مقالات

الوسادة الناعمة

✍ دعاء الزغبي

 

هناك وسائد عديدة فأيهما تفضل الوسادة الناعمة أم المليئة بالأشواك؟؟؟!!!!
كلنا نفضل النعومة بكل شيء فمن منا يتمنى أن ينام على أشواك؟؟؟!!!

هكذا الضمائر حالها كحال الوسائد منها النقي ويتمثل في الوسادة الناعمة ومنها المذنب ويتمثل في وسادة كلها أشواك.

الضمير
الضمير

فلنتعرف سويًا على الضمير وأهميته بالنسبة للفرد والمجتمع وأنواعه وكيف يتشكل ؟
الضمير :

الضمير هو شعور داخل الإنسان مسئول عن تحديد نوع سلوكه من حيث الصواب والخطأ، فهو صوت الباطن الذي يأتي من داخل الإنسان يرشده إلى الخير ويبعده عن الشر .

الضمير يتمثل في قدرتنا على التمييز بين الصواب والخطأ وبين الحلال والحرام وبين الحق والباطل.

الضمير من أهم المشاعر التي يمتلكها الإنسان فهو ذاك الوازع الداخلي الذي يرشده للخير ويبعده عن الشر .

أنواع الضمير
هناك نوعان من الضمير:

الضمير النقي وهو الحي والضمير المذنب الملوث وهو الميت.
وقد يعبر الضمير عن مشاعر السعادة التي تتحقق للإنسان السوي صاحب الضمير الحي نتيجة قيامه بأعمال صالحة وابتعاده عن أعمال سيئة قبيحة وقد يعبر الضمير عن مشاعر الندم والتأنيب وذلك عندما يخالف الإنسان ضميره ويتبع هواه ويرتكب عملًا مشينًا أو خاطئًا يدعوه للندم بعده ويصبح ضميره ميت.

هل الضمير غريزة وفطرة أم مكتسب؟

هناك خلاف بين العلماء حول ذلك هل الضمير فطرة ولد بها الإنسان أم أنه مكتسب من خلال التربية؟
وتم الاتفاق على أن الضمير غريزة يولد بها الإنسان لكن التربية عامل أساسي في تنميته وتوجيهه وتبدأ من الأسرة والمدرسة وهما في غاية الأهمية فمن البداية تغرس الأسرة والمدرسة في الأبناء القيم والأخلاق والمباديء الصحيحة التي يقرها المجتمع ويسلم بها بالتالي يكون التوجه السليم للضمير وبالتالي يتحلى الأبناء بالضمير الحي النقي وعلى النقيض تمامًا تكون التربية الفاسدة حيث لاتهتم بتربية الأبناء على القيم والأخلاق الصحيحة والتمسك بها وبالتالي يكون توجه الضمير بشكل خاطيء ويصبح الأبناء من ذوي الضمائر الميتة الملوثة مما يؤدي إلى فسادهم وفساد المجتمع بأسره.

الضمير
الضمير

ميزان الضمير

لكل شيء ميزان وميزان الضمير هو القلب فصاحب الضمير الحي دائم الشعور بالسعادة والرضا وذلك الشعور منبعه القلب وصاحب الضمير الميت دائم الشعور بالتأنيب والندم ومنبعه أيضًا القلب .

لكن هل الضمير واحد عند كل الناس؟

بلا أدنى شك الإجابة بالنفي فالضمير ليس واحدًا عند كل الناس فهو يختلف باختلافهم وسبب رئيسي في الاختلاف اختلاف النشأة والتربية وظروف المجتمع والوازع الداخلي لكل إنسان وما غرسته الأسرة فيه من قيم وأخلاق.

أهمية الضمير :

الضمير النقي الحي يؤدي إلى صلاح المجتمع وتقدمه بعكس الضمير الملوث الميت يؤدي إلى هلاك المجتمع وفساده.

الوسادة الناعمة :

أصحاب الضمير النقي يملكون وحدهم وسادة ناعمة كالحرير حيث ينامون عليها بكل ارتياح وطمأنينة وهو شعور دائم عندهم نتيجة ضمائرهم الحية بينما أصحاب الضمير الميت وسادتهم مليئة بالأشواك فلا يستطيعون النوم بسبب شعورهم المستمر بالتأنيب والندم نتيجة اتباعهم المعاصي والشهوات وافتقارهم القيم والمباديء السامية.

فمن السهل أن يتجرد الإنسان من إنسانيته و تصبح طبائعه أشبه بطبائع البهائم فمحركه الأساسي شيطانه وشهواته لكن الصعب كل الصعب الحفاظ على ضمائرنا حية سوية لكنها التربية والخوف من الله هو ما يساعدنا على الحفاظ على نقاء ضمائرنا .

ونتساءل هل للضمير سلطة على الإنسان ؟

نعم بكل تأكيد فالضمير بداخل الإنسان كالقاضي يحاسبه كلما أخطأ ويعاقبه بشعور التأنيب والندم .

إذن الضمير هو سلطة داخلية ذاتية للإنسان يحاسبه على أفعاله التي يقوم بها ولولاها لتحول الناس إلى وحوش نتيجة موت ضمائرهم لكن من عدل الله وحكمته عز وجل أن يتفاوت الرضوخ لهذه السلطة بين إنسان وآخر فهناك من يطيع ضميره وسلطته الداخلية في أعمال الخير فيهنأ ويعيش سعيدًا وهناك من لا يرضخ لها بالعكس يقتل ضميره ليصل إلى ما تصبو إليه نفسه من محرمات ومعاصي فيهلك ويعيش تائهًا ونادمًا .

فالضمير الحي مهمته مؤازرة الحق ومحاربة الباطل والظلم لذا حاجتنا ماسة للحفاظ على ضمائرنا حية دائمًا .

الضمير
الضمير

مساوئ انعدام الضمير :

انعدام الضمير يؤدي إلى شيوع ألوان الفساد وانحلال الأخلاق كتفشي إدمان المخدرات والعادات السيئة .
-انعدام الضمير يؤدي إلى انعدام الرحمة وانتشار القسوة مما يؤدي بدوره إلى زيادة نسبة التنمر والتحرش والسخرية وجميع مظاهر العنف .
-انعدام الضمير يؤدي إلى انتشار العدوانية وارتكاب كل أنواع الجرائم من قتل وسرقة واغتصاب .

تنمية الضمير الحي :

-تنمية الشعور الدائم بالآخرين وتفهم مشاعرهم .
-قبول النقد من الآخرين والترحيب به علنا نستفيد منه في تصحح أخطاؤنا .
-الاهتمام بالجانب الديني من صلاة وصوم وقرآن.
-تنمية الشعور الدائم بتحمل المسئولية وتنمية نقاط القوة وإدراك نقاط الضعف وتقويتها .
-قبول صوت الضمير الصادق وليس إخراسه .
-المراقبة الذاتية لأفعالنا وتصرفاتنا بشكل دائم .

والآن وفي نهاية المقال أيهما تقرر أن تختار عزيزي القاريء ؟

ضمير حي ووسادة ناعمة أم ضمير ميت ووسادة مليئة بالأشواك؟

وحدك من تقرر..

MEU

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى