شخصيات تاريخية قيادية ومؤثرة قادمة من خلفيات متنوعة 

40

 

✍️إيمان قاسم 

 

على مر العصور تزخر الحضارة الإسلامية والغربية بشخصيات قيادية، استطاعت بمهارتها التأثير في البشر والتغيير في العالم، وخلدت أسماؤهم في التاريخ بإرث حافل من الإنجازات.

 

محمد صلى الله عليه وسلم:

أبو القاسم محمد بن عبدالله بن عبد المطلب، ولد في ١٢ ربيع من عام الفيل، والده عبدالله بن عبد المطلب توفي قبل مولده، تربى في كنف جده عبد المطلب بعد موت أمه، ثم عمه أبي طالب بعد جده، كان يعمل في التجارة تزوج من خديجة بنت خويلد في سن الخامسة والعشرين

من المعروف عنه صلى الله عليه وسلم رفضه عبادة الأوثان، وكان يقضي ليالٍ عدة منعزلًا في غار حراء، كلف بالرسالة حين بلغ الأربعين عام، ودعا إلى دين التوحيد سرًا ثلاث سنوات، حتى نزل الوحي بأمر الجهر في قوله تعالى “اصدع بما تؤمر” وخلال الجهر بالدعوة لاقى رسول الله صلى الله عليه وسلم الشدائد من قومه واشتد عليه الأذى، هاجر إلى يثرب “المدينة المنورة” حاليًا حيث تم تأسيس دعائم الدولة الإسلامية، وعن غزواته صلى الله عليه وسلم فقد شارك في تسع غزوات: بدر، وأحد، والخندق، وقريظة، وخيبر، والفتح، وحنين .

استطاع توحيد العرب تحت لواء واحد بعد أن كانت مشتتة ومتناحرة، وقال عنه الكاتب اليهودي أنه أعظم الشخصيات أثرًا في تاريخ الإنسانية، حيث اعتبره الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحًا مطلقا على المستوى الديني والدنيوي.

امتد تأثير رسول الله إلى نفوس المسلمين وتجلت محبته في قلوبهم، من خلال اتباع أوامره وعبادته لله وأسلوب حياته وأقواله وأفعاله، حازت سيرة النبي محمد على اهتمام العلماء المسلمين وذلك لأنها تعد المنهج العلمي للإسلام.

 

أبو بكر الصديق:

“رحيمًا بغير ضعف، حازمًا بغير شدة” هكذا كانت صفات أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ولد في مكة عام ٥٧٣ بعد عام الفيل، أول من آمن بالرسول صلى الله عليه وسلم، وهاجر من مكة إلى المدينة، وشارك في معظم الغزوات، لقب بالصديق لتصديقه النبي محمد حين أسرى إلى المسجد الأقصى وكذبه قومه، وارتد بعض من آمن به عن الإسلام. بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعده، كان أبو بكر زاهدًا في الخلافة حينما رشح إليها، وزكى بها سالم مولى أبي حذيفة أو عمر بن الخطاب لما يمتلكه من قوة فرفض عمر وبايع أبو بكر ، وتمت مبايعته خليفة رسول الله.

لم تستمر خلافته إلا ما يقارب سنتين وثلاثة أشهر واجه خلالها عدة تحديات أولها حروب الردة وجهز جيشا بقيادة أسامة بن زيد وأرسله إلى بلاد الشام. تمثلت حروب الردة بعد موت رسول الله في ارتداد بعض القبائل العربية عن الإسلام، حيث عاد جزء منهم إلى عبادة الأوثان، وآخرين اتبعوا مسيلمة الكذاب والأسود العنسي الذين ادعوا النبوة، وآخرين استمروا على الإسلام لكنهم امتنعوا عن الزكاة معللين أنها خاصة بزمن رسول الله.

 

أمر أبو بكر بتوجيه الجيوش إلى العراق لمحاربة الفرس والروم وفتح العراق بقيادة خالد بن الوليد وأرسل جيشا بقيادة خالد بن سعيد بن العاص لفتح بلاد الشام، امتاز حكمه بالحكمة الممزوجة بالقوة، وحزم يخالطه لين، وشدة تتخللها رحمة.

 

عمر بن الخطاب:

لقب بالفاروق ولد بعد عام الفيل ب ١٣ عام في مكة، اتخذ موقفا معاديا للإسلام، وروي أنه كان يعذب جارية لديه بعد علمه أنها أسلمت، وقد عزم على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقابل رجل وأخبره أن أخته أسلمت، فذهب إليها غاضبًا، ولما وجدها تتعلم القرآن ضربها هي وزوجها، ورأى صحيفة في يدها فطلبها منها فأبت حتى يتوضأ أولًا، وكانت الآيات من سورة طه: “إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري” وانطلق إلى مكان رسول الله وأعلن إسلامه.

