات وذلك بالتعاون مع القطاع الخاص في عام 2019 .
شهدت الدول العربية في أكتوبر من عام 2022 افتتاح قطر لمحطة طاقة شمسية , كما أعلنت عن إنشائها لمحطيتين اخرتين في مدينتي مسيعيد ورأس لفان الصناعيتين .
كما أعلنت الاردن عن إنتاج أكبر محطة من نوعها للطاقة الشمسية والذي تعمل بقدر 200 ميجاوات .
وفي خلال الأعوام المقبلة سوف نرى المزيد من التطويرات في مجالات الطاقة النظيفة استبدالات متعددة من الطاقة التقليدية بأخرى متجددة نظيفة في البلدان العربية .
