زراعة الأعضاء ومضاعفاتها

25

 

خلود أحمد

 

في الوقت الحالي أصبحت طرق زراعة الأعضاء مختلفة وأحياناً تكون سهلة، الآن يستطيع العديد من الأطباء القيام بعمليات “زراعة الأعضاء”، وتعتبر هذه العمليات من إحدى الطرق الحديثة لإنقاذ حياة الكثير من المرضى فهى تعتبر الحل الأمثل لكافة أنواع المشكلات الصحية، لذلك يعتبر أي تطور مهما كانت درجة بساطته هو بمقدار تطور عظيم في مجال زراعة الأعضاء وأيضاً في نقص عدد المرضى.. زراعة الأعضاء اصبحت الحل الأوحد الذي يلجأ له الأطباء، حيث أنهم يقوموا بزراعة عضو من جسد شخص متوفى إلي جسد المريض.. واستطاعوا الوصول إلى طرق لنقل عضو أو جزء من عضو من جسد شخص حي إلى جسد المريض حتى يستطيعوا الوصول إلى نسب شفاء عالية مقارنةً بنسب الشفاء التي كانت في القِبل.. فما هي زراعة الأعضاء؟

 

زراعة الأعضاء أو كما يطلق عليها”Organ Culture”، تتمثل زراعة الأعضاء في نقل عضو معين من شخص إلى شخص آخر، وفي بعض الأحيان يقوم الأطباء بنقل جزء من جسم المريض إلي جزء آخر مصاب في جسم نفس المريض، ولكن في هذه الحالة يكون الهدف هو استبدال العضو المصاب في جسم المريض، وفي بعض الأحيان أيضاً يقوم الأطباء بتكوين أعضاء من خلايا نفس المريض.. مثل “الخلايا التي يقوموا باستخراجها من الأعضاء المصابة بتلف معين، والخلايا الجذعية” وهذه الحالة يقومون بها في مجال “طب التجديد” المخصص للعلماء ومتخصصي الهندسة الوراثية.

لكل شيء مختلف مسمى أيضاً فعند زراعة الأعضاء يتغير اسم العضو إلي “الطعم الذاتي”، وأيضاً تسمى عملية زراعة الأعضاء “بالطعم المغاير” وهي التي تجرى بين شخصين ولكن من نفس الجنس، كما أن هذه العملية يمكن أن تتم من شخص حي أو شخص متوفي وحينها يأخذ الأطباء ذلك العضو من الجسد المتوفي إلي جسد الشخص المريض.

 

لكن مع تطور العلم بنسبة كبيرة استطاع الأطباء القيام بزراعة عدة أعضاء ومنها: الكبد، والقلب، والأمعاء، والكلى، والرئتين، والبنكرياس، فقد أقيمت أول عملية زراعة قلب في جنوب أفريقيا عام1967م.. وأيضاً تتمثل زراعة الأنسجة في زراعة: العظام والأوتار وتسمى هذه العملية بعملية” ترقيع العظام”، وأيضاً الجل، والأوردة، والقرنية، وصمامات القلب، كما أن عملية زراعة الكلى تُعد من أكثر العمليات شيوعاً في تاريخ عمليات زراعة الأعضاء وذلك على مستوى العالم، ولكن عمليات زراعة الأنسجة تتخطى هذا الشيوع بنسب كبيرة قد تكون عشرة أضعاف عمليات زراعة الكلى.

 

ولأن لكل فعل شروط فهناك شروط لزراعة الأعضاء والأنسجة.. فعند القيام بزراعة القلب يلزم الحصول على قلب المتوفي بأزمة قلبية وذلك في خلال 24 ساعة من توقف ضربات القلب، وأيضاً القرنية فنستطيع تخزين القرنية في بنوك لمدة تصل إلي 5 سنوات، لكن الأعضاء وبعض الانسجة لا تتبع تلك الشروط.. عملية زراعة الأعضاء( الأنسجة) تتكون من: نسيج من المريض نفسه، نسيج من مريض غير متفق جينياً مع المريض، نسيج من تؤام فعلي للمريض، وفي بعض الأحيان تكون الأنسجة من كائنات ليست بشرية..

ولأن زراعة الأعضاء أمر طبي فيجب الاهتمام بالحوامل بصفة خاصة.. اوضح بعض الأطباء أنه لا يمكن إجراء عمليات زراعة أعضاء في خلال فترة الحمل وذلك لأن هناك مثبطات مناعية تكون ضارة بالحوامل وأيضاً يوجد العديد منها يكون ضار وغير أمن على الأجنة بشكل كبير..

 

في مجال الطب لكل شيء مضاعفات سواء كان هذا الشيء عملية أو دواء يؤخذ، وتتمثل مضاعفات عملية زراعة الأعضاء في: العدوى، تصلب الشرايين، رفض العضو المزروع، النقرس، السرطان، تخلخل في العظام، مشاكل في الكلى، داء الطُعم حيال الثوي.. كل هذه المضاعفات تحدث عقب حدوث عملية زراعة الأعضاء، وفي بعض الأحيان يقوم الأطباء بإستخدام كابتات المناعة لتقوم بعمل هذه المضاعفات وذلك بهدف معين.

الزراعة في مفهومها الطبيعي والفعلي هي بناء جديد وحياة جديدة للأخرين، وكذلك زراعة الأعضاء هي بناء جديد لعضو ضامر استطعنا احياؤه مرة أخرى، أو إحياء المريض بسبب زراعة هذا العضو، ومجال الطب خصوصاً يعتبر بناء خاص ومختلف لعودة وإنقاذ حياة الكثير من المرضى، وأيضاً أبحاثهم وتجاربهم الدائمة التي بسببها نشأت ما يعرف بزراعة الأعضاء، والتي اعتبرها الكثير من الناس محطة انتقال رئيسية لإنقاذ حياة الكثير من المرضى وهي طريقة شرعية لاستخدام أعضاء المرضى المتوفية لإنقاذ حياة مريض من الموت .. فتبقى مهنة الطب هي المهنة الأكثر احتراماً إنسانية.

رابط مختصر: https://roayatwatneg.com/jw24
قد يعجبك ايضآ