مقالات

انفصام الشخصية أزمة الهوية ومتاهات الواقع 

 

✍️ورد سلمي

 

في لحظة ما يمكن أن يعبر العقل عن أسرار وهواجس غريبة، تراها أعين المريض دون سواه، يختلط الواقع بالخيال فلا يستطيع التفرقة بين الواقع والخيال والغريب أنه يرى كل شيء وكأنه حقيقي، وليس بصورته الأصلية بأنه وهم، ماذا يدور بعقل مريض الانفصام؟

 

انفصام الشخصية يعتبر من أكثر الاضطرابات في الصحة النفسية تعقيدا، حيث يؤدي لتشويش عقل المريض، ويؤثر بشكل كبير على حياة الشخص المصاب، فيرى هلاوس وأوهام ويحدث اختلال في التفكير وعدم القدرة على أداء المهام الحياتية.

 

كما ذكرنا أن المريض لا يفرق بين الواقع والخيال فما هى أعراض الانفصام؟ 

يعتقد بعض الناس أن هناك أعراض شائعة ورئيسيّة لدى المُصابين بالشيزوفرينيا، والحقيقة أن لكل حالة أعراض تظهر عليها، لكن سنذكر بعض الأعراض هنا:

 

الأوهام 

والوهم هو اعتقاد يؤمن بقناعة تامة لوجهة نظر خاطئة أو غريبة، قد يشعر المريض بالوهم أن هناك من يحاول قتله، أو أنه يتعرض للاضطهاد، أو أنه يتعرض للملاحقة أو المطاردة ويرى أطياف حوله وهكذا.

 

الهلوسة

وهى أن يرى أو يسمع أو يتذوق أو يشعر بأشياء داخل عقله فقط، ليست واقعية، والأكثر شيوعا هى سماع الأصوات.

 

اضطراب في التفكير والكلام

يجد بعض المرضى صعوبة شديدة التركيز على شيء معين

ويشعر بعض المرضى بأنهم خاضعون لسيطرة شخص آخر على تفكيرهم، أو أن أفكارهم ومعتقداتهم زرعها شخص آخر في أذهانهم.

 

ويصف بعضهم بأنه يشعر بالضبابية كأن يشعر بأن أفكاره مشوشة أو أنه غير قادر على التفكير أو تذكر الكلام، وفي بعض الأحيان لا يمكن للآخرين فهمهم.

 

عدم الرغبة في الاعتناء بأنفسهم واحتياجاتهم مثل عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية.

 

الشعور بالانفصال عن مشاعرهم وعواطفهم، الرغبة في تجنب الناس ، بما في ذلك الأصدقاء فتجدهم يميلون للانعزال.

 

إن عقل المصاب بالفصام يشبه قطارا بلا سائق، يسير في خطوط غير منتظمة وغير متوقعة، ويترتب على ذلك جعله يعاني من الفوضى العاطفية والعقلية، هناك صراع دائم بين ما هو حقيقي وما هو وهمي، فهو غير قادر على التفرقة كأن يشعر بأن أحدهم يتحدث معه والغريب لو أن هذا الشخص كان متوفي، أو يشم روائح غريبة لا يشعر بها غيره أو كأن يرى نفسه معلق بين السماء والأرض في النهاية تشويش العقل قادر على تشويش جميع الحواس.

 

 أبرز أسباب انفصام الشخصية:

١-العوامل الوراثية والجينية.

٢-التعرض لصدمة نفسية قوية مثل الإساءة الجسدية أو العاطفية.

٣-الإجهاد النفسي والعاطفي المستمر.

تجارب سلبية في الطفولة مثل الإهمال والإساءة.

والجدير بالذكر يعاني حوالي 1 من كل 100 شخص من مرض انفصام الشخصية في حياتهم ، ويستمر الكثيرون في عيش حياة طبيعية.

 

لمساعدة مريض الانفصام على تخطي مرضه يجب اتباع ما يلي:

١- الدعم: دعم من الأصدقاء والعائلة وحضور جلسات الدعم النفسي في مجموعات يمكن أن يكون مفيدًا أيضًا.

 

٢-العلاج الدوائي: استخدام الأدوية المضادة للاضطرابات النفسية قد يكون مفيدا للتحكم في الأعراض وهذا يصفه الطبيب المعالج بجرعات معينة للمريض.

 

٣-العلاج النفسي: حسب إرشادات الطبيب المعالج، يساعد العلاج النفسي على الاستقرار العاطفي والعقلي وتحسين القدرة على التعامل مع الأوهام العقلية.

 

٤- العلاج المؤسسي: وهو طريقة حديثة للعلاج حيث يهدف هذا العلاج إلى تقديم دعم مكثف ومستمر للمريض في مكان إقامته.

 

في ختام هذا المقال، يظل انفصام الشخصية تحديًا نفسيًا غامضًا يشكل تأثيرًا كبيرًا على حياة المصاب ومحيطه.

تعد الأعراض المتنوعة والتناقضات الداخلية التي يعانيها المرضى تجربة صعبة ومعقدة، ومع ذلك فإن العلاج المبكر والدعم النفسي الجيد يمكن أن يكونا أساسيين في تحسين الحالة وتحقيق تحسن ملحوظ في الحياة.

 

أما عن إجابة ماذا يدور بعقل مريض الانفصام؟

فيمكنني ترشيح بعض الأفلام التي توضح ماذا يدور بعقله.

Shutter Island-

A beautiful mind-

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى