المرأة والحياة

كيف توازنين بين عملك واهتمامك باسرتك

✍️نورهان المحمدي

 

تعتبر العائلة، العمل والأهداف التي تغزلها خيوط الشغف داخلنا يوميا لننهمك سعيا للوصول لها من أهم المسؤوليات التي نحملها جميعا فوق عاتقنا وتخلق من كل امرأة عادية نسخة أخرى أصلب من تلك التي عاهدتها بالسابق . فتمتلئ حياة كل منا بالتحديات والتي يصعب التعامل معها في غالب الأمر،فلكل مرحلة عمرية مسؤوليات متعلقة بها والتي تتزايد مع مرور الوقت، ففي البداية يفكر الشخص فقط في نفسه وحياته من عمل وبعض الأهتمامات الأخرى التي تشغله لكن مع الوقت تزداد الالتزامات ثقلا ،فحينما تختارين طرقا جديدة تقررين ألا تسلكيها منفردة وخصوصا مع قرار تكوين أسرة متوجة بشريك حياة وأبناء فتتزايد مسؤولياتك ازديادا متضاعفا لتسقطي في دائرة من المهام اليومية التي تشكلين فيها المركز ويبقى حلك الوحيد للخروج من تلك المتاهة هو الموازنة بين مسؤولياتك المستجدة عليك وليس الاستسلام والتخلي عن إحداها.

 

أسباب الفشل في تحقيق التوازن.

١- ضعف الوعي العام والإلمام ببعض الأمور:.
فعدم الوعي الكافي بالأدوار والمهام المطلوبة منك في جميع جوانب حياتك المختلفة ، يضعف الصورة الذهنية داخلك عن الأمور التي يتوجب عليك إتمامها. فتلك الصورة الضبابية التي تضم أمور غير مرتبة بالمرة هي التي تضعف الشغف داخلك وتجعلك تخفقين في كل مرة.

 

٢- نهم النجاح والوصول إلى الكمال في أحد جوانب الحياة:.
نضع أمام أعيننا هدف كبير نسعى للوصول له لتلبية ذاك الشغف داخلنا لكن في بعض الأحيان يحدث هذا على حساب أحد جوانب الحياة الأخرى سواء العملية أو الأسرية أو غيرها لنجد أنفسنا فجأة منفقين كل الوقت والمجهود البدني والذهني في العمل على تحقيقه هاملين جميع الجوانب الآخرى ويعتبر هذا فشلا كبيرا في حياة أي امراة فالنجاح المهني على حساب الأسره مثلا خذي كبير للذات ولعائلتك ايضا ،نعم نجاحا كبيرا لكن متوج بإكليل الفشل .

 

٣- إصابة الشخص ببعض الاضطرابات النفسية:.
يمكن أن تتعرض المرأة لبعض الاضطرابات النفسية الناتجة عن الخوف الشديد والذعر من حجم المسؤوليات الملقاة على كتفيها كنوبات الهلع مثلا ،وقد يتدهور الأمر ويصل إلى أمراض ذهانية كثيرة. فأحيانا عندما يحمل الشخص مخاوف داخله من تحمل المسؤولية أو بعض المشاعر السلبية التي توحي بإخفاقه فيما هو مطالب منه يلجأ العقل لبعض الحيل لحماية الشخص كالهروب من الواقع وخلق عالم وهمي داخله كما في مرض الفصام وبعض حالات الاكتئاب المتأخرة أيضا.

 

٤- العشوائية وعدم التنظيم:.
تنظيم الأمور الهامة في حياتك هي إحدى أسباب كمالها ،فالإلمام بجميع جوانب المهام التى تريدين انجازها مع وضع خطة مناسبة لطاقتك ووقتك ايضا شيئا كفيلا بوضوح الرؤية امامك وبالتالى إنجازها بشكل أسرع وعلى نقيض ذلك فالعشوائية تعمل على تراكم المهام وبالتالي الفشل في تحقيق التوازن في أمور حياتك.

 

نصائح لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية:.
التوازن في الحياة من أهم عوامل النجاح والأستقرار ويعتبر تحقيقه تحديا كبيرا للكثيرات فلكلا منا أولوياتها التي تمثل شيئا أساسيا في حياتها ويعتبر التقصير فيها أمرا محذورا لذلك نلجأ للتقصير في أمور أخرى حتى نحافظ على تمام الأولى على أكمل وجه ونظرا لأن العمل والأسرة أمران ذوات قدسية خاصة لدى المرأة تحديدا فالتوازن بينهم أمرا ضروريا وذات اهمية كبيرة.

