“لا حياة بدون أمل ” أحمد عماد في حوار خاص لرؤية وطن

165

آيات مصطفى

 

كفى بالمعلم فخرًا قول الحبيب المصطفى “إنما بعثت معلمًا”
فالمعلم نبراس الهداية والضياء الذي يبدد ظلمات الجهل وعماد الأمم ومنهاج التقدم، المعلم هو أساس البناء لمجتمعنا فمن تحت عباءة المعلم تخرج العلماء والأطباء والضباط والمهندسين والصناع والتجار والحرفيين فلولا المعلم وفضله ما نهضت الأمم .

فهو الشخص الذي نأتمنه على أعز وأغلى ما نملك وهم أبنائنا وعقولهم النضرة فيحرث فيهم من علمه ويزيدهم من خلال ثقافته وعلمه فالمعلم ليس فقط شخص يقوم بتدريس العلوم إلى الطلبة بل هو قدوة لهم وشخص يقاسمنا في تربية أبنائنا وينير لهم الطريق حتى يحيوا حياة كريمة.

أحمد عماد مدير أكاديمية التدريس
أحمد عماد مدير أكاديمية التدريس

 

و من خلال لقائنا مع أ.أحمد عماد، وجدنا أمامنا شخصًا استثنائيًا يمتلك قدرات قيادية مذهلة، فقد عاش أحمد حياة مليئة بالتحديات والصعوبات، لكنه لم يستسلم أبدًا، واصل المضي في سبيل حلمه وهدفه، وهو أن يترك أثرًا طيبًا في كل المجالات التي يعمل بها .

فهو شاب “ملهم يتمتع بقدرة استثنائية على القيادة..”
أحمد عماد ليس فقط حالمًا متطلعًا، بل هو رجل عمل وتفانٍ، حتى الآن قام بتدريب أكثر من 200 معلم، حوّلهم من معلمين مبتدئين إلى محترفين، بالإضافة إلى تدريبهم على الأخلاقيات المهنية، كما يؤمن بأن التدريس هو أفضل مهنة وأنها تمثل أسلوب حياة.

بداية نحب نعرف متابعينا نبذة عن سيرتك الذاتية ؟

أسمي أحمد عماد محمد خريج كلية التربية بجامعة الأزهر الشريف، قسم علوم جيولوجية وبيولوجية، وتعود أصولي إلى محافظة الشرقية، حيث نشأت و حاليًا أعمل كمدرس للعلوم في المرحلة الإبتدائية والإعدادية، ومدرس لمادة الأحياء في المرحلة الثانوية.

ما الذي تراه يميزك وما هو طموحك ؟

أعتقد بأن الإنسان بدون حلم يكون ميتًا، ولهذا السبب، أعمل بجد واجتهاد لتحقيق طموحي بترك أثر إيجابي و اسعى دائمًا للحفاظ على اللغة العربية الفصحى، التي تُعتبر لغة القرآن الكريم، كما أتعاون مع أكاديمية التدريس لتدريب المعلمين وتأهيلهم، وتزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة لمواكبة التطورات الحديثة.

واحترامًا لقيمي ومبادئي، اتخذت قرارًا بمنع الاختلاط في عملي فعندما توليت منصب المدير في أكاديمية “التدريس” خلفًا ل أستاذ “أحمد الأصلي” المؤسس الأول وصاحب فكرة الأكاديمية، قمت بفصل الفريق الذي يتكون من الشباب عن فريق البنات، وذلك بناءً عن قناعتي القوية بأهمية الاحترام المتبادل والتركيز على الأهداف التعليمية .

أحمد عماد مدير أكاديمية التدريس
أحمد عماد مدير أكاديمية التدريس

كيف تدرّجت في المناصب حتى وصلت إلى منصب مدير أكاديمية التدريس؟

بدأت في أكاديمية التدريس مع مؤسسها أخي وحبيبي أحمد الأصلي فقمنا معًا بالبداية  وتطوعت كعضوًا للعلاقات العامة ثم جائتني ترقية لمطور في الأكاديمية ثم مسئول لجنة التطوير ثم نائب مدير الأكاديمية ثم أخيرًا مديرًا للأكاديمية.

ماهي أهم النصائح التي تقدمها لطلابك ؟

دائمًا ما أنصح الطلاب بالاستعانة بالله وعدم الاستسلام للصعاب، و بشجعهم دايمًا على وضع أهداف والسعي نحو تحقيقها بجد واجتهاد ، ودائمًا أذكرهم بأهمية الحفاظ على اللغة العربية، لأنها لغة القرآن الكريم ورمز للهوية الثقافية والدينية.”

