الفنون هي مرآة الشعوب وثقافتها
✍ روان عبدالعزيز
فنون ومواهب ومعجزات فطرية تتفجر على أرض كل بلد يوميا، منها ما ينمو ويزدهر ويظهر للعالم ومنها ما يُوأد قبل ظهوره للنور. يظل الإنسان يكتشف حقيقة ذاته حتى الممات فهي طبيعة ابن آدم ، تتنوع الفنون وتتنوع طرق تقديمها من شخص لآخر لكنها تظل فنون تساعد البشر في التخلص من أعباء الحياة، فالبعض يعتبرها وسيلة للترفيه عن مشاكل الحياة والبعض يأخذها كمصدر رزق يستطيع العيش به. تعددت الأسباب وبعد أن ظهرت السينما والفن كجزء غير مفهوم للبعض، أصبحت من أساسيات ومؤثرات الحياة.
بعد أن اخترعت السينما والفنون وكانت جزء مبهم للناس أصبحت هي البؤرة التي تُظهر للناس ثقافة شعبها وعاداته وتقاليده ومدى تقدمه أو تخلفه ومدى تفتح الشعب على الثقافات المجاورة ، أصبحت أيضا حلقة وصل بين الشعوب، فأصبحنا نرى اليوم نجوما مختلفين من قارات مختلفة ولكن متشاركين في الموهبة، تتشارك ثقافاتهم مع بعض فتنتج ثقافة جديدة ويتابعها الشعوب بصدر رحب ، ونتحدث عن نوعين أساسيين في الفن وهما السينما والفنون التشكيلية :-
أولاً : السينما:-
بدأت السينما في العالم عن طريق فكرة بدائية لفتت انتباه “الفنان والمهندس الايطالي/ لوناردو دافنشي” الذي قال أن: إذا جلس شخص بمفرده في غرفة مظلمة ليس بها غير ثقب صغير يظهر منه ضوء الشمس فإنه سيرى خيالات كل شئ في الخارج وسيتخيل أشياء كثيرة من هذه الخيالات، ومن هنا كانت نقطة الانطلاق للعلماء والمجربين وبداية السينما عالميا حتى تمكنوا من اختراع آلات سينمائية .
تم بعدها اختراع الفانوس السحري واعتبر أول الاختراعات للسينما والذي أكد فكرة دافنشي في القرن 14 فكان صندوقا أسودا به من الداخل مرآة مقعرة أمامها مصدر إضاءة تجمع الضوء وتعكسه على رسمة أو صورة فيراها المتفرج، انتشرت فكرة الفانوس السحري للمنازل في القرن السابع عشر وأضحى كل تجمع أسري لا يخلو منه.
هوس العلماء زاد بعد اختراع الفانوس السحري فقاموا بتطويره باستخدام العديد من الطرق حتي توصلوا لاختراع ” الفيناكيستكوب” وهو عبارة عن قرص يحمل عليه صندوق به العديد من الصور وله فتحات وحينما يدور القرص ينظر المتفرج من الفتحات ويرى الصور المتحركة .
تعددت مراحل تطور السينما ومرت بجولات كثيرة حتى أصبحت على ما نراه الآن، فقد مرت بمرحلة تجربة أول صورة متحركة على يد العالم ” أدوارد ميبريدج”، واخترع بعدها الشريط السينمائي عن طريق ” جورج إستمان و ويليوم ويلكر”، وقام المخترع الأمريكي ” توماس أديسون” باختراع الكينتوجراف والكينتسكوب، واستكمل الأخوان “لوميير” صناعة آلة السينما توغراف والتي اشتق منها اسم السينما،
بعدها بدأ المخترع ” ليون بولي” فيها والذي لم يتمكن من استكمالها بسبب قلة المال.
مرت أيضا السينما بأكثر من مرحلة منها ” الريادة، الأفلام الصامتة، ما قبل الحرب العالمية الثانية، العصر الذهبي لصناعة السينما، الانتقالية، العصر الفضي و العصر الحديث “، وأصبح لها شعبية و لا يستطيع أحد التخلي عن وجودها، فجهاز التليفزيون من الأجهزة الأساسية في أي منزل وكل منا يتابع ما يحبذه ويستهواه.
تؤثر السينما على حياة شعبها فهي تختلف من شعب لآخر فكل دولة تعرض ما يناسبها على شاشتها.
يتأثر الشباب خاصةً بكل ما يتم عرضه ويختلف التأثير سلباً أو إيجابا، فإذا عرض شيء آدمي مهذب يؤثر إيجابيا، وإذا عرض العنف على الشاشة فسيؤثر سلبا عليهم وبالتالي يتأثر المجتمع وثقافته وما يحويه.
ثانياً:- الفن التشكيلي :-
نوع من أنواع الفنون واشتق من كلمة ” plasticize” وتعني قالب، وله العديد من الأنوع ولكن الشائع منها ” النحت” ويعادله الرسم فهو من أبرز أنواعه، يسمى الفن التشكيلي بالعديد من الأسماء منها ” فنون الجرافيك، الفنون التطبيقية، الفنون الجميلة”، ويعتبر أيضا من الفنون المرئية وهذا ما يميزها عن غيرها من الفنون مثل الرقص والموسيقى وغيرها، كما يعتمد على الأشكال ثلاثية الأبعاد في تنفيذه ويضم أيضا ” الأوريغامي وهو الفنون الورقية، الكولاج، الفيسفاء، نفخ الزجاج و الأعمال الخشبية”.
تعود أصول الفن التشكيلي لعصور ما قبل الميلاد ففي عام 210 قبل الميلاد تم اكتشاف كنز منحوتات الطين لأسرة تشين بالصين المعروفة باسم جيش الطين الصيني وقيل أن انشاءه استغرق 38 عاما ، كما ظهر في نفس الفترة نحت اليشم في الشرق الأوسط ، ونحت الطين في حضارات البحر الأبيض المتوسط مثل حضارة اليونان القديمة، وتغير شكل الفنون التشكيلية في العصور الوسطى إلى نحت التماثيل الدينية.
قامت بتدريسه العديد من المدارس بآرائها المختلفة ومنها ” المدرسة الواقعية، الانطباعية، الانطباعية الجديدة أو ما بعدها، الرمزية، التعبيرية،الدادائية، السريالية، التجريدية”، مُيزت الفنون التشكيلية عن غيرها من الفنون منذ نشأتها في القرن التاسع عشر وبالرغم من ذلك غُيرت في القرن العشرين بعد حدوث صراعات في الفن وتم اقتراح مصطلحات أخرى مثلها في التعبير مثل فن الشارع وبعدها دخل التصوير والفن الرقمي في مجال الفن التشكيلي.
عُرف العديد من الفنانين المهتمين بالفنون التشكيلية وأصبح لهم أعمالهم المضيئة للعالم كله منهم ” الفنان الأسباني بابلو بيكاسو “، الإيطالي لوناردو دافنشي و مايكل أنجلو، والهولندي فان جوخ ، والفرنسي أوغست رودين “.
يعتبر الفن التشكيلي جزءا من تراث المجتمع وثقافته وتاريخه وما ينتجه من أعمال فنية تخلد في الذاكرة باسمه، فتؤثر على مجتمعه وثقافته فهو يعبر عن إحساسه وشعوره بمجتمعه والفن الملائم معه ، كما يؤثر على اقتصاد المجتمع عن طريق المعارض التي تقام ومنها تحصل الدولة على الأرباح.