 

ستة نصائح لتحقيقين التوازن بين عملك وحياتك الشخصية .

١-تحديد الأولويات:.
خذي وقتك لتحديد أولوياتك على الصعيدين المهني والشخصي وفكري بحجم الوقت والطاقة والاهتمام الذي يجب عليكي تخصيصه لكل جانب. فتحديد مسؤولياتك وتسجيل المهام المترتبة عليك وتقيمك المستمر للوضع والقيام بالتعديلات كل فترة وتكرار المحاولات عند الإخفاق هي إحدى الأساليب المهمة لتحقيق التوازن بين عملك وحياتك الشخصية التي يجب عليكي إتباعها ،ولا مشكلة في الاستعانة بمتخصص ما لمساعتك “لايف كوتش” مثلا أو أستشارة شخص من ذوات الخبرة ممن كانوا في نفس وضعك في الماضي ونجحوا في الموازنة بين عملهم والجانب الشخصي في حياتهم أيضا، كوالدتك مثلا او شخص امين من محيطك ينقل لكي خبرته بكل صدق ووضوح.

 

٢- تخصيص وقت لنفسك:.
احرصي على تخصيص وقت لنفسك فكلما كان روتين يومك متزنا وذهنك صاف كلما كنتين أكثر إنتاجيه سواء في عملك أو حياتك الشخصية فتخصيص وقت لنفسك وأخذ فترات من الراحة على مدار اليوم لتصفية العقل ،الاسترخاء وقضاء بعض الوقت مع الأحبة والأصدقاء الذى بدوره مساعدتك في زيادة مستوايات التركيز لديكي وتحسين مزاجك وحالتك النفسية والتى تنعكس بالايجاب على اسرتك وعملك ايضا.

 

٣- استخدام التكنولوجيا في إنجاز بعض الأمور:.
يمكنك الاستعانة بأحد البرامج التى تمنعكي من التشتت الذهني عن طريق منع الملهيات من اقتحام مساحتك الشخصية التى تحتاجينها لإنجاز عملك او لقضاء وقت اطول مع اسرتك للمحافظة على خصوصيتك وعدم اقتحام الاخرين ايضا لأوقاتك الخاصة .

 

٤- توزيع المهام البسيطة على الاخرين.
تتزاحم المهام التى يجب عليك إتمامها لذا فمن الضروري توكيل بعض المهام البسيطة للاخرين لتقومين انتى بدور الاشراف فبعض الاعمال يمكن تفويضها مثل تنظيف المنزل او شراء اغراض المنزل ويمكن الاستعانة بمدبرة منزل مثلا للقيام ببعض الاعمال عنك وايضا يمكنك الطلب من احد افراد اسرتك المساعدة وحثهم في بعض الاوقات على الاعتماد على النفس ومساعدتك في اداء اعمال المنزل فيعد ذلك حلا يمكنه المساعدة .

 

٥- التقيد بروتين يومي متزن.
فيعتبر اتباع روتين يومي صحي ومناسب لكي جسديا ونفسيا من احدى العوامل المهمة والتى تساعدك على الاتزان وتجنب الافراط في استنزاف نفسك، فحرصك على تقسيم اعباء العمل وتخصيص اوقات للاسترخاء والاستراحة سواء بمفردك ،مع احد الاصدقاء او مع اسرتك فمن اهم الاشياء التى يمكنها ان تخلصكي من المشاعر السلبية المصحوبة بالعمل او مسؤوليات المنزل.

 

٦- تحديد الفترات الذهبية من يومك.
فمن أهم الأشياء أن تدركي وقت ذروة الإنتاجية لديكي فهذا بشأنه أن يساعدك على ترتيب يومك واستغلال وقتك بصورة ذكية أكثر لزيادة الإنتاجية.

 

التوازن هو أحد أهم الأشياء المساعدة التى تمهد لكي طرق النجاح في كل جانب من جوانب حياتك ،فاحرصي على إتباعه.

 

اقرا ايضا:-

المرأة العاملة ودورها فى المجتمع

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى