رابطة صحية و قوية بينك وبين طفلك
كتبت:حنين الديب
عِندما بدأ شغفي تجاه مجال علم النفس كان أول ما جذبني إليه هو تخصص التربية، حيث تلعب أهم دور في حياة الطفل وتنشئته، وعندما بدأت التعمق في هذا المجال وقرأت عن عدة أمراض و اضطرابات نفسية وسلوكيات يقوم بها الإنسان، كان في الغالب يتم ذكر مرحلة الطفولة وكيف كانت؟ وكيف تربي الطفل؟ وكيف كانت علاقته بأهله؟ حتى عندما يتم مناقشة السبب في الانجذاب للأشخاص المؤذية فيكون من ضمن الأسباب علاقة الشخص بأهله في مرحلة الطفولة.
لذلك أدركت أهمية حضور الوالدين دورات في التربية، وامتلاك أدوات تربوية، ودراستهم للاستراتيجيات الصحيحة في التعامل مع أبنائهم.
ماهي التربية؟
علم تربية “مصطلح يوناني ”
التربية عبارة عن عدة قيم أخلاقية تم استمدادها من القواعد الدينية،حيث التهذيب ،والتطوير للشخص، كما تساعد الشخص على أن يكون أكثر تميزا.
والتربية هي تعلم مهارات جوهرية وليست مادية،حيث أن التربية الصحيحة،تنشئ طفلا سويا،يظهر ذلك علي تعامله مع نفسه و تعامله مع من حوله، قادر على تحمل ضغوطات الحياة فيما بعد، فالتربية تساعد في توجيه سلوك الطفل .
أهمية التربية في حياة الطفل :
ليست التربية مهمة للفرد فقط بل لها أهمية على المجتمع أيضا:
١/تساعد في تطوير المهارات العملية والعلمية،مما يجعل الفرد يساهم في كافة المجالات المجتمعية.
٢/عندما تربي طفلك على ربط التربية مع القيم والأخلاق المجتمعية سوف يؤدي إلى بناء سلوك الأفراد.
٣/تجعل الطفل يكتسب المهارات اللغوية المناسبة.
٤/تجعل الطفل قادرا على مواجهة صعوبات الحياة فيما بعد حيث أنها تؤهله للتعامل معها.
ولكن يا عزيزي التربية ليست متوقفة على دور الأبوين فقط بل للمعلمين دور هام أيضا فقبل أن تسمي الوزارة الخاصة بالتعليم بوزارة التعليم سُميت وزارة التربية والتعليم .
دعونا نذهب سويا عزيزي القارئ كي نتعرف معا علي تعريف علم النفس التربوي ليوضح لنا الأمر أكثر.
علم النفس التربوي Educational psychology :
علم النفس التربوي يجمع بين جانبين هامين وهما علم النفس والتربية، وهو فرع من فروع علم النفس التطبيقي يهتم بتطبيق مبادئ علم النفس ونظرياته في مجال التربية والتعليم والتدريس، كما يدرس المشكلات التربوية من خلال طرق نفسية، ويهدف إلى رفع الكفاءة العلمية التربوية أو التعليمية وهو الدراسة العلمية للسلوك الإنساني .
إنشاء طفل سوي نفسيا وعلاقته بوالديه قوية هو هدف يجب أن تسعى لتحقيقه جميع الأمهات والآباء لأن دور الأب غير متوقف على توفير الاحتياجات المادية فقط وكذلك الأم لا يتوقف دورها على الرّعاية فقط.
ولكنها ليست مهمة سهلة خصوصا مع مواجهة العديد من التحديّات التي تواجههم في التربية لذلك دعونا نتعرف سويا على عدة أخطاء يجب تجنبها :
_ عدم فهم نمط الطفل والنظر إلى السلوكيات التي يقوم بها على أنها إساءة سلوك منه ” التفكير في عدم وجود سبب وراء سلوكه ، لا تري كيف تقوم بمساعدته، ترى أنه لديه مشكلة ”
_أن تكون مُربيا متساهلا و حازما في نفس الوقت “رِسالة تربوية مُضطربة”
_ توبيخ الطفل و لومه أمام الآخرين.
