التواصل في عصر الشبكات الاجتماعية: أثره على العلاقات الإنسانية
✍️ منة إبراهيم
في عصر الشبكات الاجتماعية، أصبح التواصل أمرًا سهلاً ومتاحًا للجميع بشكل لم يكن متوقعًا في الماضي. يعد التواصل عبر الشبكات الاجتماعية وسيلة فعالة للتواصل مع الأصدقاء والأقارب والزملاء في جميع أنحاء العالم في أي وقت ومن أي مكان، ومع ذلك، فإن هذه التطورات التكنولوجية قد أثرت بشكل كبير على العلاقات الإنسانية سلبا وإيجابا.
أولًا، يؤدي استخدام الشبكات الاجتماعية إلى تغيير في طرق التواصل، ففي الماضي، كان التواصل يتطلب جهودًا مادية وزمنية، حيث كان من المفترض أن تسافر لزيارة شخص محدد أو تستخدم البريد لإرسال الرسائل، ومع ذلك، فإن استخدام الشبكات الاجتماعية سهل هذه الطرق بشكل كبير، يظهر ذلك في القدرة على إرسال رسائل فورية ومشاركة الصور والفيديوهات بسهولة، وهذا يعني أن التواصل أصبح أكثر سهولة وسرعة، مما يتيح للأفراد التواصل بشكل مستمر ومتواصل.
ثانيا: تؤثر الشبكات الاجتماعية على نوعية العلاقات الإنسانية، على الرغم من أنه يمكن للأشخاص التواصل بشكل مستمر، إلا أن هذه الطرق غالبًا ما تفتقد إلى جانب من جوانب التواصل الحقيقي.
على سبيل المثال، قد يفتقد استخدام وسائل التواصل الافتراضية للغة الجسد والتعابير الوجهية التي تُستخدَم في التواصل المباشر، وقد يؤدي هذا إلى فهم غير صحيح للمشاركات والإشارات غير المباشرة.
ثالثًا، قد تؤدي شبكات التواصل الاجتماعي إلى انعزال الأفراد وتقليل التواصل الحقيقي.
أحد الآثار الإيجابية للتواصل في عصر الشبكات الاجتماعية هو توسيع دائرة المعرفة والتواصل، فيمكن للأشخاص التواصل مع أشخاص جدد من خلال المنصات الاجتماعية، وهذا يسهم في تبادل المعرفة والثقافة بين ثقافات مختلفة، كما يسهل التواصل مع أفراد من نفس المجال المهني، مما يؤدي إلى فرص عمل جديدة وشركاء تجاريين.
ومع ذلك، هناك آثار سلبية للاستخدام المفرط لشبكات التواصل الاجتماعي، فقد يؤدي الانخراط المستمر في هذه الشبكات إلى انعزال اجتماعي، حيث يقضي الأشخاص وقتًا طويلًا في التفاعل مع الأشخاص عبر الإنترنت بدلاً من التواصل وجهًا لوجه مما يؤدي لفقدان المهارات الاجتماعية والقدرة على التواصل في الحياة الحقيقية.
بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي شبكات التواصل الاجتماعي إلى زيادة التوتر والضغط على العلاقات، ففي بعض الأحيان، يمكن أن تؤدي المشاركة المستمرة في هذه الشبكات إلى مشكلات في التفسير والسوء فهم، مما يؤثر سلبًا على العلاقات بين الأفراد.
بالخلاصة، يمكن أن يكون للتواصل في عصر شبكات التواصل الاجتماعي تأثيرا كبيرا على العلاقات الإنسانية، قادر على أن يوسع دائرة المعارف والأصدقاء.
و يمكن القول إن بعض التحديات المرتبطة بالعلاقات الإنسانية في عصر الشبكات الاجتماعية، قد تؤدي لانخفاض التواصل وجها لوجه، وفقدان بعض جوانب التواصل مثل لغة الجسد وتعابير الوجه.
قد يؤدي استخدام هذه المنصات بشكل زائد إلى انعزال اجتماعي وانقطاع علاقات حقيقية.
اقرا ايضا:-
مواقع التواصل الاجتماعي نعمة ام نقمة؟