أين المَفرّ!
ليلي سمير
كلّ يوم تشتد الدُنيا أكثر، تتزايد الفتن وتُسحَق الهِمَم، لا يبقى أيٌّ على حالهِ، ينتكس هذا ويقع ذاك، تَفتُر همّة فلان، ويحيد عن الطريق فُلان، وقليل مَن يَمسك عليهِ نفسهُ، لكنها أيام صِعاب، تلتف الفتن بِنا مِن كلّ جانب وتأتي مِن كلّ حدبٍ وصَوب، أصطرخ كلّ يوم “أين المَفرّ مِنها يا رب!”، ولا جواب، إنّها الدُنيا، إنّها الاختبار..
أذكر حينها أن قومًا يأتون يوم القيامة ويقولون: “أين المَفرّ؟”، وأقول: شتان بين هذا وذاك، يقولها في الدُنيا مَن كان صاحب قلبٍ سليم، أو مَن يرجو أن ينجو مِن العذاب، ويقولها في الآخرة مَن كان ضالًا في الدُنيا، مَن شغلَته زينة الدُنيا عن الآخرة، يقولها ليجد مَفرّ مِما لا مَفرّ مِنه..
اللهمَّ إنّا عبادكَ، نرجوك أن تمنّ علينا بِقلبٍ سليم،
بِنفسٍ راضية، عملٍ مقبول، وطاعةٍ خالصة لِوجهك
نرجوكَ يا رب أن تكتبنا مِن الصالحين، أن تُرينا سبيل النجاة
أن تكتب لَنا أيامَ طاعةٍ، نتعهدكَ فيها بِالإقبال والإقدام
أيامًا نثبُت فيها على الرجاء والتقرّب وأن تنزع مِن دواخلنا حبّ الدنيا والتعلق بِها
اللهمَّ إنّا عجزة وأنتَ القدير المُقتدر فأخرجنا مِن ضنك قدرتنا إلى فسيحِ قدرتِك.
ليلى سمير.
مراجعة لغوية: رويدا أحمد