_ علاقة قائمة على الحب المشروط.
_ استخدام العقاب واللوم وقت الألم “المُربي حينما ينتقد يكون هدفه التربية، ولكن مهم أن تدرك أن المُربي لا يوبخ مرتين، حينما تقوم بعقاب طفلك وحرمانه من شيء ما يعبر طفلك عن غضبه مثلا بالبكاء لا تقم بتوبيخه مرة أخرى ”
ماذا يجب أن أفعل حينها؟
ربت عليه ولكن مع الثبات على قرارك الذي قمت باتخاذه لعقابه.
_ عزل الطفل بالإجبار “عندما يقوم بالبكاء وتطلب منه أن يبكي في مكان بمفرده يشعره بالخزي والرفض ويري نفسه حينها ضحية، لذلك دعه يبكي ولكن ابقه بجانبك”
عندما تقوم باستخدام استراتيجيات صحيحة في تربية الطفل ودعمه نفسيا يعود ذلك على علاقة الطفل بوالديه بشكل إيجابي بنسبة كبيرة، لذلك سوف أقوم بتناول بعض الاستراتجيات في تربية الأطفال:
_ تعزيز ثقة الطفل بنفسه واحترامه لذاته “يبدأ شعور احترام الذات لدى الطفل بالحب والاهتمام وأيضا من خلال إعطاء الطفل بعض الصلاحيات للتصرف ودعم الأهل والثناء علي تصرفاته .
تنمية الذكاء العاطفي لدى الطفل “عن طريق تعزيز مفهوم التعاطف لدى الطفل من خلال مراعاته لمشاعر نفسه ومشاعر الآخرين وأن يضع نفسه مكان زملائه في معظم الأوقات، والشرح له بطريقة مناسبة لعمره كيفية إدارة مشاعره والتحكم في أفعاله وتشجيعه أن يفصح عن مشاعره .
تربية الطفل على الاحترام والتقدير “من أفضل الاستراتيجيات في تربية الطفل، و الاحترام والتقدير هو أن يتم تطبيق مواقف أمام الطفل تدل على حسن التصرف معه ومع الآخرين باحترام ولطف مما يجعل ذلك ينعكس على نفسه .
_ تعليم الطفل لغة الاعتذار “يعتقد الطفل أن تقديم الاعتذار أمر محرج له وهذا غير صحيح لذلك يجب تربيته على أن كلمات الاعتذار تقال بوضوح وسهولة ولا تسبب حرج له.
_ تعليم الطفل روح المشاركة
“في الطفولة يضع الطفل احتياجاته قبل أي شيء مما يجعله يواجه صعوبة في مشاركة الآخرين بأمر معين، و دور الأهل في تعزيز مفهوم المشاركة من خلال عدة وسائل منها تعليمه الأنشطة القائمة على التعاون مع الآخرين وبها يصبح شيئا فشيئا لديه استعداد للبدء في المشاركة بالثناء والتشجيع.
_ عدم إجباره على الجلوس مع أشخاص لا يريدهم حتى لا يفضل الانعزال ويصبح انطوائيا.
_ من المهم تكوين علاقة صداقة مع الطفل ولكن مع الاحتفاظ بالحدود.
_ منح الطفل من وقتك، من خلال قضاء الوقت الفردي والجماعي معه لكي يتعلم أن يكون بين مجموعة من الناس فهذا ينمي الذكاء الاجتماعي لديه.
في نِهاية هذا المقال، يجب أن نعلم الفرق بين الرعاية والتربية،وأن تشكيل الطفل مسئولية الوالدين،حيث بإمكانك تشكيل شخصية طفلك حتى يبلغ ٥ سنوات،لذلك يجب الاهتمام بالجانب التربوي ،ولا مانع من اللجوء للمتخصصين في الجانب التربوي في بعض الأحيان .
قراءة ممتعة عزيزي القارئ.