أسطورة عجل السامري الذهبي
✍ إيمان حامد
عجل السامري الذهبي واحدة من الأساطير التي تجذب السياح إلى منطقة وادي الراحة في سفح جبل الصفصافة على يمين المتجه إلى دير سانت كاترين والذي تم نقشه في تحت المنطقة .
سميت تلك المنطقة بوادي الراحة لأن نبي الله موسى أثناء عودته لمصر مع أسرته وعندما آنس من جانب الطور نارًا قال لأهله” امكثوا ” انى آنست نارا، فمكثوا واستراحوا وهناك رواية آخرى تقول أن وادي الراحة هو المكان الذي استراح فيه بنو إسرائيل انتظارًا لنزول نبي الله موسى من أعلى الجبل عقب تسلمه الألواح .
وعند الحديث عن نقش العجل الذهبي فقد كثرت الحكايات والروايات بشأنه فالبعض يراه تمثالاً للعجل الذي صنعه بنو إسرائيل لكي يعبدوه بعد تأخر سيدنا موسى، وظنهم أنه قد مات ولكن عند عودة سيدنا موسى تم تحويله إلى حجر أو أنه هو القالب الذي استخدم في صنع عجل السامرى الذهبي.
وآخرى تقول أن نبي الله موسى عندما نزل من الجبل ووجد قومه يعبدون العجل فلطم العجل بيده فلصقه بالجبل مما أدى إلى وجود ذلك الأثر لزمننا هذا عبرة لنا وتجسيد لما حدث أيام سيدنا موسى بينما تقول أسطورة إنه كان قالب العجل الذي استخدمه السامري استخدم شكل العجل المنحوت في الصخر كنموذج أو قالب لصناعة العجل الذهبي
وعند زيارة جبال سيناء أو جبال سانت كاترين سوف ترى الكثير من التكوينات الصخرية على هذا الشكل طير أو جمل بسبب طبيعة المناطق الصحراوية حيث أن هذه الجبال قامت بتشكيلها بفعل عوامل التعرية وصنعت منها منحوتات تفوق أعمال أعظم النحاتين وخصوصًا بمنطقة سانت كاترين والوادي الممتد من النقب إلى طابا ” طريق النقب – طابا ”
وتوجد مجموعة منحوتات رائعة في جبال سيناء تمثل لوحات فنية يزيد من جمالها ورهبتها ضيق الوادي وكثرة منحنياته واتساعه عند بدايته ونهايته مما يترك فرصة كبرى للخيال الخصب .
ويري البعض أن المنظر المقابل لما يعرف بمقام النبي هارون هو العجل الذهبي وعرف أن هذا الشكل ربما يمثّل القالب الذي صب عليه السامري العجل الذهبي الذي عبده بنو إسرائيل فوق التل المقابل لهذا النحت الذي عرف بمقام النبي هارون، وذلك أثناء تغيب نبي الله موسى عنهم أربعون يومًا .
وكانت عبادة العجل خارج نطاق هذه المنطقة قرب وادي حبران وهو الوادي الذي يتميز بوفرة العيون الطبيعية والأعشاب الطبية وقد قام نبي الله موسى بعبوره وحيدًا إلى موقع جبل موسى الحالي بالوادي المقدس استجابة لأمر ربه لتلقى ألواح الشريعة اليهودية .
والجدير بالذكر أن جبل موسى يبعد عن هذه المنطقة حوالي 35كم ما جعل بنو إسرائيل يعتقدون بفقدان نبي الله موسى وعدم عودته خاصة أنه أبلغهم أنه سيغيب ثلاثون يومًا فقط، كما أمره ربه ولكن زادت المدة إلى أربعين يومًا بعد مغادرة نبي الله موسى لبنى إسرائيل طبقًا لنص القرآن الكريم في سورة الأعراف آية 142 ” وَوَٰعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَٰثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَٰهَا بِعَشْرٍۢ فَتَمَّ مِيقَٰتُ رَبِّهِۦٓ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَٰرُونَ ٱخْلُفْنِى فِى قَوْمِى وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ ٱلْمُفْسِدِينَ “