الإنسان طائر يهاجر ليلبي احتياجاته
✍ روان عبدالعزيز
التنقل من الأماكن له أسباب، البعض يعتبره تشتت و البعض الآخر يأخذه على محمل التغيير الممتع والتجارب الجديدة ، المهم أنه يحدث لأسباب ولا يحدث هباءً.
الجدير بالذكر أن الإنسان ليس هو فقط من يتنقل من مكانه وإنما أيضا الطيور تهاجر من مكان لآخر في مواسم معينة، ولهجرتها أسباب قوية فقد تهاجر من أجل الطعام وأحيانا من أجل المسكن الآمن ومن الممكن أن تهاجر للتكاثر وموسم التزاوج، المهم في الأمر أن الطائر عند هجرته من مكان للآخر يكون بسبب.
أصبحت الهجرة كثيرة جدا مؤخرا، ومنتشرة أكثر عند الشباب وفيما يلي سنعرض ماهي الهجرة وأسبابها وما يعود على المجتمع منها..

الهجرة :-
هي التنقل من مكان لآخر بهدف الحصول على العمل أو الانضمام للأسرة أو للترفيه، تتعدد أسبابها وطرقها ولكن أكثر نسبة للمهاجرين هي الفئة الشبابية لأنهم أكثر تحملا للحركة والتنقل ومشقات الحياة الصعبة.
الهجرة نوعان ” داخلية وخارجية”
– داخلية تكون في محيط البلد التي يعيش فيها الفرد مثل الهجرة من القاهرة إلى الإسكندرية، فالمحافظتان داخل دولة واحدة، ومن الممكن أن تكون الهجرة داخل محافظة واحدة مثل نقل السكن من مكان لآخر، وتعد هجرة أيضا بما أن الشخص ترك المكان المستقر به منذ فترة طويلة.
– خارجية: وتكون من دولة إلى دولة أخرى ربما داخل نفس القارة مثل الهجرة من السودان إلى مصر، كما يحدث الآن بعد ما حدث من مشاكل دولية داخل السودان، وانتقل العديد من الشعب السوداني إلى مصر للاستقرار فيها في انتظار أي جديد.
من الممكن أن تكون خارج القارة الواحدة مثل الهجرة من مصر إلى السعودية أو أي دولة أوروبية.
الهجرة نوعان من حيث الطريقة فهناك ” هجرة شرعية وهجرة غير شرعية “:
– الهجرة الشرعية التي تتم بعلم الحكومة وتكون كل أوراقها رسمية ومعلومة عند جميع الجهات الحكومية بعكس غير الشرعية فهي تتم بالخفاء بعد قرار مجموعة من الأشخاص السفر لمكان ما بدون علم أحد فيقومون بالتسلل عبر الأماكن غير المراقبة، وبالتالي بدون علم الجهات الحكومية ولكن هذا النوع من الهجرات يكون غير آمن وأحيانا يتم القبض عليهم ومنهم من يلقى حتفه فيها.

أسباب الهجرة :-
لكلٍ منا هدف يستحق المجاذفة من أجل تحقيقه، ومن الممكن أن يكون تحقيق الحلم ليس في نفس البلد المقيم بها، لذا يلجأ للهجرة أيا كان نوعها ومن ضمن أسباب الهجرة ما يلي :
اللجوء إلى المناطق الآمنة : في الكثير من دول الشرق الأوسط عادة ما تحدث الحروب والمنازعات فيضطر سكان البلد أن يغادروها ويبحثوا عن المناطق الأكثر أمان.
الفقر : قلة الأموال أو البطالة المتزايدة أو حتى عدم توفير الفرص للفئة المتوسطة والفقيرة سبب قوي يجعلهم يغادرون بلدهم بحثا عن فرصة عمل جيدة مع مرتب ممتاز يحسن من حالتهم المادية قليلا فيلجأ الكثير منهم إلى البلاد المتقدمة ويهاجروا من بلدهم.
تغيير المناخ : تلعب حالة الجو واضطراباته الأخيرة عاملا أساسيا في أمان الأفراد، فمثلا يتركوا الأماكن التي تحدث بها أعاصير وزلازل وبراكين وغيرها من الكوارث الطبيعية للبحث عن مكان أكثر أمنا.
الارتياح الشخصي : بعض الطوائف العرقية أو الدينية قد تشعر بالتهديد أو الاضطهاد، مما يشعرهم بعدم تقبل المكان ويزيد إحساس عدم الانتماء لهذا المكان فيتم اللجوء لمكان أكثر راحة ليستطيعوا العيش فيه بسلام.
الدراسة : الحصول على درجات علمية عالية من جامعات ذات قيمة كبيرة يجعل بعض الشباب يتهافتون على السفر للخارج لاستكمال حياتهم الدراسية هناك، وبعد أن يستكفوا من الدراسة يقررون البقاء لاستمرار حياتهم هناك والعمل بالخارج.
الارتباط ولقاء الأحباب : بعد التقدم الذي نعاصره في التكنولوجيا قد يلتقي اثنان عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي ويتحابا ويقررا الزواج فيسافر أحدهما للآخر حتى يتزوجا .
السياسة : الخوف أو عدم الرغبة في القيود يجعل البعض يترك بلده ويهاجر رغبة في التحرر وعدم الوقوع تحت ضغط القيود.
الإحساس بالمغامرة : أحد أبرز أنواع الهجرات سببها المغامرة فبعض الناس تهوى الترحال ويقومون بالسفر إلى بلاد العالم ومتى أرادوا الاستقرار يلجأون إلى البلد الأكثر راحة بالنسبة لهم .

نتائج الهجرة :-
تتنوع النتائج الواقعة على كل بلد إذا كانت المستضيفة للشخص المهاجر أم البلد المُرسِلة للشخص المهاجر بين السلب والإيجاب وهذا ما سيتم عرضه كالتالي :
النتائج الإيجابية للبلد المستضيفة للشخص المهاجر :زيادة تنوع اللهجات واللغات عند تجمع لهجات وجنسيات مختلفة في بلد واحد.
زيادة الأيدي العاملة مما يساهم في الإنتاج وزيادته للبلد بعد تقاعد الفئة الكهولة عن العمل .
قبول المهاجرين بأي وظيفة وأي أجر يعرض عليهم لأنهم بحاجة إلى العمل .
كثرة عمل المشاريع الصغيرة ومعها زيادة الطلب على الخدمات والسلع المعروضة.
توفير مهارات جديدة تكون ناقصة عند سكان البلد.
النتائج السلبية على البلد المستضيف للشخص المهاجر :
مشاركة المواطنين في الخدمات الصحية والتعليم.
زيادة عدد السكان مما يؤدي إلى الزيادة السكانية في البلد.
التنوع في الجنسيات والديانات قد يؤدي إلى خلافات ومشاكل بين الطوائف.
قبول المهاجرين بالأجور الهزيلة قد يشجع أصحاب العمل على تدني الأجور أكثر للمواطنين بدلا من زيادتها.
النتائج الإيجابية للبلد المرسِلة للشخص المهاجر :
يتعلم المهاجر مهارات جديدة قد يستطيع من خلالها إفادة بلده بعد عودته.
يستطيع أن يرسل إلى عائلته أموالا تغطي احتياجاتهم فيتحسن وضعهم المالي.
توفير فرص عمل للمقيمين في البلد ولم يهاجروا.
النتائج السلبية للبلد المرسِلة للشخص المهاجر:
تقليل القوى العاملة في البلد بعد ذهاب ذوي المهارة في العمل.
خلل في التوازن بين عدد الذكور والإناث فبعد سفر الكثير من الذكور يبقى العديد من الفتيات عازبات.
زيادة هجرة العقول فيما يعني أن ذهاب ذوي العقول الخبيرة يقلل من مهارة العمل في البلد.
الهجرة متواجدة منذ أن خلقت الأرض، فالإنسان القديم كان دائم التنقل للبحث عن مأكله ومشربه ومسكن آمن له، وأيضا كانوا في زمن رسالة النبي ” محمد صلى الله عليه وسلم ” يهاجرون في سبيل الله حتى رسولنا الكريم هاجر هو وأمته بأمر من الله وكما قال الله – عز وجل- في كتابه العزيز-:
قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 100]…
التنقل والسفر الدائم ليس بالسئ دائما، فمثل ما له إيجابيات له أيضا سلبيات، ولكن يظل السفر ومتعته هواية لا يحبذها غير الذي يشعر بمتعتها أو مضطر لها باحثا عن عيشة مرفهة و مستحسنة.
