بقلم/مريم إبراهيم شلبي
سمي مسجد أيا صوفيا بهذا الاسم نسبة إلي القديسه المصرية صوفيا والتي كانت وثنية، ثم تعرفت على الدين المسيحي، فأحبته واعتنقته وعملت فيه أيضًا، وعرفت بشدة تعلقها بدينها المسيحي آنذاك، فوصلت قصتها لوالي روماني، وثني في مصر كان يدعى باسم كلوديوس، وأمر بامتثالها أمامه، ثم أمرها أن ترجع عن الدين المسيحي، وتعود لعبادة الأوثان من جديد.
-
مسجد أيا صوفيا
(الكنيسة التي تحولت إلي مسجد)
لكنها رفضت بشدة، ورغم التعذيب الذي تعرضت له، إلا أنَّها أصرت على بقائها على الدين المسيحي الذي اعتبرته دين الحق، وأنَّ الأوثان لا تنفع، ولا تُغني ولا حتى تضر، لذلك ما كان للوالي إلا أن أمر أخيرًا بقطع رأسها بعد أن كان قد قطع لسانها
وفي عام 325م، سمع الحاكم الروماني قسطنطين العظيم ووالدته هيلانا بقصة هذه القديسة، فأمر بنقل ضريحها من مصر إلى القسطنطينية، وهناك بنى لها كنيسة سمّاها باسم “آجيا صوفيا” أي القديسة صوفيا، ووضع ضريحها فيها تكريمًا لها ولروحها، وتحول لمسجد في زمن محمد الفاتح وبقي على اسمه “آيا صوفيا”.
-
مسجد أيا صوفيا
(الكنيسة التي تحولت إلي مسجد)
في عام 1453 فتح المُسلمون القسطنطينية تحت الراية العثمانية بقيادة السلطان محمد الثاني الذي لُقب بـ «الفاتح»، فأمر برفع الآذان في الكنيسة إيذاناً بجعلها مسجداً جامعاً. وانتقل مقر بطريركية القسطنطينية المسكونية إلى كنيسة الرسل المقدسة، والتي أصبحت كاتدرائية المدينة. على الرغم من أن بعضًا من أجزاء مدينة القسطنطينية كانت بحالة سيئة، فقد حُوفِظ على الكاتدرائية بأموال مخصصة لهذا الغرض. غُطيت اللوحات الفسيفسائية الموجودة بداخل الكنيسة بطبقةٍ من الجص لكونها لا تناسب استخدام المبنى كمسجد، واستمر ذلك عِدَّة قرون، ومع الوقت أُضيفت السمات المعمارية الإسلامية لآيا صوفيا، مثل المنبر، وأربعة مآذن، والمحراب. ظل مسجد آيا صوفيا المسجد الرئيسي لإسطنبول مُنذ تحويله حتى بناء جامع السلطان أحمد القريب، والمعروف أيضاً بالمسجد الأزرق، في عام 1616. شَكَّل نمط العمارة البيزنطيَّة لآيا صوفيا مصدر إلهام لبناء العديد من المساجد العثمانية الأخرى، بما في ذلك المسجد الأزرق ومسجد سليمان القانوني وجامع رستم باشا وجامع قلج علي باشا.

(الكنيسة التي تحولت إلي مسجد)
ظلّ المبنى مسجداً قرابة 500 عام منذ فتح القسطنطينية حتى عام 1931، وبعد قيام الجمهورية التركية العلمانية أُغلق المسجد أمام المُصلين طيلة أربع سنوات، ثم جرى تحويله في عام 1935 إلى متحف للجمهورية الوليدة.