 

تجلت شجاعة عمر أثناء الهجرة من مكة إلى المدينة، فقد تحدى سادة قريش وخرج إلى الكعبة وطاف بها سبعا ثم إلى مقام إلى مقام إبراهيم فصلى، وحمل سيفه وقوسه وسهامه، ووجه خطابه لهم قائلًا: “شاهت الوجوه لا يرغم الله إلا هذه المعاطس، فمن أراد أن تثكله أمه، وييتم ولده وترمل زوجته، فليلقني وراء هذا الوادي”، شارك في جميع الغزوات مع رسول الله: غزوة الأبواء، بدر، خيبر، فتح مكة.

 

تولى الخلافة بعد أبو بكر، ساعدته سماته الشخصية أن يكون ذا تأثير في التاريخ، تميز بالشخصية القوية، الحزم، ورجاحة العقل، وحسن التصرف، وأثناء فترة خلافته كان حريص على رعيته، ويخرج ليلًا ليتفقد أحوالهم، ازدادت في عهده الفتوحات الإسلامية وتوسعت حتى بلغت الصين من الشرق وبحر قزوين من الشمال، كما تم فتح بلاد الشام والعراق ومصر. أظهر عمر إبان فترة حكمه مهارة في القيادة، اعتمد على نظام الشورى في نظام وإدارة الحكم، أمر بإنشاء الدواوين واستخدمها المسلمين لأول مرة في عهده.

عثمان بن عفان: 

ثالث الخلفاء الراشدين، وأحد المبشرين بالجنة يكنى ب ذو النورين لأنه تزوج اثنتين من بنات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، تولى الخلافة بعد مقتل عمر بن الخطاب، من خلال نظام الشورى الذي استحدثه عمر، فدعا ستة أشخاص علي بن أبي طالب، وعبد الرحمن بن عوف، عثمان بن عفان، يعد بن أبي وقاص، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وفي قوله تعالى: “لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة” قيل أن عثمان بن عفان قد جهز الجيش وأنفق ما يقارب تسعمائة وخمسين بعيرًا، وخمسون فرسًا، وقيل أنه جاء بألف دينار ونثرها في حجر رسول الله حينما جهز جيش العسرة.

 

ومن إنجازاته توسيع الدولة الإسلامية، وتجميع القرآن الكريم في مصحف واحد، وتوسعة المسجد النبوي، كما أنشأ أول أسطول بحري بغرض حماية الشواطئ الإسلامية.

 

جاليليو:

عالم فلك إيطالي لقب بأبو العلوم الحديثة، ولد في ١٥ فبراير١٥٦٤ في مدينة بيزا بإيطاليا، ثم انتقل مع عائلته إلى فلورنسا، التحق بالجامعة لدراسة الطب، وكان مولعًا بالرياضيات والفيزياء، عارض الرؤية الأرسطوية والتي تعتبر الأرض مركز الكون، تعرض لعقوبات من الكنيسة الكاثوليكية السلطة العلمية آنذاك، وواجه صعوبات مالية أجبرته على ترك دراسته، درس الرياضيات ونشر كتاب له بعنوان التوازن البسيط، وحقق له شهرة بجانب إسناده منصب تعليمي في الجامعة.

كان يوجه إليه نقد حاد جعله معزولًا عن زملائه، وأنهت الجامعة تعاقدها معه، التحق بالعمل في جامعة بادوفا و درس فيها الفلك، والهندسة، والميكانيكا.

قدم في تلك الفترة إسهامات علمية حول حقيقة دوران الأرض حول الشمس.

 

توماس أديسون:

والد بأوهايو عام ١٨٤٧ لم يستمر في المدرسة إلا بضعة أشهر بسبب أسئلته الكثيرة، والتي كانت مصدر إزعاج لأستاذه ونعته بالفاشل، فضلت والدته تعليمه بنفسها في المنزل وقدمت له العديد من الكتب العلمية، استوحى منها الكثير من الأفكار، فأنشأ مختبرا في قبو المنزل، عمل بائع للصحف في السكك الحديدية وهو في عمر ١٢، وبعد محاولات عدة اخترع آلة التلغراف، وآلة تسجيل الأصوات، ونجح أخيرًا بعد محاولات باءت بالفشل في اختراع المصباح الكهربائي، وأسس شركة أديسون للإضاءة عام ١٨٨٢ وتحول بذلك إلى رجل أعمال.

قد يعجبك ايضآ