بداية الإسلام فى بيت النبوة
كتبت: إيمان حامد
بدأ الإسلام في بيت النبوة وأول الدعوة كانت في بيت محمد عليه الصلاة والسلام ، وقد كان الذين اتبعوه وبلغوا حد الإدراك المميز للحقائق الدينية هم خديجة بنت خويلد الزوجة الطاهرة الوفية الأمينة الحانية على زوجها وثانيهم علي بن أبى طالب الذي كان فارسًا، وهو الذي رباه النبي عليه الصلاة والسلام.
وكان ثالثهم المولى المخلص الذي أزال عنه سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم عنه الرق، ورفعه إلى شرفه من ذؤابة قريش، حتى كان يقال زيد بن محمد حتى ألغى الله تعالى التبني، ولكنه ألغاه وزيد شريف بالإسلام والإيمان، وشريف بحريته واحترام نسبه الأصلي، الذي لم يرتق برق.
آمنت خديجة منذ أن التقى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم بروح القدس جبريل عليه السلام، وعاد إليها يرجف فؤاده، وأخبرها ورقة بن نوفل بمكانة محمد عليه الصلاة والسلام، وأنه رسول هذا الزمان، وأنه لا نبي بعده فقد آمنت به منذ الابتداء وكان إيمانها أمنًا وسلامًا وكانت هي السكن الذي يأوي إلى ما فيه من رحمة وسط عنف المعارضة، وشدة المقاومة.
وقال ابن هشام في سيرته ” وازرته على أمره، وكانت أول من آمن بالله وبرسوله، وصدق بما جاء به، فخفف الله تعالى بذلك عن نبيه صلى الله تعالى عليه وسلم، لا يسمع شيئًا مما يكرهه من رد عليه وتكذيب له، فيحزنه ذلك، إلا فرج الله تعالى عنه بها إذا رجع إليها، تثبته وتخفف عليه، وتصدقه وتهون عليه أمر الناس ” رضي الله تبارك وتعالى عنها.
ويقال إنها صارت لها منزلة فوق منزلة نساء الأنبياء أجمعين بل صارت لها منزلة في الذرية بين نساء العالمين حتى صارت ثالثة بين فضليات النساء في الخليقة، وهي مريم العذراء التي خاطبتها الملائكة من السماء، وبضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبضعته، فاطمة الزهراء عندما أمر الله تعالى نبيه أن يخبرها على لسان جبريل بأن الله تعالى يقرئها السلام، وروى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أمر بأن يبشر خديجة ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب.
بالإضافة إلى إنها أقامت بيتًا للنبي عليه الصلاة والسلام فيه الهدوء والبركة والأمن والسلام يلقي في خارجه غبار الصخب، وعناء النصب، فكتب الله تعالى لها بيتا فيه الراحة التامة، وفيه الرونق، وفيه الجمال، فيلتقي فيه جمال المنظر، بلطف الهدوء بعد اللغو ،واحست بمنزلتها عند الله تعالى عندما أقرأها السلام بذاته الكريمة فقد ردت التحية فقالت مقال المؤمنة ” الله السلام، ومنه السلام، وعلى جبريل السلام” فالتقى الإيمان الصادق، بالتنزيه لله.
فجعلت الرد على جبريل، أما الله فهو السلام وهو واهب السلام، فتعالت ذاته حيث جعلت مكان رد السلام على الله تعالى الثناء عليه، ثم غايرت بين ما يليق وما لا يليق ” ومع كون هذا إدراكًا سليما أقول إنه إحساس عميق وإيمان صادق بالله.