الفن ودوره في تعزيز الوعي الإجتماعي
كتبت / خلود أحمد
“الفن رسالة”، أُطلقت هذه الجملة على الأعمال الفنية خاصة أنها تقوم بتوصيل رسالة فعلية إلي المشاهدين، وليس فقط اقتصر دور الفن على بعث رسائل حقيقية ولكن استطاع الفن الوصول إلى التأثير على المشاهدين عن طريق الابداء الفعلي لبعض الظروف والأحوال الخارجية التي تؤدي إلي معرفة الشخص حقيقة الواقع سواءً من حوله أو الواقع الذي يعيش فيه الآخرين.
ومن بعض التأثيرات التي سببها الفن كانت التأثير على تعزيز الوعي الاجتماعي وكان ذلك عن طريق القيام بعرض بعض الأعمال الفنية سواء قديماً أو حديثاً، كما أن في هذه الفترة عُرض بعض الأعمال الفنية التي تهتم بالتاريخ بصفة خاصة وذلك ليستطيع الشخص معرفة حضارة وتاريخ بلده، وإحياء تراثه الخاص، كما أن الفن يعتبر من أكثر الأشياء تأثيراً على الوعي الاجتماعي، حيث أنه يقوم بعرض نماذج حية تخص الجانب الاجتماعي، ف عن طريق الفن يتوصل الإنسان إلى الالتفات إلي بعض الأحداث، إحدى هذه الأحداث تكون عبارة عن مشكلات تواجه المجتمع، وبعض هذه الأحداث تكون عبارة عن واقع ملموس ولكن لم يعلمه بعض الأفراد.
الوعي الاجتماعي يتمثل في: الأسرة وتكوينها، الشعب وترابطه، الشعب ومتطلباته، التفاوت الطبقي وتأثيره على كل أفراد المجتمع.. كل هذه الطرق تؤدي إلي معنى واحد فقط وهو “الوعي الاجتماعي”، الحياة الاجتماعية هي ترابط وثيق وجوده هو بمثابة تكوين رئيسي للمجتمع .
فنحن لا نستطيع أن ننكر أن للفن دور هام في التوجيه الاجتماعي.. وتقديم العديد من الأعمال الهامة من أكثر هذه الأعمال انتشاراً ونجاحاً هم: فيلم “مطب صناعي”، وفيلم” عسل اسود” وفيلم ” صعيدي في الجامعة الأمريكية”.. هذه الأفلام تعتبر من الأفلام القديمة نسبياً في هذه الفترة خاصةً أن جميعها كان يهتم موضوع مختلف عن الآخر ولكن هذه الأفلام هي من أكثر الأفلام الواقعية التي تقوى الوعي الاجتماعي حتى إذا أصبحت من الأفلام القديمة.. فالقِدم لا يطلق على شيء له أثر.
بدايةً بفيلم “عسل اسود” الذي يعتبر من أكثر الأفلام إلماماً بالواقع والأحداث الجارية وببعض مشكلات الشعب التي تندرج تحت ” الفقر النسبي”، وضح هذا العمل أن أغلب الناس تعتقد أن الهجرة إلي بلد أخرى تعتبر هي الحل الأمثل لكل شيء، في بعض الأحيان تكون حل نسبي قصير، لكن النسبة الأكبر من الناس تعيش تحت مبدأ واحد اجتمعوا جميعهم عليه وهو” الرضا”.. في أحداث الفيلم وجدنا الفنان “أحمد حلمى” وهو جالس على مائدة الرحمن التي تقام في أغلب الأماكن أو كما يقال تكون موجودة في كل مكان في مصر خاصة في شهر رمضان الكريم، حينها سأل ” انتوا كلكم طالبين نفس الاكل ونفس الDesert” والرد كان اه رضا، أغلب الشعب يرى أن مرور اليوم في حد ذاته رضا وجودهم في البلد مهما كانت أحوالها يعتبر رضا.
ولم يكن ذلك هو المشهد الأوحد.. لأن هذا الفيلم قدم مشكلات الشعب والواقع الذي يعيشه أغلب الناس، وهذه المشكلات كانت كفيلة أنها تقوم بتعزيز الوعي الاجتماعي عند أغلب المشاهدين، خاصةً أنهم قاموا برؤية الصورة وهي مكتملة الأركان، ومن هذه المشكلات هي: عدم توافر فرص للشباب، والتزاحم، والمعرفة الحقيقية لمستوى معيشة الشعب، وكل هذه المشكلات قامت بتنمية الوعي الاجتماعي، فكل شخص استطاع معرفة الحقيقة الكامنة التي لم يكن يعرفها وأيضاً استطعنا السيطرة على بعض المشكلات وذلك لمعرفتها المشكلة بالحل الجذري لها.
وحين نذكر فيلم”مطب صناعي” وأحداثه التي تدور حول شاب يرى أن الحياة الريفية نسبياً لم تجعله شاب قادر على الحياة العامة في بحث عن السفر إلي القاهرة ليجد عمل مناسب له ولثقافته التي تندرج تحت مقولة” حب ماتعمل حتى تعمل ما تحب”، ولكن عند العمل يلتقي بشخص يعتبر من رجال الأعمال ويشارك تعليم ومساعدة ابنته.. وبعد فترة بسيطة يتحول من شاب ريفي يبحث عن فرصة عمل ليستطيع تكوين حياته إلي رئيس مجلس إدارة ولكن لفترة بسيطة، وفي ظل هذه الفترة رغم أي صعوبة يجدها إلا أنه يُخرج أفكار تجعله يحصل على ما يريد بالطريقة الصحيحة.
ولكن لم يتمكن من استكمال ما يبحث عنه وذلك لأنه في نظر كل شخص قريب من رجل الأعمال، يرى أن هذا الشاب ماهو إلا شاب ريفي لا يمكن أن يكون في يوم من الأيام سوى مساعد أو عامل فقط، ولا يمكن أن يكون رجل أعمال وذلك لأنه يمتلك تفكير مختلف ولكنه لا يمتلك أي نوع من أنواع التعالي أو امتلاك أي مستوى دخل يجعله رجل مهم في المجتمع، وجاء هذا العمل مشجع الشباب على التفكير والعمل فقط لأن هذا هو بداية الطريق الذي به يستطيعون الوصول إلي أحلامهم وتحقيقها بل وارسم احلام أخرى وأيضاً الوصول إلى هذه الأحلام.
استطاع الفن توصيل رسائل لتعزيز الوعي الاجتماعي بطرق مباشرة لكي تكون هي الحل الأمثل لأي مشكلة إجتماعية، لذلك يسعى الفن إلي توضيح بعض النماذج والأمثلة الحية التي تقوم بتعزيز الوعي الاجتماعي وهذه النماذج تعتبر من أكثر النماذج التي تساعد على هذا التعزيز، وأييضاً هذه الأعمال الفنية تكون من ضمن أفضل الأعمال مشاهدة في ذلك الوقت، لذلك يبقى الفن رسالة ويبقى المشاهد هو المُستقبِل.