مقالات

إلى ما تسعى التربية في مدارسنا ؟!!

✍ إيمان حامد

 

هل فكرت يومًا في غرض أو هدف التربية في مدارسنا؟ الحقيقة أنه ليس لدينا غرض للتربية في مدارسنا سواء إعداد أطفالنا وشبابنا للامتحانات لينجحوا ويحصلوا على الشهادة التي تمكنهم من النزول في معارك الحياة ليرتزقوا ويعيشون فقط وقد أصبح هذا الهدف على كثير من شبابنا المتعلم أن يموت فكريًا لأنه لا يتابع سير تفكيره بعد التخرج .

كما نجد أن أصحاب المهن من شبابنا يعيشون بما يتعلمونه لا يسايرون الزمن في فنهم ولا يقدمون جديدًا في ميدان الإبداع والابتكار لهذا نحن في حاجة إلى نوع العلم الذي يتيح للمواهب الفردية أن تنمو تبعًا لطبيعتها ويصبح كل طفل قادرًا على النمو إلى أكمل حد ممكن مع تعرفه على الثقافة التي تجعله منسجمًا مع المجتمع.

لذلك يجب أن نقلب سياسة التربية الحالية ونتوقف عن نظام صب القوالب وحشو الرؤوس فهذه السياسة لا تراعي الفروق الفردية والميول المختلفة بل نصب كل الأطفال في قالب واحد وقد ينتج عن هذه السياسة ظاهرة الغش بين الطلبة والطالبات في جميع مراحل التعليم والسبب الأول لهذا الداء هو أن ما يتعلمه الفرد لا يناسب الميول والقوى الكامنة وأن الهدف الذي يهدف إليه المتعلم هو الشهادة وليس العلم لذاته .

وهذه السياسة لا تراعي ميولهم التي هي النواة الحية ونقطة الابتداء والأساس لتربيتهم في مراحل التعليم المختلفة وأصبح كل اهتمامنا موجه إلى ملء الإناء الفارغ إننا نملأ الرءوس استعدادًا للامتحان المدرس يجاهد لإدخال المعلومات والطالب يكافح لإتقانها حتى يفرغها على ورقة الامتحان ويخرج وقد شعر براحة لأنه قد تخلص مع عبئه الثقيل.

وعندما يقدم على قراءة سطرين في كتاب بعد تخرجه يجعله يشعر بالملل وهو إن أراد أن يقضي على أرقه إحدى الليالي فعلاجه يسير وهو قراءة بضعة أسطر فى كتاب إننا نحن الذين غرسنا في نفسه الكراهية للعلم وقضينا عليه ألا يتابع التطور الفكري .

إننا في حاجة إلى سياسة محددة مدروسة في المراحل التعليمية المختلفة لنصل إلى الهدف التربوي الصحيح ففي مراحل التعليم العام يجب أن نراعي وضع البرامج التي تمكن كل فرد من أن ينمي ما بدخله من أبداع وأن نجعل المدرسة صورة مصغرة للمجتمع الكبير حتى يتدرب النشء على الحياة نفسها.

ويجب في المرحلة الجامعية أن يتعرف الطالب على الفنون المختلفة ليصبح لديهم القدرة على مواجهة الحياة وقد تدرب على الأسلوب العلمي ليصبح مستقل معتمد على نفسه يستخرج الحقائق الجديدة من المبادئ التي درسها وبحثها وبهذا يكون قد ابتعد عن كونه آلة متحركة وعبدًا للوظيفة .

لذلك يجب أن نكون على دراية أنه إذا قضى على الناحية الإبداعية في التفكير فإن الأمة تصبح جامدة مملة ولكن يجب أن نسعى لتيسير التعليم للجميع والاجمل من ذلك أن نهتم بنوع العلم الذي نقدمه فأن هدف الأمم في التربية هو تدريب النشء على أن يفكر بنفسه لنفسه بتنمية قواه العقلية والنفسية والخلقية وتغذية ميوله الكامنة وإعداد أصحاب النبوغ والعقليات الممتازة ليكونوا علماء الأمة وروادها في مختلف فنون الحياة.

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى