دلائل ضفائر الشعر في المجتمع الأفريقي
كتبت:- عبير نبيل زين
تُعد ضفائر الشعر من التسريحات التقليدية والعالمية على مر العصور، حيث نشأت ضفائر الشعر قبل 3500 ق.م وتطور شكلها وطريقتها على مر العصور، كما انتشرت ضفائر الشعر كأحد الثقافات التى تميز بعض الشعوب مثل الحضارة المصرية -نجد ذلك موضحاً على جدران المعابد- والحضارة الرومانية واليونانية والعصور الوسطى، ولكن في الحضارات الأفريقية القديمة لم تكن مجرد تسريحة لترتيب الشعر ولكنها تعني الكثير فقد كانت رمزاً للهوية والوضع الإجتماعي وأصول العائلة والقيم الروحية والحالة الزوجية والقبيلة التي ينتمون إليها. في القرن الخامس عشر استخدمت القبائل الشعر لإظهار التسلسل الهرمي حيث كانت العائلة المالكة لها قصات شعر تميزها وترمز لمكانتها.
دعوني أخذكم معي في جولة تاريخية حول ضفائر الشعر الأفريقية وأشكالها واختلافها من قبيلة لأخري:-
قبيلة “حمر” في إثيوبيا وهي مجتمع رعوي يعيشون في وادى أومو تتميز ضفائرها بأنها رفيعة جداً ويضاف إليها الماء مع الصمغ ليحصلون على مظهر أنيق مع إضافة بعض الاكسسوارات الملونه ووضع المكياج البرتقالي، أما
قبيلة “وودابى” المتفرعة من قبيلة “فولابي” والتي تعيش في منطقة الساحل وغرب أفريقيا وهي قبيلة بدوية رعوية تتميز فتياتها ونساءها بارتداء العملات والخرز في شعرهن وما يميز وودابى عن فولابى أنهم يضيفون تسريحات فى منتصف الشعر وضفائر اصطناعية.
قبيلة “الهيمبا” في شمال غرب ناميبيا تشير ضفائر الشعر في هذه القبيلة إلى عمر الفرد و حالته الزوجية ومرحلة حياته؛ تصنع فيها الضفائر باستخدام تراب الأرض والزبدة وشعر الماعز الذي يوضع في نهاية الضفيرة، وتصنع الضفيرة عند نساء الهيمبا على حسب مراحلهم فمثلاً الفتيات في سن المراهقه يعلقن شعر مجدل على وجوههم رمز لدخولهم في سن البلوغ أما الشابات المُستعدين للزواج يربِطن جدائلهِن ليكشفن عن وجوههن وبالنسبة للنساء المتزوجات والأمهات الجدد يرتدين أغطية للرأس مصنوعة من جلد الحيوان.
أما قبيلة “الفولاني” والتي تُعد أكبر قبيلة بدوية في العالم ويقطنون غرب أفريقيا ومنطقة الساحل تكون الجدائل فيها تقليدية حيث تقوم النساء بتصغير شعرهن على خمس ضفائر طويلة أو يقمن بجعل الضفائر على جانب رؤوسهن مع صنع تسريحة في منتصف الرأس وتزيين الشعر بالخرز؛ وبالنسبة لفتيات الفولاني الصغيرات فيعلقن عملات فضية على جدائلهن كرمز تراثي بالإضافة إلى العنبر وبعض العملات المعدنية لأغراض جمالية، وتحافظ الفولاني على تقاليدها بالرغم من اختلاف الزمان.
– ضفائر شعر الأفارقة في وقتنا الحالي ومدى انتشارها:-
هناك أشكال عديدة لضفائر الشعر الأفريقية الفريدة والمميزة والمختلفة من حيث الشكل والحجم والتي تستغرق وقتاً طويلاً وعلى الرغم من ذلك تسعدك النتيجة النهائية. تحمي الضفائر الأفريقية الشعر من الظروف المحيطة وتمنح الشعر مظهر رائع وتنسيق تصفيف الشعر لأشهر فهي ليست حكراً على ذوات الشعر المجعد والطويل لكونها متنوعة، وتتعدد أشكالها لتناسب كافة أنواع الشعر ومن أبرزها:-
ضفائر الشعر الملونة فيما تعرف بالراستا وتصنع عن طريق دمج الضفائر الملونة بالتدريج في منتصف الشعر لتظهر الضفيرة كأنها طبيعية، أيضاً ضفائر الشعر الصندوقية الكلاسيكية وتكون ثلاثية الجدائل ومشدودة مع مراعاة حجم الضفيرة بحيث لا تكون كبيرة حتى لا تؤثر على فروة الرأس؛ وهناك الضفائر الصندوقية للشعر القصير وتفضلها النساء الأكبر سناً في البداية تصنع ضفائر الكورنروز أو الصندوقية ثم يتم عمل ضفائر عمودية أسفل منتصف الرأس لإضافة القليل من الإرتفاع.
ضفائر الشعر الدقيقه وهي نفس الضفائر الصندوقية ولكن الاختلاف الوحيد أن خصلات الضفيرة الدقيقة تكون سميكة، هناك أيضا ضفائر الموهوك وهي غير تقليدية مناسبة لجميع أنواع الشعر وخاصة الشعر القصير وتتكون من ضفائر صغيرة في فروة الرأس وتمنح الشعر مظهر جذاب.
الجدائل السميكة للشعر الطبيعي وتتميز هذه الضفائر عن غيرها بأنها تكون متراخية مما يؤدي إلى إعادة صنعها أكثر من مرة لكونها غير مشدودة وتجعل الشعر انسيابي غير مقيد بالإضافة أنها تظهر قوام الشعر الطبيعي، أما ضفائر الكورنرو والتى اكتسبت شهرة واسعة في تسعينات القرن الماضي واستعادت شهرتها مرة أخرى بين النساء لكونها مميزة لا تحتاج إلى شعر كثيف ومناسبة لجميع أنواع الشعر.
ضفائر الشعر الصغيرة المتباعدة في شكل ذيل حصان و هي مناسبة للشعر الرقيق؛ لأن الضفائر الصغيرة المتباعدة تضفي كثافة و سمك في أماكن ترقق الشعر و تجتمع بجانب بعضها في نهاية الرأس لتصنع شكل ذيل حصان دون رباط.