الشعوبية في الأندلس
كتبت: إيمان حامد
الشعوبية في الأندلس نسبة للشعوب وهي تيار أو حركة فكرية فارسية مناهضة للعرب والشعوبية حركة ذات مضمون سياسي وثقافي واجتماعي دخلت في مواجهة مع العنصر العربي وكان لها تأثيرها في خلخلة الحكم الأموي في الأندلس والمشرق العربي
تصاعدت الشعوبية في الربع الثاني من القرن الرابع بعد أن انقسمت الدولة الأندلسية إلى دويلات صغيرة و فرضت نفسها على الواقع العربي الإسلامي في الأندلس و تناهب فيها الحكم الصقالبة والمولدون، وعبرت الشعوبية عن نفسها في خطاب مفكرين وأدباء كابن غرسية وابن مسعدة ومحمد بن سلمان المعافري وأبي محمد عبدالله بن الحسن.
حيث أن الحكم الإسلامي في الأندلس ظل محاطًا بخطر الممالك الإسبانية التي حاولت القضاء على الوجود العربي الإسلامي وإضعاف الحكم العربي من الداخل والخارج فقد انهارت الدولة الأموية في الأندلس وظهر ملوك الطوائف في الأندلس وتصاعدت الشعوبية فيها.
هناك عدة أسباب أدت إلى ظهور الشعوبية في الأندلس وهي مايلي :-
1/ قامت نخبة كبير من دعاة الشعوبية في الأدب والثقافة بالتأليف في مناقبهم الخاصة والانتقاص من قدر العرب والبحث في مثالبهم وتشويه تاريخ بعض الشخصيات العربية فتحصي أصحاب العاهات والبخلاء والجبناء من سادات العرب.
2/ بالإضافة إلى تفتت الدولة الأموية وظهور ملوك الطوائف ظهرت الدعوات المختلفة إلى التحرر من هيمنة الدولة العربية الأموية وخصوصًا بعد حالة الضعف التي مرت فيها الدولة الأموية في الأندلس.
3/ كان للمولدين وأسرهم دور كبير في ظهور الشعوبية في الأندلس نظرًا إلى وضعهم الاجتماعي وتوليهم مناصب قيادية هامة في الحكم.
4/ سعي تنصّر ابن حفصون أعلن ابن حفصون أحد أشهر معارضي الدولة الأموية في الأندلس إلى استقطاب المستعربين من النصارى ودعم الدويلات الإسبانية المعادية للحكم الأموي، واعتمد في دعوته ضد العرب على المولدين وأثار حقدهم على السلطان من خلال تذكيرهم بالظلم الذي لحق بهم من الحكام العرب
اعتمدت الشعوبية على الأسلحة الأدبية كوسيلة لزرع بذور الشقاق والكراهية والعنصرية في نفوس أبناء الأمة من غير العرب ومن غير المسلمين تجاه العرب عامة والمسلمين خاصة بالإضافة إلى العلوم بمختلف صنوفها الطبيعية والفلسفية وتبحرهم في مختلف علم الأديان .
كما اتجه الشعوبيون إلى الكتابات الرمزية في المفاضلة بين العرب وغيرهم ولجؤوا إلى المفاضلة بين النباتات والأزهار والأشجار، كرسالة ابن برد الأصغر، ورسالة أبي الوليد إسماعيل الحميري، ومقامة النبهاني ” الإكليل في فضل النخيل ” لقد جسدت الشعوبية الصراع السياسي الأندلسي وصار إنتاجها الأدبي تعبيرًا عن انتصار حاكم أعجمي على حاكم عربي ولعبت دورًا هامًا في تراجع الدولة الأندلسية وتدهورها.