من خلال عملك كمعلم ما هي الصعوبات التي واجهتك وتراها يمكن أن تعيق أي معلم عن تأدية مهامه ؟ وكيف تغلبت عليها؟

بداية أنا بدأت مشواري العملي عندما كنت طالبًا بالجامعة وذلك لحبي الشديد لمجال التدريس فطبيعي كان لازم تواجهني صعوبات في أول طريقي كفقد أحبابي وقلة الدعم المعنوي لكن ده علمني ازاي أواجه هذه الصعوبات والتحديات اللي هتقابلني اكتسبت خبرات كتير جدًا ومريت بمواقف كتير في الحياة حتى علمتني الحياة معنى الصبر ودائمًا ماأردد قول الله -عز وجل-

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).

ولكن بفضل الله وإصرار على النجاح تغلبت عليها كما قلت سابقًا بالصبر والقدرة على تحمل المسئولية والثقة بالنفس والإيمان بالله والإيمان بالقدرات التي أمتلكها حتى أخدم بها ديني ووطني.

وبنصح أي معلم في بداية طريقه أن يتحمل الصعاب وأن يستعن بالله ولا يعجز وأن يسير في طريقه ويجتهد ويعمل حتى يجني ثمار ما بدأه.

كيف استطعت أن تطبق ما تعلمته من استراتيجيات التعليم في عملك ؟ وهل استطعت التعامل مع النقلة والتحول الرقمي في نظام التعليم أم تجد أن التجربة مازالت تحت الإعداد ولم نجني ثمارها حتى الأن ؟

اكتساب الخبرات هو سر العمل يعني بكثرة المواقف والمعاملات والتحديات التي يواجهها الإنسان وحينها يكتسب الكثير من الخبرات ثم يطبق ماتعلمه على طلابه ومتدربيه؛ تجربة التحول الرقمي في النظام التعليمي الجديد تجربة عظيمة بكل المقاييس أرى في الطلاب حماس وشغف ومسام عقل متفتحة وعندهم قابلية للفهم والتطبيق ف أنا لا أرى قصور في النظام الجديد.

من خلال إدارتك لأكاديمية التدريس هل استطعت أن تحقق طموحك في الارتقاء بمستوى التعليم ؟ وما هو دور الأكاديمية في ترسيخ فكرة النهوض بالتعليم ومواكبة التطورات الحديثة وإعداد معلم يواكب تطورات المرحلة؟

أكاديمية التدريس تعمل على تطوير وتأهيل المعلم وتعليمه طرق التدريس وكيف يكون مدرسًا فعَّالًا مع طلابه وأيضًا في أكاديمية التدريس نعمل على مشروع بحث تطوير التعليم في مصر والوطن العربي فنعمل على إكساب المدرسين كافة الخبرات التربوية والمهنية والثقافية حتى يتحقق الطموح وهو تخرج معلم مثالي.

أحمد عماد مدير أكاديمية التدريس
أحمد عماد مدير أكاديمية التدريس

من خلال عملك كمدرس هل تعرضت لموقف ترك أثر في نفسك من خلال أحد طلابك؟

نعم، إحدى طالباتي المتفوقات تعرضت لأحداث سيئة وحزينة من فقد لأهلها على الرغم من ذلك كانت تحافظ على تفوقها الدراسي وتحصل على أعلى الدرجات، تعلمت منها الصبر، الحرص على العلم حتى في أصعب الأوقات.

في الختام ماهي أحلامك وأهدافك التي تسعى أن تحققها من خلال عملك كمدرس ومن خلال إدارتك لأكاديمية التدريس ؟

هدفي الحاضر والمستقبلي هو أن أترك أثرًا طيبًا في هذه الحياة، دعائي دائمًا هو اللهم استعملني ولا تستبدلني، من أهدافي أيضًا أن أترك بصمة في مجال التدريس حيث يخرج من تحت يدي أجيالًا وأجيال من الطلبة وعددًا من المعلمين المتدربين من خلال أكاديمية التدريس.

في النهاية سعدت جدًا بحواري مع حضرتك أستاذ أحمد و رؤية وطن تتمنى لك مزيد من النجاح والتوفيق وأحب أقول لك بالنيابة عن جميع العاملين برؤية وطن أن شخصيتك استحقت أن نسلط الضوء عليها، فبرغم صغر سنك إلا أنك تحمل رسالة سامية في مجال العلم والتعليم كمعلم ومربي فاضل وأحد رواده ونتوقع لك مستقبل حافل بالإنجازات لشخصك الكريم.

ويحضرني الآن قول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:

“صاحبُ العلمِ يستغفر له كل شيءٍ حتى الحوت في البحر”.

” وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم -يقول: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له” رواه مسلم.

بارك الله في أبناء أمتنا وجعلهم عون على نهضة بلادنا الحبيبة مصر .

رابط مختصر: https://roayatwatneg.com/5acv
قد يعجبك ايضآ